الثقافي

مشاركة جزائرية في أيام القاهرة السينمائية... تنويعات بصرية

يتعلق الأمر بالروائي "أبو ليلى" لأمين سيدي ـ بومدين، والوثائقي "143 طريق الصحراء" لحسن فرحاني

في الأعوام الثلاثة الأخيرة، اكتسبت "أيام القاهرة السينمائية"، التي تنظّمها "سينما زاوية"، أهمية كبيرة بين النشاطات الثقافية في مصر، وساهمت في زيادة التواصل والوعي بين المتفرّج المصري وأفلام عربية مختلفة تُقدّمها دول المنطقة.

 

بين 4 و30 مارس 2020، تُقام الدورة الرابعة، التي قررت "زاوية" تنظيمها بشكل جديد. فبدلاً من أن تكون المدّة أسبوعاً واحداً، تمّت برمجة عروض الأفلام خلال شهر، بمعدّل فيلمين أو ثلاثة أفلام فقط تُعرض أسبوعياً، في مواعيد محدّدة سلفاً. كذلك، بدلاً من طرح الأفلام في أكثر من قسم (روائي، وثائقي، كلاسيكي، إلخ)، هناك 15 فيلماً من 8 دول، تقدّم بعض أهم إنتاجات السينما العربية في العام الماضي.

السودان إحدى تلك الدول، إذ يُعرض باسمها "ستموت في العشرين"، أول روائي لأمجد أبو العلاء والوثائقيّ "الحديث عن الأشجار" لصهيب الباري. أهمية الحدث السوداني كامنة في أنّ الفيلمين يعيدان إحياء السينما السودانية، بعد عقود طويلة على آخر حِراك لها، وهذا مُلهم ومؤثّر لصنّاع السينما في مصر، نظراً إلى القرب الجغرافي، والظروف السياسية والاقتصادية المتشابهة في تفاصيل مختلفة، بالإضافة إلى الأهمية السينمائية للفيلمين، والتقدير الكبير الذي نالاه في عروضهما في مهرجانات سينمائية العام الفائت، وحصولهما على جوائز في مهرجاني برلين وفينيسيا، وصولاً إلى "مهرجان الجونة السينمائي" (مصر)، حيث فازا بجائزتي "أفضل فيلم"، في فئتي الروائي والوثائقي.

في المقابل، هناك تونس، الدولة العربية الأكثر حضوراً في الدورة الرابعة، مع اختيار ثلاثة أفلام حديثة الإنتاج: "بيك نعيش" لمهدي برصاوي: فيلم طريق مميّز على هامش أحداث الثورة التونسية عام 2011. و"طلاسم" لعلاء الدين سليم، الذي يملك لغة سينمائية مميّزة ظهرت في فيلميه السابقين "بابل" (2012) و"آخر واحد فينا" (2016). في جديده، يستمرّ ـ عبر اللغة نفسها ـ في مناقشة مواضيع الهوية والفرد المَعزول على هامش الجماعة، من خلال قصّة مجنّد في الجيش التونسي يهرب إلى الجبال، ويبني حياة أخرى له فيها. هناك أيضاً "نورا تحلم" لهند بوجمعة، تمثيل هند صبري: امرأة تعيش معاناة ذاتية كبيرة مع المجتمع، بعد سجن زوجها.

من المغرب، اختير فيلما "سيد المجهول" لعلاء الدين جم، الذي يناقش أموراً حساسة بشكل كوميدي، و"آدم" لمريم توزاني، عن امرأة حامل تستضيفها أمٌ وابنتها الصغيرة في منزلها المتاخم لمحل بيع الحلويات التي تصنعها. من الجزائر، هناك الروائي "أبو ليلى" لأمين سيدي ـ بومدين، والوثائقي "143 طريق الصحراء" لحسن فرحاني. فيلمان من لبنان هما "1982" لوليد مونّس، الذي تدور أحداثه في مدرسة في الأيام الأولى للاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني وصولاً إلى العاصمة بيروت، و"جدار الصوت" لأحمد غصين، الذي يستعيد مرحلة أخرى من الصراع العربي الإسرائيلي، باتّخاذه حرب يوليو/تموز 2006 خلفية لكلامٍ في أحوال ذوات واجتماع وبلد.

كذلك تعرض "أيام القاهرة السينمائية" فيلمين من أكثر الأفلام العربية حصولاً على مديح: "إن شئت كما في السماء" للفلسطيني إيليا سليمان، الذي يستمر، بأسلوبه المتفرّد، في مناقشة الهمّ الوطني من منظور ذاتي، فيظهر بنفسه وشخصيته مرة أخرى، متنقّلاً بين فلسطين وفرنسا والولايات المتّحدة الأميركية، بحثاً عن مكان ينتمي إليه، وينتج فيه أفلامه. لكن فلسطين لا تفارق عقله ونظره. و"إلى سما" للسورية وعد الخطيب، المُرشّح رسمياً لـ"أوسكار 2020" أفضل فيلم وثائقي: عن الأعوام الـ5 الأخيرة التي أمضتها الخطيب محاصرة في مشفى في حلب، مع زوجها وابنتها، محاولة أنْ تمارس مهنتها كصحافية، وأنْ تحافظ على حياتها وحياة ابنتها سما. أخيراً، هناك "آخر زيارة" للسعوديّ عبد المحسن الضبعان، عن رجل يزور والده المحتضر رفقة ابنه.

من نفس القسم الثقافي