الوطن

شيتور: لن نلغي نظام "أل. أم. دي"

شدد على أهمية إنشاء جامعة أمريكية

أبدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، عدم رغبته في إلغاء نظام "أل. أم. دي" الذي دعت عدة أطراف نقابية إلى وقف العمل به والاعتماد على نظام البكالوريوس، مقررا إصلاحه بإضافة صبغة تكنولوجية، في المقابل أبدى الوزير أيضا سعيه لخلق جامعات أجنبية، أمريكية خاصة، وإعطاء اهتمام بالغ لتخصصات الرياضيات، متوجها إلى وزير التربية ليطالبه بـ"رفع عدد المتحصلين على بكالوريا الرياضيات".

وقال الوزير، في تصريح على أمواج القناة الثالثة، "إن الوقت حان لتقييم نظام "ليسانس – ماستر - دكتوراه" الذي يجب "تكييفه" بطريقة تضفي على الماستر "صبغة تكنولوجية"، قائلا: "الشيء الوحيد الذي أعيبه على نظام "ليسانس – ماستر - دكتوراه" هو إلغاء التكوينات التكنولوجية"، "قائلا "سنقوم بتكييف نظام "ليسانس - ماستر- دكتوراه" بشكل يضفي على الماستر صبغة تكنولوجية. وسيطلق عليه ماستر تكنولوجي، مع إدخال عدد من المواد ليتماشى مع مقتضيات الساعة"، مؤكدا أن الجزائر كونت منذ سنة 1990 حوالي 8000 مهندس، مقابل 2000 مهندس من بين 350.000 متحصل على الشهادة حاليا، في حين أن البلد بحاجة إلى عشرات الآلاف من المهندسين".

وأضاف الوزير "لا يمكننا إحداث تغييرات بصفة قطعية، يجب العمل بطريقة تدريجية وتقييم الوضع قصد الحصول على أفق، وبعدها تحديد إلى أين نريد الذهاب ونحن لا نقوم بمحاسبة ما حدث من قبل".

 

ضرورة "فتح مدارس للرياضيات والبيولوجيا والتكنولوجيات الجديدة"

وحسب شيتور، فإن الرؤية الجديدة للجامعة الجزائرية هي "تكوين مستحدثي الثروات لجعل الطالب قادرا على الابتكار وإنشاء مؤسسته الخاصة"، مضيفا أن "الجامعة يجب أن تكون حاضنة كبيرة للمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة الكفيلة بتوفير بحث نافع".

وأوضح، في ذات الصدد، أن "خلق الثروة يساهم في رفع أجر الأستاذ الجامعي إلى ضعفين، وهو الأمر الذي سيحفزه ويسمح للبلد بالتوجه نحو جامعات تعج بالأفكار".

في المقابل، شدد الوزير على أهمية منح أولوية لتخصص الرياضيات في المدارس، مضيفا أن "الجزائر لم تواكب بعد مهن المستقبل"، مشيرا إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتيك والتكنولوجيا الدقيقة التي "يجب على الجزائر الاستثمار فيها"، مشيرا إلى ضرورة "فتح مدارس للرياضيات والبيولوجيا والتكنولوجيات الجديدة للبيولوجيا والعلوم الاقتصادية الكمية والحقوق، حيث سيتمكن أبناء الجزائر من إبراز عبقريتهم الخاصة ومعرفتهم، في ظل محيط ملائم قصد إعطاء أفضل ما لديهم".

وذكر الوزير أن "الجامعة الجزائرية كانت تضم 2000 طالب سنة 1962 وحوالي ثلاثين أستاذا، مقابل 1,7 مليون طالب و65.000 أستاذ، منهم 7000 من المصف العالي، مشيرا إلى أنه تم تحقيق العديد من المكاسب على الصعيد الكمي، وقد آن الأوان للمرور إلى النوعية".

وحول التصنيف الأخير للجامعة الجزائرية في العالم، قال شيتور إن "الجامعة الجزائرية ليست واضحة الرؤية على الرغم من الإبداع الفكري الذي يحقق في التخصصات التكنولوجية".

وأوضح الوزير أن "الجامعيين في بلادنا يساهمون في توفير المعلومة التقنية والعلمية، وينجزون أشغالا علمية، لكنهم، بالمقابل، لا ينشرون في مجلات علمية شهيرة، ما يملي علينا ضرورة مساعدتهم على إنشاء جمعيات علمية ومجلات تسمح لهم بنشر أعمالهم"، مؤكدا في هذا الصدد على "وجوب التوجه سريعا نحو تبني اللغة الإنجليزية".

وعلق فيما بعد بقوله: "لا يمكن التخلي عن الفرنسية التي تعد لغة علمية، غير أن التحول الذي يشهده العالم يجعل من الإنجليزية اللغة الأكثر استعمالا، إذ يتوجب على الجزائر أن لا تبقى على الهامش"، مضيفا أن "الجزائر أمام حتمية التوجه إلى هذه اللغة بطريقة حازمة ودون تهويل".

وفي هذا الشأن، أكد الوزير أنه "من الآن فصاعدا، وجب كتابة أطروحات التخرج باللغة الإنجليزية من أجل السماح للباحثين بنشر أعمالهم"، داعيا في نفس الوقت الجامعيين إلى بذل جهود أكبر لأجل إعداد مشاريع نهاية الدراسة بهذه اللغة.

وفي رده على سؤال بخصوص إنشاء "جامعة تفرض فيها رسوم دراسية"، فقد نفى شيتور هذا الأمر، مرافعا بالمقابل من أجل جامعة "تخلق الثروة"، مؤكدا بخصوص إنشاء جامعة خاصة، أنها "ستكمل الجامعة العمومية، إذ ستتكفل بجزء من الطلبة القادرين ماليا على مواصلة دراستهم"، قبل أن يستطرد بالقول إنه يفضل "إنشاء مدارس ومعاهد أجنبية في الجزائر كالجامعة الأمريكية، مع احترام المبادئ الجزائرية".

وفي تطرقه إلى القطب الجامعي لسيدي عبد الله الذي يضم 12.000 مقعد بيداغوجي وستة أحياء جامعية، اعتبر شيتور أن "هذا الموقع مخصص لتكنولوجيات المستقبل، وستصبح مستقبلا سيليكون فالي بحجم الجزائر".

من نفس القسم الوطن