دولي
الكورونا ومكامن الخطر على أسرانا في السجون
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 مارس 2020
بعيدا عن أية توصيفات أدبية وبموضوعية مجردة، لقد بات أسرانا في غاية الخطر وذلك لمكامن الخطر التالية:
• الاسرى على احتكاك مباشر مع مجتمع موبوء بهذا الفيروس من خلال احتكاكهم بالسجانين والمحققين وعناصر ادارة مصلحة السجون وهؤلاء قادمون من الخارج والعلاقة بينهم وبين من يسجنونهم علاقة عداء وبالتالي فإن فرصة دخول الفيروس للسجون فرصة ذهبية وذات امكانية عالية.
• بيئة السجون بيئة حاضنة للاوبئة والامراض: حيث أنها مكتظة وبتهوية سيئة، مساحة غرفها تتجاوز المساحة المتعارف عليها دوليا بكثير فيحشر فيها عادة ضعفي طاقة الغرفة، بالإضافة الى أن يكون الحمام فيها واستخدامها لعدة وظائف معا فهي غرفة للنوم وللأكل وللصلاة وللرياضة أحيانا، وكذلك ساحة السجن ضيقة جدا بالنسبة للعدد الذي يطوف فيها في ساعة الخروج من الغرف فساحة عسقلان مثلا كانت بمساحة ملعب كرة سلة ليخرج اليها قرابة مائتي أسير فجاءوا وقسّموها الى اربعة اقسام فأصبحت ضيقة جدا اضافة الى العلو الشاهق لأسوارها وبالإضافة ايضا الى سقفها بالحديد الذي يزيد من الخناق عليها. كذلك فالبيئة في منطقة صناعية بينما مثلا مجمع سجون الرملة:" نيتسان، والذي يسمى المشفى، ونفيتيرتسا المخصص للنساء والمعبار " كلها في منطقة تجمع مجاري لتلك المنطقة. واضف الى ذلك ان هناك من السجون من العهد البريطاني القديم حيث تنخر جدرانها الرطوبة القاتلة.
• من المعروف أن مقاومة الامراض والاوبئة بحاجة الى تغذية صحية بينما السجون هم أبعد ما يكون عن هذه التغذية، عادة ياتي متعهد السجون للخضار والفواكه أسوأ ما في السوق ، تأتي غالبا بالذي تعفن أو قريب من التعفن، ويأتي باللحوم المجمّدة في أسوأ ما في السوق ومن النقانق الرخيصة التي لا يعرف لها أصل هل مصدرها دجاج أم سمك أم خليط، المهم يأتي ما تمنع خروج رائحته كثرة المواد الحافظة القاتلة، وعن الدجاج الوجبة الاسبوعية ما أن يدخل القسم الا وتفوح رائحته الكريهة ويأتون بالجزء الذي لا تستوعبه أسواقهم " مؤخرة الدجاجة" ، أما ما يسمح بشرائه من الكنتين فأغلبه معلبات بعيد كل البعد عن الغذاء الصحي. أغذية ذات وصفة مناسبة جدا للانتشار الاوبئة .
• الاوضاع النفسية والضغط المتواصل وفنون التنكيل والإجراءات القمعية السادية التي تبقى سيفا مسلطا على رقاب اسرانا تشكل حاضنة مناسبة جدا لإضعاف المناعة وتسلل الامراض والأوبئة، وهذه كثيرة يضيق بها المقال لو أردنا تعدادها ولكن على سبيل المثال عندما يصل الاسير على حافة الافراج عدة مرّات ثم يعاد لسنوات طوال كما حدث مع الاسرى المؤبدات، عندما كان الحديث السياسي يصل بهم الى قرب الافراج ثم يقع الخذلان لينتظر فرصة قادمة بعد عدة سنوات، مثلا أسرى الدفعة الرابعة هؤلاء مرّوا بما يزيد عن عشرة فرص ثم كانت الاخيرة ولم يحظوا بالإفراج، أي ضط نفسي يتصور بعد هذا، كذلك أسرى صفة وفاء الاحرار الذين أعيد اعتقالهم، والاسرى الاعتقال الاداري حيث الحرب النفسية المعروفة على الاسير وأهله في عملية تجديد الحكم المتكرر.
• العلاج والتعامل مع المرض والمرضى فيه من الاهمال المبرمج ما فيه، فالاسير المريض يعاني من السجن نفسه ومن حرمانه من العلاج الصحيح والمماطلة المريرة سواء كان ذلك في تشخيص المرض اوعلاجه وما ثبت من تجربة الادوية لصالح شركات ادوية اسرائيلية فهذه متوفرة في الوضع الطبيعي فما بالنا اذا انتشر وباء وصارت الحالات التي تحتاج الى الرعاية كثيرة، السجون غير مؤهلة بتاتا من حيث الامكنة المجهزة او الطواقم الطبية المتلائمة مع عدد الاسرى الكبير.
• مواد التنظيف والمعقمات وظروف السجون الملائمة جدا للأوبئة والأمراض من حيث الرطوبة وقساوة البرودة شتاء دون توفر اية تدفئة وفي الصيف القائظ سجون بنيت خصيصا لتعذيب الاسرى في بيئات قاسية مثل نفحة وريمون والنقب شديد البرودة شتاء والحرارة صيفا ، شطة وجلبوع في اجواء الاغوار شديدة الحرّ صيفا .
هذا فيض من قيض، السجون الاسرائيلية غير مؤهلة صحيا في الوضع الطبيعي فما بالنا في ظل انتشار وباء مثل فيروس الكورونا حيث يتوقع ان تكون الاوضاع مأساوية والضحايا دون اي تهويل في غاية الرعب. لذلك يتوجب ان يجري حاليا الضغط على سلطة الاحتلال من اجل اطلاق سراح الاسرى أو على الاقلّ التخفيف من حالة الاكتظاظ المهولة التي تشهدها هذه السجون .