الوطن

مخاوف من أن تتحول الأسواق إلى بؤرة لانتشار كورونا خلال رمضان

تعرف هذه الأيام إنزالا بشريا في انتظار مزيد من الحركية في بداية الشهر الكريم

تشكل الأسواق هذه الأيام بؤرة لانتشار وباء كورونا. فرغم التحذيرات والإجراءات الصارمة، لا تزال هذه الفضاءات تعرف وبشكل يومي إنزالا بشريا لمواطنين أصابتهم اللهفة وما زالوا يسعون وراء تخزين ما تمكن من المنتجات. وما يزيد من خطورة الوضع، أنه بهذه الأسواق لا يتم احترام أي شروط نظافة ووقاية، وهو الأمر المرشح لأن يتفاقم مع اقتراب شهر رمضان، حيث تزيد الحركة بهذه الفضاءات التي تغرق عادة خلال هذا الشهر في الفوضى، وهو ما يحذر منه المختصون، داعين المواطنين للتحلي بالوعي والمسؤولية.

لم تنفع تحذيرات الخبراء والمختصين ولا إجراءات السلطات في غرس الوعي عند المواطنين، خاصة إذا تعلق الأمر باللهفة، حيث لا تزال أغلب الأسواق تعرف إنزالا بشريا لمتسوقين همهم الوحيد هم الشراء والتخزين. وفي جولة قادتنا لعدد من الأسواق بالعاصمة في الفترة الصباحية، وقفنا على كارثة حقيقية تظهر حجم اللاوعي عند البعض، وهو ما يهدد بمزيد من الانتشار لفيروس كورونا. فرغم تقليص عدد النشاطات التجارية الأخرى، ومنها التجمعات وغيرها، تعرف معظم الأسواق خاصة مع اقتراب شهر رمضان حركية كبيرة، فسوق باش جراح على سبيل المثال يعج بالمتسوقين بشكل يومي، ولا تختلف وضعيته حاليا عن باقي الأيام، حيث يعرف حركة مكثفة للمواطنين، وتهافت المواطنين على السلع المعروضة من الخضر والفواكه، واحتكاك بين البائعين والزبائن وبين الزبائن أنفسهم. وحسب ما أكده لنا أحد التجار، فإنه في سوق باش جراح لا وجود لأدنى معايير وقاية من فيروس كورونا، مشيرا أن أغلب من يقصدون السوق وحتى التجار يسيرون بمبدأ "كل شيء بالمكتوب"، ليضيف أن وضعية السوق أصلا وتدني معايير النظافة باتت تجلب للتجار الأمراض فما بالك إن أضفنا لذلك فيروس كورونا، ليختتم بالقول إنهم كتجار مجبرون على البيع خاصة في ظل هذه الأزمة، والمسؤولية تقع على عاتق السلطات البلدية التي وجب عليها تحسين وضعية السوق التي تعرف الفوضى. 

ومع اقتراب رمضان وإن بقيت أزمة كورونا قائمة طيلة الشهر الكريم، فإن الوضع سيكون أسوأ، حيث تعرف الأسواق عادة خلال هذا الشهر وضعا استثنائيا، وهو ما جعل المختصين يدعون منذ الآن لضرورة تنظيم هذه الأسواق وحركة البيع بها في ظل أزمة كورونا، معتبرين أن هذه الفضاءات التجارية تمثل حاليا بؤرة لاحتمالية تفشي فيروس كورونا بشكل يجعل الأوضاع تخرج عن السيطرة، بعدما بدأت تتجه نحو الأحسن، داعين المواطنين من جهتهم للتحلي بالمسؤولية وتقليل تنقلاتهم للأسواق والالتزام بالمعايير الوقائية وشروط النظافة، وتخصيص يوم واحد في الأسبوع من أجل التسوق، مع تكليف فرد واحد من العائلة بهذه المهمة حفاظا على سلامتهم.

من نفس القسم الوطن