الوطن
أساتذة جامعيون ينتقدون التدريس عن بعد ويعتبرونه "جريمة"
تحذيرات من نتائج كارثية في الامتحانات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 مارس 2020
أجمع أساتذة وطلبة جامعيون على أن لجوء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى قرار التدريس عن بعد وعلى منصات الأنترنت للجامعات لن يعوض العمل البيداغوجي الذي يضمن على الأقل الحد الأدنى من نوعية التكوين، أضف إلى ذلك أن عددا كبيرا من الطلبة لا تتوفر لهم إمكانيات من أجل الظفر بهذه الدروس بسبب عدم امتلاكهم أجهزة كمبيوتر، إضافة إلى شبكة الأنترنت الضعيفة والغائبة في المناطق النائية.
وبناء على الشكاوى التي تلقاها المسؤول الأول لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي على صفحته على شبكة التواصل، فإن الدروس التي توضع على المنصة يجب إعدادها وفق منهجية معينة وتستغرق شهورا، أما تحويل الدروس إلى صيغة pdf ووضعها من أجل التحميل فقط لفا تفيد. وقال أساتذة الجامعات "إن حديث الوزارة حول وجود منصة حقيقية للتعليم جريمة في حق الطلبة والعلم والجامعة"، منتقدين القرارات الارتجالية التي يمكن أن تعطي فائدة في مجالات أخرى، مؤكدين أنه في التعليم والصحة ستكون النتائج سلبية.
وحسب ذات الأساتذة فإنه "لو أكملنا على هذا المنوال سنقضي على ما تبقى من مصداقية الجامعة وسنقضي على مستقبل الطلبة، والتخطيط والاستشراف يحتاجان إلى الوقت الكافي والتنظيم المحكم. أما القرارات الارتجالية ستؤدي بنا إلى الهاوية.
وأضاف أساتذة آخرون أن الدراسة عن بعد ستكون صعبة للطلبة العلميين، خاصة أن الدروس العلمية تتميز بمفاهيم علمية دقيقة لا يمكن لطالب دراستها عن طريق pdf بدون تطبيقات أو شرح دقيق من أستاذ باحث.
دعوات لمراعاة الحالة النفسية للطلبة وجعل الفصل الثاني عبارة عن بحوث فقط
واقترح الأساتذة "أنه في هذه المرحلة الحساسة لا يجب التضحية بسنة الطالب، بل مراعاة حالته النفسية الحالية، وجعل الفصل الثاني عبارة عن بحوث مقدمة من طرف الطالب واجتهاده في جميع المواد وتنقيطهم، أفضل من تلقي الطالب العلمي الدرس من "بي. دي. أف" وحفظه عن ظهر قلب بدون فهمه، مطالبين وزارة التعليم العالي بأن تكون هذه المرحلة مدروسة بحذر، لتجنب إعادة السنة للكثير من الطلبة، وأن تكون الإجراءات ملائمة للطرفين وأن لا تكون هذه السنة كالسنة الماضية.
هذا فيما يرى أساتذة آخرون أنه لا يوجد حل لهذه الأزمة، على الأقل بالإمكانيات المحدودة والإمكانات الضعيفة للجامعة، موضحين "لأننا نفتقر تماما لأي خريطة طريق يمكن من خلالها تدارك الأمر، نحن عاجزون تماما في أوقات العمل العادية عن توفير تكوين جيد للطلبة في خضم ما تمر به الجامعة من مشاكل عدة، فما بالك خلال أزمة يقف العالم كله حائرا أمامها".
وحسب هذه الفئة، فإن أفضل حل هو تقبل الأمر الواقع وهو أن تكون سنة بيضاء وإن تم تجاوز الأزمة في ماي فيمكن استدراك الأمر مثل العام الماضي، بتدريس جوان وتأخير الامتحانات إلى سبتمبر، ثم بعد ذلك يجب على الوزارة وضع آليات جادة للتعامل مع مثل هكذا حالات، وأولها إصلاحات عميقة للمنظومة الجامعية لجل مستوياتها وبالاستعانة بخبراء من الجامعة الجزائرية وليس الفرنسية.
وأضاف أساتذة، حسب الحسابات البشرية المادية الظاهرة للعيان، أنه حتى وإن وجد دواء وتمت السيطرة على الوضع فلن يعود النهر إلى مجراه الطبيعي، ولن تعود الإدارات والقطاع العام عموما إلى المسار والمجرى الطبيعي قبل شهر أكتوبر أو نوفمبر، هذا إن جزم بوجود دواء كما صرح وزير الصحة، ما يعني في أخف الأضرار سيكون من المستحيل إكمال المقرر بصفة طبيعية.
الطلبة يطالبون بتأجيل الموسم الجامعي لضمان استمرار جميع الدروس
وأبرز من جهتهم الطلبة أن شبكة الأنترنت في الجزائر صعب جدا التعامل بها، خاصة إن كانت على الموقع أو غيره يحدث ثقل كبير، وهذا يسبب عجزا في التواصل، فمن الأفضل احتساب الثلاثي الأول خاصة وأنه في بعض المناطق شبكة الإنترنت ضعيفة جدا ويصعب التواصل أكثر. ويجب الأخذ بعين الاعتبار هذه النقاط المهمة التي تبين مسار هذه الدراسة الاستثنائية، مؤكدين أن الوعود الكاذبة بعدم قطع الأنترنت سيحول دون نجاح التدريس عن بعد، مطالبين الوزير بأهمية التنسيق مع وزير الاتصال.
وقال طلبة "إن هذه المجهودات في ظل هذه الظروف صعبة جدا ولا بد من مزاولة الدروس النظرية والتطبيقية في مكانها، أي المقاعد البيداغوجية، وهذا إذا أرادت وزارة التعليم العالي الوصول إلى مستوى يرقى بالتعليم العالي، فلابد من ذلك، قائلين "حيث لا يخفى علينا أنه ليس كل الطلبة سيندمجون بالتعليم عن بعد.. ربما هذه الإجراءات ستتأخر أو تأخذ مزيدا من الوقت".
وأضاف الطلبة أن السداسي الأول مر في ظروف جيدة والسداسي الثاني انطلقت الدروس فيه في معظم الوحدات، ولهذا إذا لم يتحسن الوضع فإنه يمكن إكمال بعض الحصص المتبقية في شهر جوان وبداية شهر جويلية، وتنجز الامتحانات قبل نهاية شهر جويلية، وهذا يناسب فئة كبيرة ولا تكون هناك سنة بيضاء.