دولي
"إسرائيل" تزاحم المشاريع لحسم السيادة على القدس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 مارس 2020
قيام بلدوزرات وجرافات الاحتلال يوم الاثنين 16/3/2020 بإزالة الأسلاك الشائكة التي تفصل جبل المكبر- صورباهر عن قرية الشيخ سعد، والتي كان يتمكن المواطنون الفلسطينيون من العبور والتنقل منها وبينها إلى مدينة القدس واستبدالها بجدار إسمنتي، يدلل على أن الاحتلال في هذه المرحلة يسعى إلى القيام بترجمة صفقة القرن الأمريكية إلى خطوات عملية على الأرض.
بحيث يرسم حدود مدينة القدس وفق مصالحه ،ويعزلها عن بقية المدن والقرى الفلسطينية، وبالذات الواقعة منها جنوب مدينة القدس، وضمن أهداف هذه الخطة وفي قلبها مشروع الشارع الأمريكي، الذي يجري تنفيذ أعماله الإنشائية على مدار الساعة من صور باهر مروراً بأحياء جبل المكبر والذي يلتهم مئات الدونمات من أراضي السكان ويهدد بالهدم عشرات المنازل المبنية على جانبيه.
وفي المنطقة المسماة بواد النار ذات التضاريس الصعبة في جبل المكبر يعمل الاحتلال على إقامة جسر هو الأعلى والأطول لخدمة الاستيطان والمستوطنات والمستوطنين، حيث سيربط هذا الجسر المستوطنات والبؤر الاستيطانية الواقعة داخل جدار الفصل العنصري مع الأخرى التي تقع خارج هذا الجدار، ربط مستوطنات "جيلو" وجفعات همتوس" و"هار حماه " أبو غنيم، مع مستوطنات شمال شرق المدينة "معالية ادوميم" و"ميشور ادوميم" و"كيدار" و"متسبيه يريحو"، وسيكون ذلك عبر نفقين واحد من منطقة دير السنة وتحت بلدة ابو ديس ونفق آخر اسفل جبل الزيتون.
ويلتقي النفقان اسفل معبر الزعيم ضمن ما يسمى بشارع السيادة الذي تحدث عنه وزير جيش الاحتلال بينت، بحيث يجري العمل على إقامة بنى تحتية لشارعين منفصلين، واحد للمستوطنين وآخر للفلسطينيين، ويمتد هذا الشارع الى بادية القدس والأغوار، والهدف تنفيذ مخططات الضم وفق ما يسمى بصفقة القرن ومخطط شارع الطوق سيعزل ستة آلاف مواطن من أهالي قرية صور باهر عن قريتهم ومدينتهم، ويمنعهم من الوصول الى اربعة آلاف دونم من اراضيهم الواقعة ضمن مناطق (ألف وباء) في الضفة الغربية، مشروع ضم اكبر مساحة ممكنة من الأرض وأقل عددا من السكان.
مشروع الشارع الأمريكي، جديد قديم مقر منذ عام 1995، وهو يلتهم مئات الدونمات من أراضي جبل المكبر، هذا الشارع الجاري تنفيذه رفضت كل اعتراضات السكان لتقليل عرضه من 32 متراً مربعاً الى 24 متراً مربعاً او 18 متراً مربعاً، والغريب هنا بدلاً ان تعوض بلدية الاحتلال السكان عن اراضيهم التي سيلتهمها الجدار بإعطائهم الرخص للبناء السكني وجدنا بأنها اعطت تراخيص لأبنية تجارية بنسبة 80 % مقابل 20 % للسكن تلك الأبنية التجارية التي ستقام في مناطق وعرة جدا وعملية تأهيلها تحتاج الى مبالغ مالية باهظة وإمكانيات ضخمة والمخطط الذي يستهدف إقامة أبنية تجارية وفنادق ومناطق صناعية ومرافق عامة وسكة حديد سيقام على ارض فلسطينية خاصة ويهدد بالهدم لعشرات المنازل في احياء جبل المكبر.
من الواضح انه في ظل انشغال العالم في محاربة فيروس "الكورونا" الوبائي فإن (اسرائيل) ماضية في مشاريعها ومخططاتها الاستيطانية لكي تغير المشهد الكلي في المدينة فنحن نشهد هجمة استيطانية مسعورة لإقامة وحدات استيطانية بالآلاف في مدينة القدس من جبل أبو غنيم الى خربة الرابية" جفعات همتوس" في بيت صفافا الى "جفعات يائيل" في بلدة الولجة، ومنطقة عطاروت وقلنديا والمطار الى إقامة أكثر من 3500 وحدة إستيطانية في المنطقة المسماة (E1)، من أجل عزل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها ووسطها عن شمالها وجنوبها، والإغلاق الكلي لبوابة القدس الشرقية، وبما يربط المستوطنات الواقعة شمال شرق مدينة القدس، مجمع "معالية أدوميم" الاستيطاني بمدينة القدس، وتصبح جزءاً من ما يسمى بالقدس الكبرى.. والأمور ليست وقفاً على هذا الجانب أو المجال، فنحن نرى بأن حكومة الاحتلال تصعد من عمليات "ذبح" الحجر الفلسطيني من خلال توسيع عمليات الهدم، كما جرى في منطقة واد الحمص/ صور باهر، فقد طالت عمليات الهدم في تموز من العام الماضي أكثر من 72 شقة سكنية، تحت ذريعة الأمن والقرب من جدار الفصل العنصري، رغم أن تلك الشقق السكنية والبنايات حاصلة على تراخيص من السلطة الفلسطينية..
والآن تجري محاولات جادة من قبل ما تسمى بسلطة حماية الطبيعة والحدائق العامة، من أجل السيطرة على منطقة واد الربابة في سلوان، بذريعة تحويل المنطقة الى حدائق عامة، والهدف استيطاني بحت، تزوير الواقع والتاريخ، وفي سلوان أيضاً تجري عملية تطهير عرقي غير مسبوقة بحق 82 عائلة مقدسية في منطقة بطن الهوى، جرى طرد وترحيل 10 عائلات منها حتى اللحظة، بذريعة أن الأبنية الفلسطينية مقامة على أرض يملكها يهود منذ عام 1881. وما يجري في سلوان يجري في منطقة الشيخ جراح وكبانية ام هارون، طرد وترحيل لعشرات العائلات المقدسية، بالذريعة ذاتها.
وهناك خطر جدي وحقيقي آخر، يتمثل فيما يجري تداوله في الأروقة السياسية والدينية الإسرائيلية، مؤخراً، بما يسمى بالمخطط المعتدل لتقسيم المسجد الأقصى المبارك دون هدم مبانٍ، ويمكن اعتماده “كحلٍّ وسط” لبناء الهيكل دون هدم قبة الصخرة المشرفة، التي تُعدّ بؤرة ذلك الهيكل المزعوم ومركزه.
هذا المخطط يهدف إلى بناء الهيكل المزعوم في شمال صحن الصخرة المشرفة مع الإبقاء عليها للمسلمين دون هدمها، ويقتطع الساحة الشمالية بالكامل لإقامة البناء بشكل مستطيل (شرق غرب)، حسب البوابة السفلية الموازية لباب الرحمة، بحيث يتم اقتطاع أكثر من ثلث مساحة المسجد الأقصى المبارك في المرحلة الأُولى من الاحتلال والسيطرة، ليبقى المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة دون أي تغيُّر.
وقد راج وانتشر خلال الأشهر الماضية مثل هذا المخطط بالتوازي مع صفقة القرن التي يتبناها اليمين المسيحي المتصهين، وكذلك تدعم هذا التوجه شريحة كبيرة من الإنجيليين المتصهينين وتدعو علناً إلى الشروع بتنفيذه بصورة متدرجة وغير صاخبة بالتنسيق مع من يسمونهم المعتدلين من العرب الذين يتفقون على التطبيع والشراكة والتسامح الديني، على حد زعمهم.
ووفق ذلك المخطط الإسرائيلي الأمريكي اليميني: “تبدأ عملية تنفيذ هذا المخطط العدواني على المسجد الأقصى بتهيئة باب الرحمة من الخارج لافتتاحه، ثم وضع “مذبح الهيكل” في قبة الأرواح، ثم إحاطة القبة لاحقاً بخيمة، ثم عزلها بسور خفيف عن غير اليهود، ثم توسعة السور ليضم شمالي صحن الصخرة حتى باب الرحمة، ومن ثم فتح باب الرحمة، ثم الشروع بالبناء الفعلي”.(إسرائيل) ماضية في مشاريعها ومخططاتها في ظل انشغال العالم بفيروس "الكورونا" الوبائي فهي تعمل على فتح الطرق إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" وتقوم بتعبيدها، وكذلك تعبيد الطرق المؤدية لبرية القدس وفتح شارع الزعيم، وبناء جدار الفصل العنصري حول قرية الشيخ سعد، كل ذلك يجري لتنفيذ عمليات الضم والتهويد في القدس والأغوار وشمال البحر الميت.