الوطن
التجار الموازون يستثمرون في أزمة كورونا ويعززون تواجدهم بالأسواق
يروجون منتجات تعرف ندرة حتى على مستوى المحلات النظامية ما يطرح تساؤلات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 أفريل 2020
توسعت التجارة الموازية، هذه الأيام، عبر العديد من البلديات بشكل كبير، حيث استغل التجار الموازين أزمة كورونا وما فرضته من طوارئ بالأسواق، لتعزيز تواجدهم بقوة في نقاط جديدة. واستثمر عدد من الشباب في قرار غلق الكثير من المحلات التجارية لتسويق منتجات قلما شهدناها في السابق تباع عبر الأسواق الموازية، بينما يطرح توفر عدد من المنتجات التي تشهد ندرة خانقة بالمحلات النظامية عبر الأسواق الموازية على غرار السميد العديد من التساؤلات.
واستغل العديد من الشباب الناشط في التجارة الموازية أزمة كورونا وما طرحته من ندرة في عدد من المنتجات ومضاربة عبر أغلب الأسواق، الفرصة للتوسع في تجارتهم الموازية والتموقع عبر نقاط جديدة تحضيرا لنشاط أكبر خلال شهر رمضان الذي هو على الأبواب. وعبر جولة قادتنا إلى عدد من بلديات العاصمة قبل بدء الحظر الجزئي، لاحظنا خلال الفترة الصباحية تحديدا تواجدا مكثفا لطاولات التجارة الموازية عبر الأرصفة والشوارع وعند مداخل الأسواق الشعبية، حيث عاد هؤلاء التجار الموازون لنقاط بيعهم القديمة والتي كانت مصالح الأمن قد أزالتها في وقت سابق، كما توسعوا في نقاط جديدة مستغلين انشغال السلطات حاليا بمحاربة وباء كورونا. بالمقابل، فإن عودة التجار الموازين بعدد من النقاط شكلت متنفسا لأصحاب الدخل المحدود خاصة في ظل الظروف الحالية، حيث وجد العديد من المواطنين في هذه الأسواق الموازية ضالتهم بعد غلق العديد من المحلات كإجراء للحد من تفشي فيروس كورونا، خاصة أن الأسعار التي يبيع بها هؤلاء الشباب منتجاتهم تعد أقل مقارنة بالتجار النظاميين، ويوفر هؤلاء التجار للمواطنين في بعض المرات منتجات تعرف ندرة في الأسواق والمحلات، فالسميد على سبيل المثال الذي لم يتمكن الجزائريون من إيجاده عبر المحلات النظامية العديدة، يسوق بالعديد من نقاط البيع الفوضوية بالعاصمة، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات، بينما اكتسحت منتجات التنظيف والتعقيم هذه الأسواق وهي أغلبها منتجات لا تحمل لا علامة ولا تاريخ إنتاج وانتهاء صلاحية، وهو ما قد يشكل خطرا على مستعملي هذه الأخيرة.
من جانب آخر، فإن بعض الشباب استثمر بشكل حقيقي في غلق عدد من المحلات التجارية، فحتى بطاقات تعبئة الرصيد للهواتف النقالة باتت تسوق بنقاط بيع موازية. ومن الواضح أن عودة الانتشار غير المسبوق للأسواق الموازية هذه الأيام يعد تحضيرا لشهر رمضان، حيث يعد هذا الشهر أكثر الأشهر الذي تنتشر فيه الأسواق الموازية تبعا لزيادة الاستهلاك.