دولي

تحذير فلسطيني من استغلال الاحتلال "كورونا" لتهويد الأقصى

منسق الأمم المتحدة تحدث عن بدء تحركات لإحياء مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين

منذ انتشار جائحة كورونا عالمياً، وتفشيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ازدادت المخاوف الفلسطينية من تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي مخططات تهويدية واستيطانية في القدس المحتلة، والمسجد الأقصى المبارك.

 

 

حذر مسؤولون مقدسيون في تصريحات صحفية من سياسة إسرائيلية جديدة متوقعة تجاه المسجد الأقصى المبارك، في سياق إغلاقه مؤقتاً وعدم دخول المصلين له بقرار من دائرة أوقاف القدس، مع استمرار وجود حراسه وسدنته، ودعا المحامي الفلسطيني خالد زبارقة، المقدسيين وفلسطيني الداخل المحتل، إلى ضرورة التكاتف والحضور الدائم والرباط في المسجد الأقصى، مع أخذ جميع الإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا".

زبارقة، وهو أحد أعضاء طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، حذر في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" من تطبيق الاحتلال الإسرائيلي سياسات تهويدية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وأكد المحامي وجود تخوفات كبيرة من استغلال انتشار فيروس كورونا عالمياً، مجدداً دعوته لعدم ترك المسجد الأقصى أسيرا للسياسات الإسرائيلية.

واستدعت سلطات الاحتلال، الأحد الماضي، زبارقة للتحقيق معه على خلفية نصرته للمسجد الأقصى المبارك عبر منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال زبارقة، عقب انتهاء التحقيق معه في حينه: "يريدون أن يتدخلوا في طريقة تفكيرنا وفي إيماننا وفي مواقفنا الدينية والسياسية. سيبقى الأقصى رمز عزتنا ومعنى وجودنا على هذه الأرض. لا تختبرونا؛ لقد حددنا خياراتنا منذ أمد بعيد"، ويتعرض المسجد الأقصى لانتهاكات إسرائيلية متكررة واقتحامات يومية من المستوطنين، في مخطط استيطاني لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.

من جهته، حذر رئيس مجلس أوقاف القدس، الشيخ عبد العظيم سلهب، الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ أي إجراءات اعتداء على المسجد الأقصى وساحاته ومصلياته، في إطار تعليق الصلاة فيه مدّةً مؤقتة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا".

وأكد سلهب في حديث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن أي تغيير إسرائيلي في سياساته تجاه المسجد الأقصى في سياق إغلاقه، سيواجه بمواقف حازمة من المرابطين فيه وحراسه وسدنته الموجودين فيه دوريًّا، وأشار إلى أن إغلاق المسجد الأقصى جاء مع انتشار جائحة "كورونا" عالمياً، وحرصاً على سلامة أبنائنا وإخواننا المصلين والمرابطين، مشدداً على أنَّ التعليق كان لدخول المصلين إلى المسجد، وأنه عامر بالحراس والموظفين والسدنة الذين يرفعون الأذان في مصلياته.

وأشار إلى أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي اقتحامات من جماعات المستوطنين والمتطرفين، مؤكداً أنه "إذا غيّر الاحتلال من سياساته والوضع الحالي في المسجد الأقصى فسيكون لنا حديث آخر"، وقال: "قضية المسجد الأقصى المبارك قضيتنا، والمسجد مسجدنا، ونحن يعز علينا والمسلمين إغلاقه وألا يصلّوا فيه لفترة محدودة، وهذا جاء حرصاً على سلامتهم، وبالدرجة الأولى همنا هو سلامة أبنائنا ومصلينا والمرابطين فيه".

بدوره قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري: إن الاحتلال قد يستثمر الحالة الراهنة وانتشار فيروس "كورونا" من أجل تنفيذ أهدافه العدوانية بحق المسجد الأقصى، وأضاف "ندرك أن سلطات الاحتلال تحاول تسخير مرض كورونا لخدمة مصالحها وأهدافها، كما يحصل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحاول تثبيت موقعه ومنصبه".

ويؤكد أن المقدسيين ملتفون جميعهم حول الأقصى، ومدركون تماما لما يخطط له الاحتلال بشأنه، مشيرًا إلى أنه ومنذ زمن طويل الصراع مستمر على المسجد، وحول كيفية حماية المسجد الأقصى في إطار تعليق الصلوات وانتشار "كورونا"، يؤكد الشيخ صبري استمرار حراس وسدنة المسجد وعمال النظافة والأذنة والأئمة وسائر موظفي دائرة الأوقاف في أعمالهم، رغم إغلاق الأبواب الخارجية للمسجد.

 

منسق الأمم المتحدة يكشف عن بدء تحركات لإحياء مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين

على صعيد آخر أعلن المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أنه بدأ بتحركات من أجل إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكتب ميلادينوف على صفحته على موقع “تويتر”، يقول “تحدثت اليوم إلى زملائي في الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ضمن اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، وناقشنا كيفية إحياء مفاوضات السلام نحو تحقيق هدف الدولتين. ولقد أطلعتهم على جهود الأمم المتحدة لدعم التعاون الإسرائيلي – الفلسطيني الممتاز ضد جائحة كوفيد 19”.

جدير بالذكر أن الاتصالات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين متقطعة، كما توقفت المفاوضات بينهم بالرعاية الأمريكية في بدايات عام 2014، بعد أن فشلت الوساطة الأمريكية السابقة في عهد الرئيس باراك أوباما، في إيجاد أرضية اتفاق حول قضايا الحل النهائي، بسبب التعنت الإسرائيلي وقتها.

لكن الجانبين شكلا أخيرا غرفة عمليات مشتركة، لمواجهة خطر فيروس “كورونا”، ولمعالجة هذه الجائحة، في ظل تداخل الحدود.

يشار إلى أن تحركات ميلادينوف، حسب ما أعلن عنه في التغريدة المنشورة، لا تخالف الموقف الفلسطيني الرسمي، الذي يرفض أن تكون الولايات المتحدة كما في العهد السابق، هي الراعي الوحيد لعملية السلام، ويدعو لأن تكون الرعاية من خلال مشاركة دولية وعربية أيضا، خاصة بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإجراءات تخالف القانون الدولي، وتنتقص من الحقوق الفلسطينية، ومن أبرزها نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة للاحتلال، ورفض الاعتراف بملف اللاجئين.

وزاد ترامب من خطواته السياسية ضد الحقوق الفلسطينية بأن أعلن في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، عن بنود خطة “صفقة القرن” التي أيد فيها قيام إسرائيل بضم المستوطنات المقامة على أراضي الضفة، وكذلك ضم منطقة الأغوار، مقابل دولة فلسطينية منقوصة السيادة ومقطعة الأوصال، وهي خطة رفضها الفلسطينيون، والدول العربية والإسلامية، ودول الاتحاد الأوروبي، التي أكدت مخالفة الخطة للقوانين والقرارات الدولية.

ويطلب الفلسطينيون أن تقوم عملية السلام على أساس “حل الدولتين”، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

جدير ذكره أن ميلادينوف أكد على رفض مخطط ضم المستوطنات، وقال “إذا تم تنفيذ ضم بعض أو كل المنطقة “ج” في الضفة الغربية، فهذا سيشكل ضربة مدمرة لإمكانية إحياء المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وتقدم السلام الإقليمي، وجوهر حل الدولتين”.

جدير ذكره أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستغل انشغال دول العالم بمواجهة مخاطر فيروس “كورونا” وتصعد من هجماتها الاستيطانية، حيث شهدت الأيام الماضية قيام قوات الاحتلال بهدم الكثير من المنازل الفلسطينية، وتجريف أراض زراعية واقتلاع أشجار معمرة.

وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق أن خطط الاستيطان الجديدة تعمل على دفع الأمور نحو الهاوية، وتزيد التوتر والعنف في المنطقة، لافتة إلى أن هذه الخطط جاءت نتيجة للسياسة الأمريكية المنحازة والخطرة لصالح الاحتلال.

من نفس القسم دولي