الوطن

مختصون يحذرون من حرمان آلاف التلاميذ من دروس الفصل الثالث

انتقدوا قرارات واجعوط حول اللجوء إلى التدريس عبر قنوات على اليوتوب

 

أثار قرار وزارة التربية الوطنية إدراج دروس تعليمية للفصل الثالث عبر قنوات تعليمية على الأنترنت، انتقادا كبيرا من قبل تربويين وممثلي أولياء التلاميذ، على اعتبارها طريقة غير مضمون وصولها إلى كل التلاميذ، على اعتبار أن ليس كل العائلات الجزائرية تتوفر على الأنترنت والوسائل التكنولوجية.

وقال الناشط التربوي، كمال نواري، إن قرار إدراج دروس الفصل الثالث على الأنترنت جاء متأخرا، فبعض الدول الأوروبية ودول الجوار قطعت أشواطا كبيرة في هذا الشأن، ثانيا فإن تقديم الدروس لا يكون عن طريق القنوات الإذاعية بل عن طريق اليوتوب، وهذه عملية غير مضمونة وليس كل المناطق والعائلات تتوفر على النت، وبالتالي فوزارة التربية مازالت تتخبط وتتأخر عن المواعيد الهامة للطلبة، فالرقمنة مازالت بطيئة.

وأضاف كمال نواري أنه تم فتح القناة السادسة مؤخرا وكنا نعتقد أنها قناة تعليمية موجهة للطلبة، بحيث تكون بمثابة الموجه للمنصات الأخرى لمتابعة الدروس، داعيا إلى أخذ بتجربة المغرب الذين قطعوا شوطا كبيرا في تقديم الدروس عن بعد، ثم يجب تخفيض سعر الأنترنت لكي تتمكن العائلات المعوزة من متابعة هذه الدروس على اليوتوب.

من جهته، انتقد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بن زينة علي، قرار وزارة التربية الوطنية بخصوص إدراج دروس الفصل الثالث عبر الأرضية الرقمية، وحذرت من عدم تمكن الآلاف من المتمدرسين من مواصلة تلقي دروسهم بسبب غياب الأنترنت وعدم توفر لديهم الوسائل اللازمة لهذا النوع من التعليم.

وقال بن زينة علي إن "هذا الظرف الحساس يقتضي كثيرا من الفعل في وجيز من الوقت، وهو ما يقتضي الحكمة والتبصر، خصوصا إذا تعلق الأمر بالتلميذ والمدرس. وفي هذا الصدد، كان يجب التفكير الجاد في التعامل مع الأزمة تحسبا لكل الظروف، لكن نتفاجأ بمراسلة رئيس الديوان بتاريخ 25 مارس تحت رقم 265-2020 حول موضع تسجيل حصص تعليمية، وكان أملنا أن تكون حصصا تلفزيونية بما يضمن تكافؤ الفرص، لكن على ما يبدو هي حصص توضع على الأرضية الرقمية للوزارة".

وأوضح بن زينة "أن المتعارف أن ليس كل الأسر تتوفر على الأنترنت، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى هناك الوتيرة التي رسمتها المراسلة، ما يدعو إلى الوسائل، إذ صدرت المراسلة في التاريخ المذكور سلفا يطلب فيها انتقاء أكفاء الأساتذة والمفتشين الذين يرافقونهم ويتم الشروع في التسجيل بتاريخ 28 مارس".

وتساءل ممثل الأولياء "هل يتم الشروع في مثل عملية حساسة كهذه في ظرف ثلاثة أيام؟ ونحن ندرك أنه لا يمكن تجسيد المشروع، فالأمر يتعلق بالحصص ومدتها وكذلك إعدادها بالعمل على تحديد الأولويات ثم المصادقة عليها، وهو أمر كان يجب التفكير فيه منذ غلق المؤسسات عوض الحديث عن كيفية حصول الأولياء على النتائج، أو كما ورد في الأرضية الرقمية".

 

بن زينة يحذر الوزارة من الاكتفاء بدروس شكلية للمتمدرسين

وقال "عندما نطالع على الأرضية الرقمية وما هو على صفحات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بهذا الموضوع، عندما نجد عبارة الاكتفاء بدروس شكلية للمتمدرسين، فعبارة دروس شكلية تحمل معنى حساسا يعني عدم التبصر وأخذ الأمور الجوهرية بسطحية، كما تؤكد على ضرورة تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وهو الأمر الذي لا تحققه مثل هذه الإجراءات"؟.

وحسب المتحدث "فإن الظرف الحالي يقتضي أكثر من أي وقت مضى التبصر والتحلي بروح المسؤولية التي تجسدها القرارات البناءة الحكيمة والتي تدرس الأمور من جميع جوانبها".

وأمرت وزارة التربية الوطنية الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد ONEFD بتقديم دروس للفصل الثالث لجميع المستويات والأطوار وتنطلق عملية التسجيل غدا.

وأوضحت وزارة التربية الوطنية، في تعليمة أرسلتها لمديري التربية، أنه في إطار تطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية من فيروس كورونا والهادفة إلى الحد من انتشاره الواسع في الوسط المدرسي، فقد قررت وزارة التربية تسجيل حصص تعليمية للفصل الثالث لجميع المستويات في المراحل التعليمية الثلاث، قصد وضعها في متناول التلاميذ عن طريق قنوات تعليمية تنشأ لهذا الغرض، بهدف جعلهم في اتصال مستمر مع التعلمات واستغلال وضعية الحجر الصحي الذي يتواجد فيه التلاميذ، بشكل مفيد ولائق من جهة أخرى.

وأوضحت وزارة التربية أنه تم تكليف ديوان التعليم والتكوين عن بعد بتجسيد هذا المشروع عبر تحضير وتسجيل حصص تعليمية للفصل الثالث. وتزامنا مع هذا، كلفت وزارة التربية مديري التربية باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل التحضير الجيد لهذه العملية عبر انتقاء أساتذة أكفاء لتقديم الحصص المقررة حسب المادة وحسب المستوى التعليمي.

من نفس القسم الوطن