الوطن

الوكالات السياحية مهددة بالزوال في الجزائر

بسبب تتالي الأزمات وخسائر بالجملة تكبدتها طيلة الأربع سنوات الماضية

 

بات نشاط الوكالات السياحية في الجزائر من أكثر النشاطات المهددة بالزوال بسبب مشاكل وأزمات عاشتها على مدار الأربع سنوات الماضية. فبعد أزمة اقتصادية خانقة جعلت السفر والسياحة في ذيل أولويات عموم الجزائريين، جاءت الأزمة السياسية في زمن حكم العصابة لتجمد برامج السياحة بالنسبة لأغلب المواطنين، لتكمل أزمة كورونا على ما تبقى، حيث دخلت كل الوكالات السياحية في عطلة إجبارية وأحيل عمالها على البطالة وجمدت برامج الرحلات السياحية وحتى برامج العمرة وربما الحج إن استمرت الأزمة.

 

ورغم أنه لا توجد لحد الآن أرقام دقيقة بشأن خسائر قطاع السياحة، وبالتحديد الوكالات السياحية، خلال الأربع سنوات الأخيرة، إلا أن تقديرات مهنية من القطاع تؤكد إفلاس أكثر من 90 بالمائة من الوكالات السياحية خلال الأربع سنوات الأخيرة لعدة أسباب وعوامل، من أبرزها الأزمة الاقتصادية التي ضاءلت من أرباح هذه الوكالات التي تعتمد على الزبائن. ومع تراجع كبير لهؤلاء بسبب التقشف وما انجر عن انخفاض أسعار النفط من غلاء معيشة وأسعار، فإن أغلب الوكالات لم تتمكن من الصمود واضطرت لغلق أبوابها، فيما بقيت أعداد محدودة من الوكالات تقاوم هذه الصدمات، غير أن الوضع ازداد تدهورا في 2019 بسبب الأزمة السياسية التي جعلت أيضا السياحة في غير متناول واهتمام الجزائريين، لتأتي أزمة كورونا وتقضي على ما تبقى، حيث ألغيت جميع البرامج السياحية وحتى برامج العمرة، وهو ما تسبب في خسائر فادحة للوكالات السياحية التي أغلقت أبوابها وقامت بتسريح الآلاف من عمالها إلى حين اتضاح الأمور.

 

لهذه الأسباب يعد نشاط هذه الوكالات من أكثر النشاطات تأثرا بالأزمات

وبسبب عدم امتلاك أغلب الوكالات السياحية للمناعة المالية، فإن نشاطها يعد من أكثر النشاطات تأثرا بالأزمات ومن أكثر النشاطات غير القادرة على المقاومة في السوق، وهو ما يدفع للقول، بحسب مهنيي النشاط، إن هذا الأخير مهدد بالاختفاء إن استمرت الأزمات المالية أو تلك المتعلقة بالأوضاع العالمية، وهو ما يدفع الجزائريين لعدم التفكير في السياحة. وهناك عامل آخر يجعل الوكالات السياحية مهددة وهو أن أغلبها تعتمد في عملها على الترويج للوجهة الخارجية بسبب تدهور السياحة الداخلية وغلاء الفنادق ونقص الهياكل القاعدية في هذا القطاع، وهو ما يجعل هذه الوكالات غير قادرة على تسيير العوامل المتحكمة في نشاطها. فزيادة على الأزمات الداخلية التي تؤثر على نشاط هذه الوكالات، فإن هناك أزمات خارجية تعرقل عمل هذه الأخيرة التي لا تملك البديل بسبب عجزها عن بناء حركية سياحية محلية.

 

90 بالمائة من الوكالات السياحية أفلست خلال الأربع سنوات الأخيرة

وبحسب مصادر من نقابة الوكالات السياحية، فإن 90 بالمائة من الوكالات السياحية أغلقت أبوابها، خلال الأربع سنوات الأخيرة، بينما تعاني الوكالات المتبقية من أزمة مالية. وبحسب ذات المصادر، فقد تم تسريح حوالي ألفي عامل من عمال هذه الوكالات، بينما تم شطب سجلات حوالي 3 آلاف وكالة، وهو ما يهدد القطاع السياحي ككل باعتبار أن هذه الوكالات تعد رقما مهما في معادلة تطوير وترقية المنظومة السياحية في الجزائر.

 

سنوسي: "نشاط الوكالات السياحية في مهب الريح بسبب الأزمات منها أزمة كورونا"

وعن الموضوع، أكد رئيس نقابة الوكالات السياحية، الياس سنوسي، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن نشاط الوكالات السياحية يوجد في مهب الريح منذ سنوات، مشيرا أن الوكالات السياحية كانت تعاني وضعا صعبا بسبب تقلص رقم أعمالها إلى حدود دنيا، مضيفا أن الوكالات مرت بأزمات متتالية وهو ما أضعف مقاومتها وجعل الحل الوحيد أمام أغلب أصحاب هذه الوكالات هو الغلق. وأضاف سنوسي أنه لسنوات وخلال أزمات سابقة كان عزاء الوكالات السياحية التي تقلص نشاطها فيما يتعلق بالوجهات الخارجية وحتى الداخلية هو برنامج العمرة والحج، لكن في هذه الظروف وبسبب وباء كورونا فإنه حتى العمرة تم إلغاؤها في انتظار مصير موسم الحج، وهو ما يعني صفر نشاط للوكالات السياحية، ما يجعل مصير هذا النشاط ككل في مهب الريح. وأشار سنوسي أن نشاط الوكالات السياحية بات غير مربح، لذلك فإن أغلب المهنيين باتوا يغيرون نشاطهم ويهجرون هذ القطاع بسبب الأزمات والمشاكل التي يتخبط فيها.

من نفس القسم الوطن