دولي
نخشى استخدام الاحتلال لـ "كورونا" كذريعة لمعاقبة الأسرى والتضييق عليهم
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 مارس 2020
قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ترفض حتى اللحظة، عدد من الطلبات التي تقدمت بها جهات حقوقية ودولية، لإرسال وفدٍ طبي دولي وبمشاركة فلسطينية، للاطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، في ضوء انتشار وباء كورونا على نطاق عالمي، وسط مخاوف من إصابة أسرى في سجون الاحتلال بالفيروس.
وأشار فروانة في حديث خاص لموقع "غزة بوست" الإخباري، إلى أنه رغم التنسيق الطبي بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في ملف الأسرى الفلسطينيين، إلا أن الأخير يرفض وضع الجانب الفلسطيني في صورة الإجراءات التي يتبعها في الفحوص التي يجريها لأسرى مشتبه بإصابتهم بالفيروس، عدا عن منعه لأي طرف فلسطيني من المشاركة في إجراء الفحوص. وأوضح فروانة، إن الاحتلال ورغم إجراءاته التضيقيية في هذه الأوقات مثل سحب مواد التعقيم والتنظيف من مقاصف السجون، كذلك رفض طلباً لهيئة شؤون الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بإدخال مواد تعقيم وتنظيف بالتزامن مع حاجة الأسرى الماسة لها، لاتباع إجراءات السلامة والوقاية من الفيروس شديد العدوى، لافتاً إلى أن الاحتلال يتذرع بذرائع واهية، مثل أن "إدخال مادة الكلور المعمقة تشكل خطراً على الأمن داخل السجون".
وأفاد فروانة، أن ما يرد من خلو سجون الاحتلال من الإصابات بالفيروس وعدم وجود إصابات مؤكدة بين الأسرى كلها تأتي من قبل إدارة السجون ووزارة الصحة الاسرائيلية وهي مصادر مشكك بروايتها بكل الأحوال، مشيراً إلى أن الحاجة ماسة وضرورية إلى طرف محايد للتدخل، في الوقت الذي لا يوجد حصانة على الأسرى من هذا الفيروس. وأوضح فروانة، أن سلطات الاحتلال لم تتخذ أي تدابير للوقاية وتجنب انتشار الفيروس في صفوف الأسرى، فهي لم تقدم على معالجة الازدحام داخل السجون، ولم تضع أي سبل لمنع الاحتكاك بالسجناء الجنائيين، كما لم توفر كمامات أو مواد تعقيم وتنظيف، كما لم تحدث أي تغيير إيجابي في النظام الغذائي للأسرى.
وذكر فروانة، أن المواد التي قام الاحتلال بسحبها من مقاصف السجون، هي أصلاً مواد يشتريها الأسرى الفلسطينيين على نفقتهم الخاصة، ولم يقم الاحتلال بأي وقت من الأوقات بتوفيرها. وقال فروانة إن الاحتلال فقط قام بمنع زيارات ذوي الأسرى والمحامين، وهذا هو الإجراء الوحيد الذي اتخذه في ضوء تطورات انتشار وباء كورونا.
وأشار فروانة إلى أن المعطيات الموجودة حالياً عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال يؤكد استمرار سلطات الاحتلال بالاستهتار بحياة وصحة الأسرى الفلسطينيين، في مخالفة واضحة لمعايير القوانين والمواثيق الدولية. وأضاف فروانة أن حالة من القلق بين الأسرى وذويهم تسود، عقب وقف إسرائيل للزيارات وقطعت الأوصال بين الأسرى وذويهم، كما خلقت حالة توتر بين الطرفين.
وجدد المطالبة بضرورة تدخل الصليب الأحمر لإيجاد وسائل اتصال عبر الهاتف او الكترونية للسماح للتواصل والاتصال بذويهم، موضحاً أن الأمر بات ضرورة ومطلباً انسانياً في ظل الخطر الحقيقي الذي يتهدد حياة الأسرى. وطالب فروانة، خلال حديثه لمراسل موقع "غزة بوست" الإخباري، المؤسسات الحقوقية والدولية، بالضغط على الاحتلال لالزامه باحترام المعايير الدولية في مثل هذه الظروف وتوفير كل الإجراءات الوقائية لحماية والحفاظ على سلامة وحياة الأسرى داخل السجون.
وبين فروانة أن التحركات على أرض الواقع غير موازية لحجم الخطورة التي تهدد حياة الأسرى وقال: "علينا أن نتحرك بشكل أكبر، فالمسؤولية جماعية وتقع على الجميع، مؤسسات رسمية وقوى اجتماعية وفصائلية"، ودعا فروانة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الافراج الفوري عن الأسرى أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والسيدات وكبار السن، مشيراً إلى أن تلك من القضايا الملحة، وهي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، عدا عن الأسرى الإداريين الذين يقبعون في سجون الاحتلال دون تهمة ودون محاكمة. ولفت فروانة في ختام حديثه لموقع "غزة بوست" الإخباري، إلى أن الأوضاع الصحية المتردية لدى الأسرى في سجون الاحتلال سابقة على أزمة وباء كورونا، حيث الإهمال المتعمد من قبل إدارة السجون، وهذا ما أدى لارتفاع أعداد الأسرى المرضى واستشهاد 5 أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال في العام الماضي. يذكر أن نحو 5000 أسير يقبعون في سجون الاحتلال بينهم 180 طفل و43 اسيرة و430 معتقل اداري، عدا عن 700 أسير مريض بحاجة لتدخل علاجي بينهم من يعاني من أمراض خطيرة ومزمنة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والشلل والضغط والسكري وهؤلاء أكثر المعرضين للإصابة بالفيروس.