دولي
تحذيرات من قرار أميركي يعتبر الفلسطينيين "عرباً مقيمين في القدس"
القرار في سياق الترجمة العملية لـ"صفقة القرن"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 مارس 2020
حذّر مسؤولون وخبراء فلسطينيون من خطورة وتداعيات قرار الإدارة الأميركية الأخير اعتبار الفلسطينيين في القدس المحتلة بأنهم "عرب مقيمون في القدس"، لافتين إلى أن هذه الخطوة مكملة لاعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وتدخل في سياق الترجمة العملية للخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن".
قال خبير القدس والاستيطان خليل تفكجي، في تعليق له على قرار الإدارة الأميركية بخصوص المكانة القانونية للفلسطينيين سكان القدس المحتلة، إن "القرار المذكور لم يأت بجديد، خاصة بعد ما تضمنته "صفقة القرن"، والتي منحت المقدسيين حرية الاختيار لأية جنسية يريدونها دون أن تعرف بهم كمواطنين أصليين وأصحاب الحق الشرعي في مدينتهم".
وأضاف تفكجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "صفقة القرن اعتبرت الفلسطينيين في مكانة (البدون)، وبالتالي أسقطت عنهم كامل حقوقهم السياسية والوطنية، بل إنها ساوتهم بغيرهم من التايلانديين والعمال والزوار الأجانب الذين يقيمون في إسرائيل للعمل أو الإقامة المؤقتة".
وقال: "كأن القرار يقول لكل مقدسي أنت مقيم مؤقت ليس لك أية حقوق، وبإمكان إسرائيل أن تسحب منك الإقامة وتلغي وجودك في القدس بصفتك التي توجد فيها".
وتوقع تفكجي أن تجرد إسرائيل في وقت لاحق حق الإقامة من نحو 120 ألف مقدسي عزلهم جدار الفصل العنصري، مشيراً إلى اتفاق وتوافق بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية على هذه الخطوة، وأن "قرارات مصيرية ستتخذ بهذا الشأن خلال الفترة القريبة المقبلة".
من جانبه، وصف القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر القرار الأميركي بأنه "خطير وينتزع صفة الفلسطينيين وارتباطهم بمدينتهم، وهم أصحاب الحق الشرعيون فيها".
وقال عبد القادر، في حديثه لـ"العربي الجديد": "هذا التوصيف الأميركي لا يؤسس حقاً جديداً لإسرائيل بتغيير جنسية المقدسيين باعتبارهم محتلين من قبل إسرائيل"، وتابع: "القرار يؤكد أيضاً إصرار الإدارة الأميركية على إحداث تغيير ديمغرافي لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ما يعتبر خرقاً للقانون الدولي الذي يعترف بالمقدسيين كجزء من الشعب الفلسطيني، واعتبار القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف: "كما أنه يناقض القانون الإسرائيلي ذاته الذي يعترف بالمقدسيين كمواطنين أردنيين، هو ما يتم توصيفهم به في وثائق السفر الإسرائيلية ذاتها"، وأكد عبد القادر أن القرار الأميركي بشأن المقدسيين "يشكّل عدواناً جديداً على الشعب الفلسطيني، وإنكار حقه في القدس".
الأمم المتحدة تدين قتل الاحتلال 4 أطفال منذ مطلع 2020
على صعيد آخر دانت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، استمرار عمليات قتل الأطفال الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت الهيئة في بيان لها إلى ما جرى في 11 مارس/ آذار الجاري، حيث قتل جنود الاحتلال الطفل محمد حمايل (15 عاماً) بعيار ناري حي في رأسه، أثناء مواجهات في منطقة "جبل العرمة" في "بيتا" جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت الهيئة أن الفلسطينيين يتظاهرون منذ قرابة أسبوعين في منطقة "جبل العرمة" بعد إعلان مجموعة استيطانية نيتها القيام بجولة في المنطقة التي تشمل موقعا أثريا وسط مخاوف من استيلاء المستوطنين على المنطقة. ونوهت إلى أن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة بما يشمل الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين اجتمعوا في الموقع في محاولة لمنع المستوطنين من دخول المنطقة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن 132 فلسطينياً أصيبوا خلال تصديهم للاحتلال ومستوطنيه. ولفتت الهيئة الحقوقية الأممية إلى أنه منذ بداية 2020، قتلت قوات الاحتلال 4 أطفال فلسطينيين، فيما قتلت 28 طفلاً عام 2019.