الوطن

رومانو برودي:التدخل العسكري في مالي سيكون "الحل الأخير"

بعد لقائه مع عدد من المسؤولين الجزائريين ومنهم بوتفليقة

 

 

 

قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الساحل الأفريقي رومانو برودي، إن التدخل العسكري في مالي، الذي وقع شماله بين أيدي إسلاميين متشددين، سيكون "الحل الأخير"، وهو الطرح الذي يتطابق مع نظرة الجزائر إلى قضية ملف شمال مالي، حيث ما تزال الدبلوماسية الجزائرية تدافع باستمرار على حل سياسي لهذه الأزمة، الذي قد يتحول إلى أفغانستان ثان في الساحل الإفريقي، في حالة اعتماد الخيار العسكري.

وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي السابق، بعد مباحثات مع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة "أنا هنا للبحث عن السلم وعلينا العمل بإرادة قوية من أجل إقرار السلم في المنطقة"، وأضاف "ما تزال لدينا فرصة العمل من أجل السلام والاستفادة من الأطر الدولية والتزامات الأمم المتحدة في إطار مكافحة الإرهاب من اجل المحافظة على الوحدة الوطنية لمالي" الذي تسيطر على شماله منذ أكثر من سبعة أشهر مجموعات إسلامية مسلحة، وأكد برودي أنه "إذا كان لا بد من تدخل عسكري فسيأتي كآخر حل"، مشيرا إلى أن "كل الحروب التي عرفها العالم تسببت في مآس بالنسبة للبشرية".

من جهة أخرى قال برودي إنه بحث "في شكل معمق" مع بوتفليقة "كل مشاكل الساحل ومالي وكذا حول ضرورة العمل سويا من أجل السلم والوحدة الترابية لهذا البلد" مالي، وأضاف "علينا أن نعمل على الأمد القصير، ولكن علينا أيضا التفكير في تطوير منطقة الساحل على الأمد الطويل وكيفية انخراط المجتمع الدولي في هذا النهج". 

وجاءت زيارة برودي للجزائر في الوقت الذي تضع فيه دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا اللمسات الأخيرة على استراتيجيتها لدعم باماكو عسكريا بهدف القيام بتدخل عسكري لاستعادة شمال مالي، وأحال قادة جيوش هذه الدول إثر اجتماعهم الثلاثاء الماضي في العاصمة المالية على قمة قادة دولهم التي تعقد نهاية هذا الأسبوع في أبوجا، الخطة التي تبنوها في اجتماعهم. وبعد إقراره من القادة يحال المخطط قبل 15 نوفمبر الجاري إلى مجلس الأمن الدولي.

وفي سياق متصل، وجه رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، عبد الرحمن سعيدي، نداء إلى شيوخ وعلماء المنطقة إلى التحرك لمنع التدخل العسكري الوشيك شمال مالي. وقال سعيدي، في منتدى الوسطية لشمال وغرب إفريقيا، الذي أسسته الحركات الإسلامية الوسطية مطلع العام 2010 بموريتانيا لمواجهة الفكر المتطرف في المنطقة خاصة في منطقة الساحل الإفريقي الذي أصبح معقلا لحركات إسلامية متشددة، في البيان "يتوجب عليكم -أيها المخلصون- في منطقتنا من مختلف القوى وفي مقدمتهم العلماء والأعيان وشيوخ القبائل الذين لهم كلمتهم في أقوامهم، أن ينبروا للواجب الشرعي التاريخي في درء المخاطر ودفع المظالم وجلب نعمة الصلح والسلم لأقوامهم"، وأوضح سعيدي أن "منطقة شمال مالي والساحل عموما تشهد وضعاً مأساويا مترديا ومنزلقا خطيراً ينذر بحرب إقليمية خطيرة وطويلة المدى قد تأتي على الأخضر واليابس وتنهار معها السيادة الوطنية لكثير من الدول". وتابع "هذا يستدعي منكم أيها العلماء والأعيان وقفة تاريخية حاسمة تدفعون بها عن مالي وشعبه وسائر شعوب المنطقة مخاطر الحرب ومآلاتها الوخيمة التي تترك في أمتنا عاهات مستديمة".

وحول الدور المنتظر من شيوخ وعلماء المنطقة قال سعيدي في البيان "يجب عليكم أيها العلماء والمشايخ أن تضعوا رؤيتكم للحل والخطوات التي يجب اتباعها لحل النزاع، أولا بتأجيل خطوة الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل". و"ثانيا فسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية لمائدة الحوار، وثالثاً إجهاض كل مساعي التأزيم أو استغلال النزاع في أجندة سياسية خاصة وحسابات ضيقة فيها تجاوز للواقع والحقائق التاريخية والجغرافية"، بحسب البيان.

فيصل. ح


 

من نفس القسم الوطن