دولي
فلسطين: الاحتلال يستغل انشغال العالم بـ"كورونا" للاستفراد بالأسرى
عباس يطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ويحمّل الاحتلال مسؤولية سلامتهم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 مارس 2020
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحمّل سلطة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، جاءت مطالبات الرئيس الفلسطيني، في كلمة له بثها تلفزيون فلسطين الرسمي ليلة الخميس إلى الجمعة، بعد ساعات من الأنباء التي أشيعت عن إصابة عدة أسرى فلسطينيين في سجن مجدو الإسرائيلي بفيروس كورونا، وهو ما نفته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.
قال عباس: "إننا نبذل قصارى جهدنا، ونسخر كل إمكاناتنا، من أجل مواجهة فيروس كورونا الخطير الذي يهاجم العالم بأسره، ونعمل من خلال المؤسسات المختصة من أجل حماية أبناء شعبنا منه، مؤكداً: "أعطيت توجيهاتي منذ اليوم الأول للحكومة الفلسطينية من أجل اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتأمين الوقاية للجميع، وتوفير العناية والعلاج لمن أصيبوا بهذا الفيروس"، فيما أشار الرئيس عباس إلى أنه وجّه الحكومة لدراسة التبعات الاقتصادية المترتبة على هذه الأزمة وكيفية معالجتها.
وأكد عباس على وجوب الالتزام بالتعليمات التي تصدر عن الحكومة والجهات المختصة والتعاون معها من أجل سلامة المواطنين الفلسطينيين، ودعا القطاع الخاص، بقطاعاته كافة، إلى "مشاركة الحكومة في مواجهة هذا الخطر، فالمسؤولية مشتركة والواجب يقع على عاتق الجميع"، وقال: "رغم إمكاناتنا المحدودة، قد تمكنا حتى الآن، وبفضل الله وعونه، من حصر خطر هذا الفيروس في أضيق نطاق، وذلك بفضل وعي شعبنا وتعاونه مع الحكومة والجهات المختصة الأخرى".
وتابع: "لا نريد أيتها الأخوات، أيها الأخوة، أن نهول أو نخلق حالة من الهلع، وفي نفس الوقت لا يمكن التقليل من المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها هذا الفيروس، ما يوجب علينا الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية، ومتابعة إرشادات الحكومة عبر وسائل الإعلام الرسمية، والحذر الحذر من أية إشاعات أو أخبار غير موثوقة".
من جانبه، شدد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، في كلمة له، خلال الإيجاز الصحافي المسائي، على أن الأنباء التي راجت حول إصابة عدد من الأسرى "لم يتم التأكد منها، ونتمنى أن لا تكون صحيحة، ولكننا سنظل ننظر إلى الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية على أنهم في خطر طالما لا توجد أي تقارير دولية من منظمة الصحة العالمية تطمئننا على أحوالهم الصحية"، وقال: "نرجو من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر أن يزور المعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية ويصدر تقريرا حول ما أشيع عن إصابات بينهم، ودون ذلك وبدون ذلك سننظر أنهم بخطر".
من جانب آخر، اعتبر ملحم اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، وإزاحة السواتر والحواجز التي وضعتها الحكومة الفلسطينية في بيت لحم ضمن التدابير الاحترازية، أنه "تقويض لتلك التدابير الاحترازية والجهد الحكومي والجهد الشعبي التي تضافرت لدرء هذا الوباء، حيث لم تكن هناك أية أسباب أمنية، وهو ما يشكل خرقا للمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية للدول في مواجهة هذا الوباء عبر الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أشادت بها منظمة الصحة العالمية"، فيما طالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بـ"كبح جماح هذه البلطجة الإسرائيلية التي تحاول تقويض الجهود الفلسطينية لمواجهة هذا الوباء".
في هذه الأثناء، أكد ملحم أنه تم أخذ عينات من المصابين بكورونا في بيت لحم، ولم تصدر نتائجها، فيما صدرت نتائج 74 عينة كانت تحت الفحص، وجميعها كانت سلبية؛ أي غير مصابة، بدورها، شددت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، في بيان لها، على ضرورة حماية الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، وحملت دولة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن حياتهم، وطالبت المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري للإفراج عنهم بموجب كل المواثيق الدولية.
ودعت القوى إلى ضرورة العمل على تشكيل لجان الطوارئ المناطقية في القرى والأرياف، ورفع الجهوزية فيما لو تم رفع درجة الطوارئ في محافظة رام الله والبيرة خلال الفترة القريبة القادمة من حيث تكامل الجهد، والإسناد للفئات الفقيرة والمعوزين، والعمل على حماية أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير شبكة أمان لكل من يحتاج المساعدة، مشددة على ضرورة محاصرة الشائعات والأخبار من غير المصدر الرسمي.
على صعيد آخر، قرر محافظ محافظة جنين شمال الضفة الغربية، أكرم الرجوب، إغلاق كافة مختبرات وعيادات طب وجراحة الأسنان العاملة في القطاع الخاص في محافظة جنين، باستثناء الحالات الطارئة، اعتباراً من أمس وذلك حفاظاً على السلامة العامة وإجراءً وقائياً، للحد من انتشاء وباء فيروس كورونا المستجد، وأنهت وزارة الصحة الفلسطينية تحضيراتها لأماكن العزل والعلاج فيما يتعلق بالمخالطين أو المشتبه بإصابتهم والمصابين بفيروس كورونا في العاصمة الفلسطينية القدس.
القسام مهددًا الاحتلال: حياة وسلامة الأسرى خط أحمر
حمل الناطق العسكري باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" "أبو عبيدة" الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة وصحة الأسرى في سجونه. وأكد أبو عبيدة خلال تصريح صحفي أن حياة وسلامة الأسرى هي خط أحمر. يأتي ذلك بعد إبلاغ الاحتلال الحركة الأسيرة بإصابة أربع أسرى بفيروس كورونا في سجن مجدو. وطالب أبو عبيدة الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن أسرى شعبنا كونه عاجز عن حمايتهم وتوفير سبل الحياة الكريمة التي تقيهم من الأوبئة والأمراض، مضيفًا: "ونخص بالذكر كبار السن والمرضى والأطفال والنساء والأسرى الإداريين". وقال إن قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة في حالة انعقاد دائم لتقدير الموقف والتشاور حول الإجراءات المناسبة حيال هذا التطور الخطير الذي يمس صحة أسرانا. وكانت مؤسسات حقوقية قد حذرت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، من خطورة الإهمال الطبي المتعمد تجاه الأسرى، مشددة على ضرورة اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة والوقائية من وصول الفيروس إلى الأسرى الفلسطينيين بالسجون، ومنوهة إلى قيام الاحتلال بتقليص المنظفات وأدوات النظافة في السجون. ويبلغ عدد الأسرى داخل معتقلات الاحتلال نحو 5700 أسير، من بينهم 200 طفل(بينهم فتاة قاصر)، و38 فتاة وامرأة، و7 من نواب المجلس التشريعي، و27 أسيرًا صحافيًا، و450 معتقلًا إداريًا، بالإضافة لـ 750 أسيرًا مريضًا؛ بينهم حوالي 200 حالة بحاجة إلى تدخل عاجل وتقديم الرعاية اللازمة.
الاحتلال يستغل انشغال العالم بـ"كورونا" للاستفراد بالأسرى
وقررت إدارة السجون، مؤخراً، لسحب 140 صنفًا من "الكنتينا" منها مواد التنظيف التي تُشكل حجرًا أساسيًّا لمواجهة "كورونا"، خاصة مع انعدام مواد التعقيم داخل بيئة السجن التي تعد مكانًا مثاليًّا لانتشار الأمراض والأوبئة، بسبب قلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام، الذي بدوره لا يناسب الاكتظاظ الكبير للأسرى داخل السجون. وفي خطوة احتجاجية أعلن الأسرى الاثنين الماضي عن خطوات تصعيدية ضد إدارة سجون الاحتلال، بدءًا من اليوم السبت، ردًّا على إجراءات الإدارة بشطب أكثر من 140 صنفًا تشمل: مواد تنظيف وخضراوات ومواد غذائية، كالليمون والأفوكادو والبهارات والمواد الغذائية واللحوم، والعديد من المنظفات، كالصابون والشامبو. مخالفة دولية وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن إدارة سجون الاحتلال تستغل انشغال العالم لتنفيذ مخططاتها وجرائمها بحق الأسرى. وأكد أبو بكر لصحيفة "فلسطين": أن منع سلطات الاحتلال 140 صنفًا من المنتجات يأتي لتضييق الخناق على الأسرى في ظل انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا. وذكر أن إدارة السجون تعمل جاهدة لترجمة قرارات لجنة أردان تدريجيًّا التي تهدف للتضييق أكثر على الأسرى ومصادرة ما تحقق خلال العقود الماضية بفعل التضحيات والنضالات الطويلة، ما يشكل ضغطًا على واقع الأسرى وينذر بانفجار الأوضاع داخل سجون الاحتلال. وأكد أن إجراءات الاحتلال مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمتابعة أوضاع الأسرى داخل السجون والضغط على سلطات الاحتلال لوقف جرائمها وتغولها على الأسرى. قوانين عنصرية بدوره قال المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى على المغربي، إن تمرير سلطات الاحتلال قوانينها العنصرية وتنفيذ توصيات لجنة وزير أمن الاحتلال جلعاد أردان، لتشديد الخناق على الأسرى. وأضاف: "بدأت إدارة السجون بتطبيق تلك الإجراءات بمنع 140 صنفًا من كنتينا السجن من ضمنها مواد تنظيف ومعقمات أساسيات. وأكمل المغربي: الاحتلال لا يتخذ إجراءات لمنع وصول الفيروس إلى السجون واكتفى بمنع زيارة ذوي الأسرى، وعمد إلى سلب حقوقهم بتقليص عدد المتواجدين في الفورة. وشدد على أن السجانين هم من سينقلون الوباء للأسرى بسبب احتكاكهم في العالم الخارجي والأسرى معًا، إضافة إلى أن بيئة السجن غير المناسبة للعيش الآدمي بسبب الرطوبة العالية وقلة النظافة والتهوية. وأكد المغربي أن 90% من المعتقلين أصيبوا بالمرض داخل السجون وتفاقمت أوضاعهم بسبب سياسة الإهمال الطبي التي تبعها بحقهم ولعدم توفير احتياجاتهم. وتوقع أن ينتشر فيروس كورونا كالنار في الهشيم في حال وصل للأسرى نتيجة الاكتظاظ الشديد في الغرف وحرمان الأسرى من المعقمات والمنظفات، وسياسة الإهمال الطبي.