دولي

"يوم الجريح الفلسطيني": الحصار والانقسام يفاقمان أسباب المعاناة

يساهم الانقسام الفلسطيني الداخلي في زيادة الأعباء على الجرحى عبر قطع مخصصات

يحاول الخمسيني الفلسطيني بهجت بكر لملمة جراحه وجراح ابنه خليل، بعد تعرضهما لإصابات خلال فعاليات "مسيرات العودة وكسر الحصار" شرقي مدينة غزة، إذ لا يزالان يتلقيان العلاجات اللازمة.

ويرافق الألم آلاف الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا نتيجة الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة وجولات التصعيد، والتصدي الإسرائيلي لـ"مسيرات العودة" السلمية بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز.وما زالت مستشفيات قطاع غزة والمنظمات الصحية والطبية المحلية والدولية، تقدم خدماتها للجرحى الفلسطينيين مع حلول "يوم الجريح الفلسطيني"، والذي يصادف الـ13 من مارس/ آذار، في محاولة للتخفيف من آلامهم.

ويقول الجريح بهجت بكر إنه تعرض لإصابة في قدمه اليسرى خلال مشاركته في مسيرات العودة. وتسببت الإصابة بجفاف في ركبته التي لم يعد بإمكانه تحريكها بشكل طبيعي، وشَعَر بأنها غير لينة بعد إزالة الجبس الذي لَفّها لمدة شهرين.

ويضم بيت بكر المتواضع والمكون من غرفتين في معسكر الشاطئ إلى الغرب من مدينة غزة 11 فرداً، من بينهم الابن البِكر خليل الذي أصيب برصاصتين في قدميه خلال مشاركته في "مسيرات العودة".وأصيب خليل خلال مشاركته في فعاليات ذكرى يوم النكبة، والتي تم تنظيمها على الحدود الشرقية لقطاع غزة، في 14 مايو/ أيار 2018، احتجاجاً على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس المحتلة، واستشهد فيها ما يزيد عن 60 فلسطينياً، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب أكثر من ألفي فلسطيني بجراح مختلفة.

وقامت أسرة بكر ببيع قارب الصيد الذي يعتبر مصدر رزقها الوحيد للتمكّن من تغطية مصاريف سفر ابنهم خليل إلى مصر لتلقي العلاجات اللازمة، بعد رحلة طويلة مع العلاج في قطاع غزة، تم خلالها اكتشاف بعض الأخطاء الطبية، والتي فاقمت آلام قدميه، حيث تم وَصل شريانين بطريقة خاطئة، علاوة على تركيب جهاز بلاتين غير مناسب.

ومنعت الإصابة خليل وهو أب لثلاثة أطفال ويتجهز لإجراء عملية جراحية جديدة بسبب التهاب العظم، من العودة لممارسة مهنة الصيد، أو كسائق "تكتك" نتيجة الحالة الصحية المتفاقمة، والتي تسبب له آلاماً حادة، ما أثر سلباً على حالته الاقتصادية، ولم تقتصر الإصابات على المُشاركات في الأنشطة الحدودية فقط، إذ أصيبت الفلسطينية صباح سويعد (24 عاماً) بشظية وهي داخل منزلها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بشكل مباشر، تسببت في بتر يدها اليمنى.

وتوضح سويعد وهي أم لثلاثة أبناء أنها أصيبت جراء قصف إسرائيلي خلال موجة تصعيد في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مبينة أنها سافرت على نفقة عائلتها إلى مصر لتلقي العلاج، ولا تزال تتلقى العلاج اللازم، وسيتم تركيب طرف صناعي لها نهاية عام 2020.

ويتزامن "يوم الجريح الفلسطيني" مع تفاقم معاناة الجرحى وزيادة أعدادهم، في مقابل نقص الخدمات المُقدمة إليهم، وفق الناطق باسم "تجمع مؤسسات الجرحى" ظريف الغرة، والذي بَيّن لـ"العربي الجديد"، أنّ عدداً من الفعاليات والأنشطة تم إلغاء تنفيذها في غزة التزاماً بالسياسة العامة لمنع التجمعات احترازاً من فيروس كورونا، وقد اقتصرت الفعاليات على جدارية، ومؤتمر صحافي، وموجة إذاعية مفتوحة، وجلسة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويُرجع الغُرة تفاقم معاناة الجرحى إلى عدة أسباب أبرزها الحصار الإسرائيلي، والذي يؤثر بشكل مباشر على الممنوعين من السفر عن طريق معبر رفح أو حاجز إيرز ما يساهم بزيادة آلامهم، خاصة في ظل عجز مستشفيات غزة، علاوة على منع الاحتلال إدخال المعدات والأجهزة الطبية اللازمة لعدد من العمليات الجراحية، ويساهم الانقسام الفلسطيني الداخلي كذلك بزبادة الأعباء على الجرحى عبر قطع مخصصات نحو ألف جريح منذ 14 شهراً، وفق الغُرة.

وتعرض نحو 34.282 جريحاً لإصابات متنوعة، تلقى منهم نحو 18.642 مصاباً العلاج داخل مستشفيات قطاع غزة، فيما تم التعامل مع الإصابات الطفيفة ميدانياً، خلال موجة "مسيرات العودة"، والتي انطلقت في 30 مارس/ آذار 2018، وتوقفت مؤقتاً نهاية عام 2019، وفق الإحصائية النهائية لوزارة الصحة في غزة حول الاعتداءات الإسرائيلية على "مسيرات العودة وكسر الحصار".

وشكلت الفئة العمرية من 19 إلى 39 عاماً ما نسبته 71.7% من إجمالي إصابات المستشفيات، توزعت بنسبة 93.4% على الذكور، ونسبة 6.5% على الإناث، بينما شكلت الإصابة في الأطراف السفلية ما نسبته 48%، والرأس والرقبة 10%، فيما بلغت الإصابة بالرصاص الحي 40.7%، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط 6.6%، فيما سجلت إصابات الغاز نسبة 13.4%.

من نفس القسم دولي