الوطن

تصاعد الأصوات المعارضة للدراسة عن بعد لهذه الأسباب

أساتذة يتحدثون عن رفضهم لخطوة وزير القطاع

تمسك المجلس الوطني المستقل لأساتذة ثلاثي الأطوار الابتدائي والمتوسط والثانوي "الكنابست" بأهمية إنهاء الموسم الدراسي الحالي بفصلين اثنين وعدم المغامرة بتلاميذ المناطق النائية من خلال تقديم دروس مدرجة عبر قنوات واليوتوب على الأنترنت، والتي من شأنها عدم إنصاف الآلاف من المتمدرسين من ذوي العائلات غير الميسورة.

وجاء هذا على لسان المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، مسعود بوديبة، من أن السنة الدراسية يمكن الانتهاء منها بدروس الفصل الأول والثاني، مقابل استدراك النقائص عند استئناف الدراسة بعد رفع إجراءات الحجر المنزلي، معتبرا أن خطة وزارة التربية غير ناجعة في الوقت الراهن ومع إمكانيات الأولياء.

وأوضح بوديبة أن تقديم دروس الفصل الثالث عن بعد بداية من اليوم الأحد سيكون له أثر سلبي، موضحا "لم نحضر أنفسنا بالكيفية التي تسمح بإنجاح هذه التقنية، لكن الضرورة تحتم أن نتعامل مع ما هو موجود، والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد عبر شبكته في 17 ولاية سيسجل حصصا تعليمية خاصة بالفصل الثالث، وتقديمها عبر قنوات معينة يمكن التلاميذ تصفحها وتدارك المعارف التعليمية الناقصة".

وشدد بوديبة على تمسكه بمقترحه السابق بأن يحصر امتحان التلاميذ في هذه الدروس، وقال "خصوصا ونحن نعلم أن الجزائر شاسعة وبها نقاط ظل عديدة لا تسمح لأبنائنا هناك بالاستفادة منها، إضافة لنقص الوسائل وضعف تدفق الأنترنت، ناهيك عن الوضع النفسي والمعنوي جراء واقع الحال المرتبط بالظرف الصحي".

وصرح قبلا بوديبة مسعود بأن ما تم تحصيله خلال الفصل الأول والثاني يساوي 70 بالمائة وهو كاف لإكمال السنة الدراسية دون اللجوء إلى الفصل الثالث، ودعا المتحدث التلاميذ في جميع الأطوار التعليمية الثلاثة للالتزام بالحجر الصحي والعمل على مراجعة الدروس من أجل تدارك النقائص التي تم تسجيلها خلال الفصل الأول والثاني.

وبخصوص إجراء الامتحانات الرسمية من عدمها في ظل انتشار الفيروس المستجد، أكد بوديبة أن هذا الأمر سابق لأوانه ويجب انتظار نهاية شهر أفريل لوضع تقييم شامل ومن ثم يكون هنالك تأجيل أو لا.

من جهتهم، رفض الأساتذة قرارات وزارة التربية واعتبروها مجرد مبادرة، لنقل اجتهادا وأنها فاشلة جدا جدا، لأنها تقصي شريحة كبرى من تلاميذ مناطق الظل التي تفتقد إلى وسائل الاتصال من أنترنت وهاتف وحتى تلفاز، متسائلين: "أين مبدأ تكافؤ الفرص؟ أين غايات التربية وأهدافها التي ينص عليها القانون التوجيهي 04/08 أم هي مجرد حبر على ورق؟

وشدد الأساتذة أنه لن ولن ينجح "التعليم عن بعد" الذي سوف يفرز تفاوتا كبيرا بين التلاميذ الذين يملكون الوسائل التقنية لمتابعة الدروس، ونظرائهم من الطبقة الفقيرة الذين تعوزهم هذه الوسائل، وأدناها الهاتف الذكي لمتابعة الدروس، معتبرين أن مثل هذي المشاريع أو البرامج يلزمها ترتيبات عدة وهيكله كبيرة.

كما اعتبره الأساتذة أنه مجرد حل مؤقت في هذه الفترة الحرجة، وقد ينتفع به طبقة معينة من التلاميذ الذين يتميزون بمستوى دراسي جيد ودرجة استيعاب حسنة، لكن للأسف، حسب تعبيرهم، على قضاءات التواصل الاجتماعي فإن أغلبية التلاميذ يفتقدون التركيز ويعجزون عن استيعاب أغلب المعلومات ويفتقدون التواصل مع الأستاذ داخل القسم، فما بالك عبر التلفاز أو اليوتوب، ناهيك عن انعدام وسائل التكنولوجيا في كثير من البيوت الجزائرية، وإن وجدت فإن الشبكة ضعيفة جدا، بل إن التلفاز غير متوفر في كل غرفة في كل البيوت، متسائلين عن كيفية العمل مثلا مع أربعة متمدرسين في عائلة كثيفة وبتلفاز واحد.

من نفس القسم الوطن