الوطن

لهذه الأسباب يبقى استيراد اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان مطروحا

في ظل تعهدات الموالين بضمان تموين جيد للأسواق ووعود وزارة التجارة بأسعار مقبولة

عطلت أزمة كورونا تحضيرات شهر رمضان بشكل كبير. فبقطاع التجارة وتحديدا تجارة بيع اللحوم، لم يتضح لغاية الآن إن كانت الجزائر ستلجأ لاستيراد كميات من اللحوم الحمراء لتغطية الطلب على هذه المادة خلال الشهر الكريم، أم ستكتفي بالإنتاج المحلي فحسب، وهو ما يجعل توقع مستوى الأسعار حسب المهنيين أمرا صعب خاصة في ظل الظروف الحالية.

 

لغاية الآن لم يتضح بعد ما إذا كانت الجزائر ستلجأ لاستيراد كميات من اللحوم الحمراء كما تعودنا كل سنة لتغطية الطلب على هذه المادة خلال شهر رمضان وضبط الأسعار، أم أنها ستكتفي بالإنتاج المحلي خاصة أن الموالين ومنتجي اللحوم الحمراء كانوا قد أبدوا استعداداتهم لإغراق السوق خلال شهر رمضان بكميات كافية من اللحوم يمكنها الحفاظ على مستوى مقبول من الأسعار، وهو الشرط الذي وضعته وزارة التجارة مقابل عدم اللجوء للاستيراد هذه السنة عكس السنوات الماضية، والتي كانت فيها الجزائر تستورد كميات هائلة من اللحوم الحمراء المجمدة، ومع ذلك تبقى الأسعار في غير متناول كل الجزائريين خلال الشهر الكريم بسبب المضاربة.

وفي هذا الصدد توقع أمس رئيس جمعية تجار اللحوم بالعاصمة، محمد الطاهر رمرام، في تصريح لـ"الرائد"، أن تلجأ الجزائر في الأخير لاستيراد اللحوم الحمراء من الخارج، مشيرا أن تغطية الطلب من هذه المادة بالاعتماد على الإنتاج المحلي هو أمر صعب ليس بسبب غياب إنتاج يمكنه تلبية طلبات الجزائريين، وإنما بسبب المضاربة التي يحاول البعض ممارستها من أجل رفع الأسعار، خاصة في ظل الظروف الحالية وتأخر التحضيرات، وهو ما يجعل ضبط السوق خلال شهر رمضان أمرا في غاية الصعوبة.

وأوضح رمرام أن الجزائر تشتكي من ضعف كبير في إنتاج اللحوم، وفي ظل زيادة الطلب ليس مستبعدا أن نعرف أسعارا مرتفعة هذه السنة أيضا رغم تطمينات وزارة التجارة، مشيرا أن الاستيراد يبقى مطروحا بقوة للحفاظ على مستوى مقبول من الأسعار. وأشار رمرام أن الخلل في الأسعار لا يرتبط فقط بضعف الإنتاج والمضاربة وإنما أيضا بانعدام الثقافة الاستهلاكية عند المواطن الجزائري، مؤكدا أن ثقافة الاستهلاك تساهم في زيادة أو انخفاض الأسعار بنسبة 15 إلى 20 بالمائة. وحول تحضيرات شهر رمضان، أشار ذات المتحدث أن أزمة كورونا المطروحة حاليا عطلت هذه التحضيرات خاصة مع انشغال وزارة التجارة في حربها ضد المضاربين هذه الفترة، غير أن هذا الأخير طمأن الجزائريين بأنه يمكن تجاوز الأمر خاصة وأنهم كانت لهم لقاءات مع وزارة التجارة في وقت سابق، وتم ضبط بعض الأمور التقنية، مشيرا أن اللحوم في شهر رمضان ستكون متوفرة سواء كانت إنتاجا محلي 100 بالمائة أو جزء منها مستورد.

للإشارة فقد كان وزير التجارة كمال رزيق قد وعد الجزائريين بمستوى مقبول من أسعار اللحوم خلال شهر رمضان، مبديا في حالة عجز الإنتاج المحلي عن تغطية الطلب، اللجوء للاستيراد من دول مجاورة، وهو الأمر الذي خلق جدلا كبيرا، حيث اعترضت فدرالية الموالين على خيار الاستيراد، مؤكدة أنه ضرب للإنتاج المحلي ومبدية استعدادها ضمن مشاورات بدأتها وزارة التجارة مع الموالين لتدعيم السوق بكميات كافية من اللحوم يمكنها الحفاظ على الأسعار في مستوى مقبول، مع التقليل من الوسطاء الذين يتسببون في المضاربة ورفع الأسعار عادة خلال الشهر الكريم.

من نفس القسم الوطن