الوطن
وزارة التربية ترفض التهويل حول "كورونا" وغلق المدارس ينتظر الضوء الأخضر
اتهمت أطرافا بخلق البلبلة عبر الترويج لتقديم العطلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 مارس 2020
لا تزال وزارة التربية الوطنية ترفض التهويل في شأن وباء "كورونا" الذي سارعت أزيد من 30 بلدا عبر العالم لغلق المدارس في وجه التلاميذ والأساتذة لمنع انتشاره، والذي تحذر منه المنظمة العالمية للصحة، حيث نفت وزارة التربية الوطنية تقديم عطلة الربيع من 19 إلى 12 مارس الجاري الذي يصادف تاريخ اليوم. واعتبرت أن البيان الذي روج بشكل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا يعنيها، وذهبت إلى اتهام أطراف بمحاولة إثارة البلبلة في الوسط المدرسي، في وقت تعالت أصوات النقابيين لتقديم العطلة بعد وصول الوباء إلى المدارس.
في ظل عدم إصدار وزارة التربية الوطنية أي بيان رسمي حول البيان المزور الذي انتشر عبر صفحات الفايس بوك وتناقلته حتى قنوات تلفزيونية حول تقديم عطلة الربيع إلى اليوم عوض الخميس المقبل، اكتفت الوزارة بتفنيد الخبر عبر تصريحات مسؤوليها، على غرار المكلف بالإعلام والاتصال بوزارة التربية الوطنية، أمين شرفاوي، الذي نفى ما تم تداوله، موضحا "إن البيان الذي اعتمد عليه في نشر المعلومة مغلوط ومفبرك، وهو في حقيقة الأمر صادر عن وزارة التربية التونسية وليس وزارة التربية الجزائرية"، موضحا "إن المعلومات المتداولة والمنسوبة لوزير التربية، محمد واجعوط، غير صحيحة أيضا، مؤكدا أن الوزير لا يملك صفحة عبر الفيسبوك باسمه، وأن أي معلومة رسمية سيتم نشرها عبر الموقع الرسمي للوزارة أو صفحتها الرسمية على الفيسبوك.
مسڤم: "لا تغيير في رزنامة العطل وما روج مناورة فقط"
وقال شرفاوي "إنه لحد الساعة لم يتم تغيير تاريخ العطلة المحدد في 19 مارس 2020، وإن حدث وتم ذلك فسيتم الإعلان عنه من قبل الوزارة عبر صفحتها أو موقعها الرسمي". وهو نفس ما ذهب إليه المفتش العام للبيداغوجيا، نجادي مسڤم، حيث نفى أيضا إصدار وزارة التربية الوطنية أي بيان بخصوص تقديم عطلة الربيع إلى 12 مارس الجاري وفق ما تداوله بيان مزور نسب إلى وزارة التربية الوطنية، مؤكدا أن رزنامة العطل لم تغير فيها الوزارة إلى غاية الوقت الراهن، وهذا بعد أن اعتبر "أن ما يروج من إشاعات حول تقديم عطلة الربيع بسبب فيروس "كورونا" هو مناورة فقط من طرف جهات تحاول خلق البلبلة في الوقت الراهن".
وعلى عكس إغلاق المدارس في ثلاثين بلدا، في خطوة لاحتواء انتشار مرض كوفيد – 19 (كورونا)، ومنع 290.5 مليون طالب من الذهاب إلى المدارس، فقد فشلت وزارة التربية الجزائرية حتى في اتخاذ إجراءات وتدابير لنشر الوعي في الوسط المدرسي، وهو ما أكده الناشط التربوي، كمال نواري، مستغربا صمت وزارة التربية الوطنية حيال الوباء الخطير الذي قضى على عدد هائل من الأشخاص عبر العالم وعدم اتخاذها أية إجراءات احترازية لمنع انتشاره في الوسط المدرسي، معتبرا أن قرار تقديم العطلة إلى يوم 12 مارس الجاري كان على الجزائر اتخاذه عوض تونس، على اعتبار أن عدد حالات المصابين عندها أكثر من الجارة تونس".
نواري: وزارة التربية الوحيدة التي لم تتخذ أي إجراءات تحسيسية حول "كورونا"
وتساءل نواري كمال عن أسباب عدم تحرك مديرية النشاط الثقافي والنشاطات الرياضية بوزارة التربية لممارسة مهمتها، كما استفهم عن أسباب الصمت الحاصل على اعتبار أن الصحة المدرسية تابعة لها، وكان من الضروري مباشرة حملات تحسيسية وإصدار مراسلات حول كيفية الوقاية من هذا الوباء.
وفي المقابل، حمل نواري كمال خلية الإعلام بوزارة التربية مسؤولية غياب أي صفحة رسمية تابعة لوزارة التربية الوطنية لتقديم النصائح والإرشادات حول مخاطر هذه الوباء، وكيفية التعامل لمنع تفشيه بين المتمدرسين والأساتذة، على غرار ما قامت به وزارات التربية لمختلف الدول، منها فرنسا التي شرعت، منذ بداية الوباء، في تقديم نصائح وإرشادات من أجل تحسيس التلاميذ والأساتذة والأسرة التربوية حول مخاطره والخطوات الضرورية لمنع تفشيه.
وحسب ذات المتحدث، فإنه لا يوجد أي قرار رسمي من وزارة التربية الوطنية لمنع التجمعات بقطاع التربية الوطنية من رحلات ترفيهية ومهرجانات، واعتبر ما صدر من تعليمات بالقطاع هو عبارة عن اجتهاد مديريات تربية فقط، بدليل أن الصفحات الرسمية لوزارة التربية لا تحمل أي أثر لوباء كورونا، معتبرا أن وزارة التربية لا تزال في سبات رغم الخطر الذي يحدث على المدرسة الجزائرية، قائلا "إن وزارة التربية ومنذ ظهر الفيروس ولا مراسلة حول هذا الفيروس، في حين وزارة التربية الفرنسية شرعت منذ البداية في تقديم إرشادات ونصائح".
وفي هذا الصدد، وأمام خطورة الوباء، دعا رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، بوجمعة بن شيهوب، وزير التربية الوطنية إلى اتخاذ ما يجب في شأن وباء "كورونا" الذي تفشى في العالم ووصل إلى غاية الجزائر ليمس حتى التلاميذ. وشدد على أهمية توقيف الدراسة حفاظا على الأنفس، معتبرا أن غلق المداس بات ضروريا بعد ما تم تداوله من أخبار هنا بالعاصمة حول تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الوسط المدرسي، والمصابة هي تلميذة في ثانوية "عقبة بن نافع" بباب الوادي بالجزائر العاصمة.
هلع بعد تداول إصابة فتاة بثانوية بالعاصمة بكورونا وضغط على الوزارة لغلق المدارس
وحسب ذات النقابي، "فإن التلميذة التي اشتبه في إصابتها بالفيروس أغمي عليها في الثانوية "عقبة بن نافع" بباب الوادي، ونقلت إلى مستشفى القطار والأعراض، حسب مصادرنا، مشابهة 80٪ لأعراض كورونا، وإلى الآن لم يتسرب أي خبر من المستشفى لتأكيد أو نفي الإصابة بكورونا 100٪، مضيفا "إنه يجب على وزاره التربية أن تتخذ ما يجب وهو توقيف الدراسة حفاظا على الأنفس، إن تأكدت الإصابة طبعا".
ولا يرى وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، مانعا من غلق المدارس، وقال إنه ينتظر الضوء الأخضر من الجهات العليا، وفق ما جاء على لسان عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة الذي صرح، أمس، أنه رفقة عدد من أعضاء المجلس تكلموا مع وزير التربية "وأعلمنا رغبة وطلب أغلبية أعضاء مجلس الأمة بتقديم العطلة الربيعية حفاظا على أبنائنا ووقاية لهم"، وأن وزير التربية أخبرهم بأنه لا يرى أي مانع في تقديمها، فهو فقط في انتظار موافقة السلطات العليا.
هذا وفي ظل ما يحدث عبر مختلف دول العالم وارتفاع معدلات تفشي هذا الوباء إلى أعلى مستوياته، فإن هناك فقدان عدد كبير من الأشخاص بسبب "كورونا"، حيث بات الرعب منه يثير قلق العائلات الجزائرية وأولياء التلاميذ على وجه التحديد، الأمر الذي جعل الكثيرين يرفضون إرسال أبنائهم إلى الدراسة بداية من اليوم، حيث تنتهي امتحانات الفصل الثاني خاصة بالعاصمة والبليدة، هذا فيما عرفت مختلف "الحاضنات" عبر الوطن تراجعا في استقبال الأطفال بعد لجوء عدة أولياء إلى منع إرسال أبنائهم إلى الحضانة، خوفا من هذا الوباء، والقرار اتخذ خاصة من قبل الأمهات غير العاملات.