الوطن
كورونا يفرمل التحضيرات لشهر رمضان
الملف يوجد خارج أولويات الحكومة والمواطن في الوقت الحالي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 مارس 2020
فرمل وباء كورونا العالمي التحضيرات لشهر رمضان، فرغم أنه لم يعد يفصلنا عن هذا الأخير سوى أقل من شهر، غير أن الوضع الذي تعيشه الجزائر والعالم بسبب آثار وتداعيات فيروس كورونا جعل ملف التحضيرات للشهر الكريم حاليا خارج أولويات الحكومة والسلطات المحلية وحتى المواطن، وهو ما قد يجعل رمضان هذه السنة الأصعب على الجزائريين على مدار السنوات الماضية.
تعيش الجزائر هذه السنة، على غرار أغلب الدول الإسلامية، ظروفا صعبة مع اقتراب شهر رمضان، حيث لم يعد يفصلنا عن هذا الشهر سوى ثلاثة أسابيع تقريبا، وبدل أن يكون هذا الأخير محور اهتمام الجزائريين حكومة ومواطنين، فإن الشغل الشاغل حاليا هو التخلص من كابوس فيروس كورونا الذي خلف في العالم وفي الجزائر أزمة حقيقية، فلا أسواق تجهزت للمناسبة ولا مساجد مفتوحة لاستقبال المصلين ولا عمليات تضامنية تم ضبطها، وهو ما يوحي بأن رمضان هذه السنة سيكون استثنائيا.
كل شيء معطل بسبب كورونا وتحضيرات رمضان في مهب الريح
وعكس السنوات الماضية، فقد تأخرت التحضيرات لشهر رمضان هذه السنة إلى حد كبير على مستوى الحكومة، فعدا إجراءات وتدابير اتخذتها وزارة التجارة تبعا لأوامر أعطيت من حكومة جراد قبل ظهور فيروس كورونا تتعلق بتحضير بعض الأسواق، فإن باقي التحضيرات لهذا الشهر والتي تشمل عادة تحضيرات على المستوى المحلي والمساعدات التي توزع على الأسر الفقيرة وكذا عمليات تجهيز المساجد وضبط الأسعار والمخططات الأمنية، لا تزال كلها معطلة على مستوى أغلب الدوائر الوزارية بسبب الانشغال بتداعيات وآثار فيروس كورونا المستجد وحالة الطوارئ التي تعيشها الجزائر، وهو ما قد يجعل شهر رمضان، إن استمرت الظروف الحالية، صعبا، خاصة في الشق المتعلق بالوفرة في المنتجات الغذائية، حيث ومنذ الآن وبسبب فيروس كورونا تعرف الأسواق مضاربة كبيرة في السلع الضرورية وارتفاعا أكبر في الأسعار، وهو ما قد يتفاقم أكثر مع اقتراب شهر رمضان بسبب ارتفاع مستوى الاستهلاك واستغلال التجار كل مرة هذا الشهر من أجل الربح السريع، رغم أن المعطيات هذه السنة تغيرت قليلا مع الجهود التي تبذلها وزارة التجارة لمحاربة المحتكرين والمضاربين. ويترقب أغلب المسؤولين هذه الأيام انفراج جائحة كورونا من أجل المباشرة في اتخاذ التدابير المتعلقة بشهر رمضان، كون رمضان مع بقاء كورونا متفشيا في العالم وفي الجزائر يختلف كثيرا، وهو ما قد يستدعي إجراءات وتدابير استثنائية لم نشهدها من قبل إن استمرت أزمة كورونا قائمة.
أميار وولاة منشغلون بالتنظيف والتعقيم ولا حديث عن قفة رمضان ومطاعم الرحمة
من جانب آخر، وعلى المستوى المحلي، فإن أغلب الأميار والولاة منشغلون بدورهم بتعقيم الأحياء وتنظيف الشوارع والطرقات وكل ما يتعلق بفيروس كورونا، فحتى عملية توزيع قفة رمضان أو المساعدات المتعلقة بهذا الشهر لم يتم ضبطها، رغم أن التسجيلات تم الانتهاء منها قبل أكثر من 4 أشهر وتم تحضير قوائم المعنيين، إلا أن العملية توقفت عند هذا الحد بسبب الوضع الحالي، كما لم يتم الإعلان عن أي تدابير فيما يتعلق بمطاعم الرحمة وكذا الأسواق الجوارية ونقاط البيع الفوضوية، ولا عن عمليات تهيئة المساجد التي لا تزال الصلاة فيها معلقة.
الجزائريون في الحجر الصحي وملف رمضان ليس أولوية حاليا
وعلى غرار الحكومة، فإن المواطن بدوره وضع التحضيرات للشهر الكريم خارج الأولويات في الفترة الحالية، حيث يبقى الانشغال حاليا بمحاربة فيروس كورونا المستجد، فيما تم تأجيل أي تحضيرات للشهر الكريم حتى انتهاء معركة كورونا، خاصة مع الإجراءات التي اتخذت مؤخرا لمحاصرة الوباء والتي دفعت الجزائريين للبقاء في منازلهم. هذا ويعد التخوف الأكبر بالنسبة للحكومة وحتى المواطنين هو أن يحل شهر رمضان وأزمة كورونا لا تزال مطروحة، وهو ما سيكون كارثيا بالنسبة للجزائريين الذين يحتل رمضان لديهم مكانة خاصة.