دولي
انتخابات الكنيست: استمرار مأزق تشكيل حكومة مستقرة في "إسرائيل"
نتنياهو يريد أن يكون للتحالف تمثيل رمزي فقط
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 مارس 2020
للمرة الثالثة على التوالي في أقل من عام، توجه الناخب الإسرائيلي إلى صناديق الاقتراع لانتخابات كنيست جديدة، وهي الثالثة والعشرون، في 2 مارس 2020، وتشير النتائج النهائية إلى أنه رغم تحقيق المعسكر اليميني المتطرف، الذي يقوده رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، تقدمًا في هذه الانتخابات وزيادة مقاعده من 55 مقعدًا، التي حصل عليها في الانتخابات السابقة في سبتمبر 2019، إلى 58 مقعدًا، فإنه فشل للمرة الثالثة على التوالي في الحصول على أغلبية كافية لتشكيل حكومة؛ بسبب خلاف مع حزب يميني يصرّ على رفض الائتلاف مع نتنياهو، وهو حزب "إسرائيل بيتنا" (يسرائيل بيتينو) بقيادة أفيغدور ليبرمان.
وقد يقود هذا الفشل إلى إنهاء حكم نتنياهو، ولكن ذلك يعتمد على قدرة رئيس حزب "أزرق أبيض" (كاحول لافان)، بيني غانتس، في اجتياز العقبات الصعبة التي تقف أمامه في تشكيل حكومة أقلية.
وخاضت معظم الأحزاب الإسرائيلية هذه الانتخابات وفق الصيغة نفسها التي خاضت فيها انتخابات أيلول/ سبتمبر 2019، باستثناء تحالف حزبي "العمل – غيشر" و"ميرتس" اللذين خاضا هذه الانتخابات بقائمة انتخابية مشتركة، خشية أن يفشل أحدهما أو كلاهما في عبور عتبة الحسم.
وكما في الانتخابات السابقة، اندمج ضمن قائمة حزب الليكود في هذه الانتخابات، حزب "كلنا" (كولانا) الذي كان يقوده موشيه كحلون، والذي أعلن عزمه اعتزال الحياة السياسية عند تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل.
وقد زاد حزب الليكود من عدد مقاعده بـ 4 مقاعد، فحصل على 36 مقعدًا، في مقابل 32 مقعدًا حصل عليها في الانتخابات السابقة. أما حزب "أزرق أبيض"، فقد حافظ على عدد مقاعده في الكنيست السابقة، بحصوله على 33 مقعدًا، كما حافظ حزب "شاس" الديني "الحريدي" الشرقي على عدد مقاعده بحصوله على 9 مقاعد، وكذلك حافظ حزب "يهدوت هتوراه" الديني "الحريدي" الغربي على عدد مقاعده بحصوله على 7 مقاعد.
أما حزب "إسرائيل بيتنا"، فقد تراجع عدد مقاعده بمقعد واحد، وحصل على 7 مقاعد فقط. وكذلك تراجع عدد مقاعد قائمة "إلى اليمين"، بمقعد واحد فحصلت على 6 مقاعد فقط. وتشمل هذه القائمة ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة و"فاشية"، وقادها في هذه الانتخابات نفتالي بينيت، بدلًا من أيليت شاكيد التي قادتها في الانتخابات السابقة.
أما القائمة العربية المشتركة، التي تضم أربعة أحزاب عربية، فقد سجلت إنجازًا انتخابيًا غير مسبوق، وزادت من عدد مقاعدها بمقعدين فحصلت على 15 مقعدًا.
يعني ما سبق أن قوة معسكر اليمين المتطرف، بما فيه ليبرمان، تبلغ 65 مقعدًا، وما يحول دون تشكيله حكومة بأغلبية مريحة هو الخلاف بين ليبرمان ونتنياهو.
أما قوة يمين الوسط واليسار الصهيوني سويًا فتبلغ 40 مقعدًا فقط، وإذا أضيف إليها حزب "إسرائيل بيتنا" لأغراض ائتلافية يصل العدد إلى 47 مقعدًا، في مقابل 58 مقعدًا لليمين المتطرف من دون ليبرمان.
رغم توجيه لائحة اتهام ضده خلال الحملة الانتخابية وتحديد موعد لمحاكمته في ثلاث قضايا فساد، إضافة إلى أن أغلبية الإسرائيليين تحمّله المسؤولية الرئيسة في جرّ إسرائيل إلى انتخابات ثالثة، فإن نتنياهو تمكّن من زيادة عدد المصوّتين لحزب الليكود بـ 239 ألف ناخب مقارنة بالانتخابات السابقة؛ إذ حصل الليكود في هذه الانتخابات على مليون و352 ألف صوت، في مقابل مليون و113 في الانتخابات السابقة.
وتعود هذه الزيادة إلى مجموعة من العوامل، أهمها: تمكّن نتنياهو خلال حملة الانتخابات من حشد جمهور حزب الليكود التقليدي ودفعه إلى المشاركة في هذه الانتخابات، ولا سيما في معاقل الليكود التقليدية في البلدات والمدن التي تسكنها أغلبية من اليهود الشرقيين، والتي أظهرت نتائج الانتخابات أن نسبة المصوتين لحزب الليكود فيها قد زادت على نحو ملحوظ.
وكذا انخفض عدد المصوتين لحزب "إسرائيل بيتنا" في هذه الانتخابات بـ 47 ألف ناخب مقارنة بالانتخابات السابقة (263 ألف صوت، في مقابل 310 آلاف سابقًا). ويُعتقد أن الغالبية العظمى من هذه الأصوات ذهبت إلى حزب الليكود.
وفي ضوء استمرار تمسك حزب الليكود وأحزاب "المعسكر القومي" بنتنياهو، وعدم ظهور أي بوادر أو إمكانية لانسلاخ فئات من هذا المعسكر لصالح معسكر غانتس، ظهرت دعوات إلى أن يقوم غانتس بتشكيل حكومة أقلية تضم حزب "أزرق أبيض" وتحالف "العمل - غيشر – ميرتس"، وحزب "إسرائيل بيتنا" تستند إلى دعم القائمة المشتركة من خارج الائتلاف الحكومي.