الوطن
عودة النقل عبر القطارات مرهون بتحسن الأوضاع الصحية في الجزائر
"السانتياف" فقدت 50 بالمائة من مداخيلها بسبب جائحة "كورونا"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 أفريل 2020
أوضح المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ياسين بن جاب الله، أن استئناف نقل المسافرين عبر القطارات سيبقى متوقفا في الجزائر إلى غاية تحسن الأوضاع الصحية في البلاد من وباء "كورونا"، مشيرا إلى أن "السانتياف" تنتظر دوما تعليمات السلطات العمومية في هذا الإطار، وكشف بالمقابل عن استمرار خدمة نقل المواد الحيوية والاستراتيجية عبر قطارات السكة الحديدية، فيما تكشف الأرقام أنها فقدت 50 في المائة من عوائدها بسبب توقيف حركة نقل المسافرين تطبيقا لقرارات مواجهة الوباء.
أكد المدير العام، ياسين بن جاب الله في حديث ليلة أول أمس، انه وبالرغم من التوقف المؤقت لكل حركة النقل العمومي للمسافرين بسبب وباء كورونا، فإن مؤسسته تسهر على ديمومة واستمرار عملية نقل البضائع، وقال بن جاب الله، حسب وكالة الأنباء الجزائرية ( واج) أنه بالرغم من الأوضاع "الاستثنائية والصعبة" التي تمر بها البلاد بسبب انتشار وباء فيروس كورونا، ما انجر عنه توقيف مؤقت لحركة النقل العمومي بما فيها نقل المسافرين بالسكك الحديدية، فإن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، تواصل نقل المواد الحيوية والاستراتيجية خصوصا الوقود و الحبوب و حاويات البضائع و كذا المواد المنجمية.
وأضاف بن جاب الله ان مؤسسته التي "أوقفت كليا حركة نقل المسافرين تطبيقا لتعليمات السلطات العمومية و الصحية للوقاية من انتشار فيروس كورونا"، حافظت على خدماتها لنقل السلع و البضائع بنسبة 100 بالمائة، مشيرا إلى انه تم تجنيد كل الفرق و الأعوان العاملين في هذا الميدان لضمان استمرار هذه الخدمة الاستراتيجية بالنسبة لحاجيات المواطنين و كذا الاقتصاد الوطني.
و أكد المسؤول ان المؤسسة "عازمة على ضمان ديمومة واستمرار هذه الخدمة مهما كانت الظروف بفضل تجند و إخلاص كل العمال و هذا خدمة للمصلحة الوطنية الى حين تجاوز هذه الازمة الصحية التي اثرت على كل القطاعات على المستوى العالمي".
من جهة أخرى، أشار بن جاب الله الى ان المؤسسة سرحت 50 بالمائة من مجموع عمالها عملا بالتدابير المتخذة لضمان سلامة الأشخاص و الوقاية من الوباء و أن الأعوان و الإطارات التي تم الاحتفاظ بهم، سواء لنشاط نقل البضائع أو نشاط الصيانة، يعملون في ظل "إجراءات وقائية صارمة تم اتخاذها من قبل الشركة لمحاربة تفشي الفيروس".
وبخصوص الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، خصوصا جراء توقيف نشاط نقل المسافرين، قال بن جاب الله ان مؤسسته "على غرار كل المؤسسات الاقتصادية عبر العالم عرفت منطقيا خسائر اقتصادية و فقدت 50 بالمائة من رقم أعمالها بسبب توقف نشاط نقل المسافرين".
في المقابل، اكد المسؤول ان "نشاط نقل البضائع، الذي يعتبر كذلك نشاط مربح اقتصاديا، قلل من الأضرار، و ان المؤسسة ستحاول التأقلم مع هذه الوضعية رغم صعوبتها من الجانب المالي الى حين انتهاء الازمة الصحية".
الصيانة للتأكد من سلامة السكك الحديدية
وحافظت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على نشاط صيانة القطارات و العربات و الهياكل والسكك الحديدية بهدف ضمان سلامتها و جاهزيتها للعودة للخدمة بعد الأزمة الصحية ، إضافة إلى زيادة على نشاط نقل البضائع.
وعليه، أكد بن جاب الله انه تم تسطير برنامج صيانة لكل القطارات و العربات والهياكل و المعدات تسهر عليه مجموعات من الأعوان والعمال عبر مختلف ورشات الصيانة و محطات الكهرباء و مراكز القيادة الوطنية والجهوية، مشيرا الى ان هذا البرنامج متواصل منذ توقيف حركة نقل المسافرين وسيتمر بصفة دورية الى حين الرجوع للخدمة.
وباشرت أمس المؤسسة في تنفيذ مخطط "رحلات بيضاء" أي عملية سير قطارات بدون مسافرين او بضائع للتأكد من سلامة السكك الحديدية على المستوى الوطني و عدم تضررها أو تخريبها جراء عوامل طبيعية أو غيرها خصوصا على مستوى المعابر والممرات التي لم تسلكها القطارات منذ توقف حركة النقل.
هذه العملية التي ستكون على المستوى الوطني تدخل في إطار أشغال الصيانة، حسب ما قال المسؤول، مضيفا انه سيتم التحقق من سلامة السكك الحديدية و كذا صيانتها و إصلاحها في حال وجود أي خلل و هذا استعدادا لانطلاق الخدمة و ضمان سلامة القطارات والمواطنين بعد العودة إلى الحركة الطبيعية للنقل.
وبخصوص آجال العودة إلى العمل، خصوصا استئناف نقل المسافرين، قال بن جاب الله ان "التوقف جاء جراء تفشي وباء فيروس كورونا وأن استئناف العمل سيكون مع تحسن الأوضاع الصحية"، مشيرا إلى أن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية "تنتظر دوما تعليمات السلطات العمومية في هذا الإطار".