الوطن

شيتور يستبعد السنة البيضاء ويتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الموسم الجامعي

أكد مواصلة التدريس عن بعد ودعا الأساتذة والطلبة لإنجاح ذلك

 

دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأساتذة إلى مواصلة توفير الدروس للطلبة عن طريق اﻷنترنت، قصد تمكينهم من اكتساب المستوى المعرفي والكفاءات التي تسمح لهم بإحراز السنة الجامعية بعد النجاح في الامتحانات، وبهذا الصدد، طالبهم بالانضمام إلى عملية وضع الدعامات البيداغوجية على الخط (اﻷنترنت.

وفي هذا الإطار، طالب الوزير في رسالة وجهها إلى الأسرة الجامعية من الأساتذة الباحثين، والباحثين الدائمين والاستشفائيين الجامعيين والعمال في مختلف مستويات الصرح المؤسساتي للقطاع، وكذا الطلبة وبصفتهم المسؤولين عن الفعل البيداغوجي، بالمشاركة الكثيفة ببذل أحسن ما لديكم قصد ضمان استمرار السنة الجامعية الحالية في أحسن الظروف، مطالبا الأساتذة المؤهلين بصياغة مضامين الدروس لوضعها على الخط لفائدة الطلبة، وبتقييم مستوى اكتسابها من طرفهم، قائلا "إن تضافر جهودنا جميعا هو السبيل الأمثل لإنجاح هذه السنة الجامعية".

وجاء هذا في ظل ما تمر بلادنا اليوم، وعلى غرار العديد من دول العالم، بمرحلة صعبة نظرا للجائحة العالمية التي يسببها فيروس كورونا كوفيد-19، يضيف الوزير الذي أكد التزامه وإصراره كأستاذ باحث، في المقام الأول، واليوم كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي، بالعمل، مع الجميع، على ترقية جامعتنا من أجل تعميق قيّمها العلمية والعالمية.

ولهذا الغرض، قال، سيضطلع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، أولا، بمهمة إقناع مختلف شركائه بضرورة إعطاء الأخلاقيات والآداب الجامعية قيمتها المستحقة، على النحو الذي يضمن ليس فقط استعادة الثقة بين مختلف الفاعلين في الجامعة من أساتذة ومستخدمين إداريين وطلبة، بل خاصة استعادة الثقة مع مختلف شرائح المجتمع. إن هذا المسعى سيعيد الاعتبار، تدريجيا، لصورة جامعتنا، ويمكن، من ثمة، من بعث الحماس والتقدير للمعرفة.

وأضاف شيتور "إن بلادنا مدعوة للتطور في سياق دولي يتسم بتسارع وتيرة العولمة، وبروز قوى فكرية جديدة، حيث لم يعد الأبطال هم من يحولون المادة والطاقة، بل هم من يخلقون الثروات بالاعتماد على اقتصاد المعرفة".

وشدد الوزير أنه يتعين "على جامعاتنا، ومدارسنا الكبرى، ومراكزنا للبحث، في محيط تنافسي كهذا، أن تنجز التحول المطلوب حتى تتمكن من الانخراط في القرن الحادي والعشرين، وأن تضمن إشعاعها على الصعيدين الوطني والدولي. وسيشكل ذلك التحول رافدا حقيقيا لتطوير اقتصاد المعرفة بالتساوق مع التقلبات الكبرى التي يشهدها العالم المعاصر".

 

إعطاء الأولوية للفعل البيداغوجي وتشديد على الصرامة في التقييم

في هذا الصدد، فإنه ينبغي، يضيفا شيتور، "أن تواصل مسار تطويرها الطويل وأن تعززه، دون إغفال دور الأستاذ الباحث بوصفه الفاعل الرئيس في هذه العملية، حيث سيضع هذا المسعى، في مركز اهتماماتنا، نوعية الفعل البيداغوجي المستند إلى الصرامة والموضوعية العلمية، حيث لا يمكن مكافأة أي استحقاق دون جهد ودون نتيجة مقيّمة تقييما علميا".

وأكد الوزير أنه بالتعاون مع رؤساء الجامعات، سيتم إعطاء الأولوية للفعل البيداغوجي في مؤسسات التعليم العالي، من خلال دعم النشاطات البيداغوجية وتقييمها وتنسيقها على أعلى مستوى من قبل مجلس علمي، وتبقى المهام المرتبطة بالتسيير الإداري، والرؤية المستقبلية لتطوير الجامعة، من صلاحيات رئيس الجامعة.

من هذا المنظور وجه الوزير تعليمات من أجل تعبئة جماعية وتشاركية، في إطار الأخلاقيات والآداب الجامعية، بهدف دعم وتثمين المهمة النبيلة للجامعة والدور الهام المنوط بها، ودعاهم أيضا أن تتصدروا قيادة هذا المسعى مؤكدا مجددا أنه في خدمة الفعل البيداغوجي والعلمي النوعي.

في ذات السياق، أضاف الوزير أن الأمر يتعلق هنا بشرط أساسي مسبق لا تستطيع الجامعة، دونه، أن تحقق النتائج المرجوة من دورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، قائلا "إن التحديات التي يتعين علينا تجاوزها وتلك التي نواجهها هي، من الآن فصاعدا، تحديات متعددة وهامة، وإن رفع مردود التكوين العالي وتحسين نوعيته، والتكفل باحتياجات القطاع الاقتصادي والاجتماعي، وتحديد رؤية قطاعية في مجال الابتكار والتطوير التكنولوجي، وترشيد النفقات العمومية للقطاع وإعادة تركيزها لفائدة البيداغوجيا والبحث العلمي والأساتذة الباحثين... هي من بين التحديات التي ينبغي أن نرفعها معا".

كما أضاف أن تضافر الجهود ليس له من غاية أخرى سوى تلك المتعلقة بتكوين النخبة المستقبلية للبلاد، قائلا "إن مبرر وجودنا جميعا، إنما يكمن في منح التكوين الملائم والنوعي لطلبتنا".

في هذا السياق، وجه الوزير نداء يتوجه أيضا إلى المكون الثمين لمجتمعنا والمتمثل في الطالب، من أجل حثه على أكبر قدر من التحفز من أجل أعلى مراتب الامتياز العلمي، واكتساب ثقافة المعرفة التي ينبغي علينا منحه إياها، مؤكدا أن القطاع سيعمل، باقتناع وإصرار، على توفير مجمل الشروط التي تمكن من تفتّق قريحة الطالب وازدهاره، ليس فقط من حيث التعلم، بل أيضا من حيث الجوانب الثقافية الاجتماعية، والاقتصادية الاجتماعية، ليجعل منه نخبة علمية واجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية.

وشدد الوزير في الأخير على إشراك المستخدمين الإداريين والتقنيين الذين لهم دور هام في السير الحسن للجامعة، مجددا نداءه للتجند جميعا حول هذه القيم، قبل أن يؤكد على سهره الشخصي بمساعدة الأساتذة والباحثين والعمال والطلبة، في إطار الحوار والتشاور الدائمين، على تنفيذ سياسة وطنية كفيلة بإبراز جامعة جزائرية تتجه بحزم نحو المستقبل، دون أن تتنكر لمقوماتها الأصيلة".

من نفس القسم الوطن