دولي

"حماس" ترفض إجراء لقاءات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين

اعتبر هنية أن هناك أربعة خيارات لتحقيق المصالحة

 

كشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي يقوم بها جهاز المخابرات المصرية بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أن وفد حركة "حماس"، الذي يزور القاهرة، التقى مسؤولي الملف الفلسطيني في الجهاز، في لقاء مطول، موضحة أن اللقاء تضمّن استفساراً مصرياً بشأن إمكانية إجراء لقاء مباشر بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وقيادة الحركة.

 

أوضحت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن الجانب المصري نقل مطلباً إسرائيلياً بإمكانية إجراء اللقاء على الأراضي المصرية، بأي تمثيل وليس رأس الحركة، لبحث عدد من الأمور المتعلقة بتفاهمات التهدئة. وأشارت المصادر إلى أن وفد الحركة شدد على رفض مثل تلك اللقاءات، متمسكاً بآلية المفاوضات غير المباشرة، والتي تقوم بها كل من مصر وقطر، موضحة، في الوقت ذاته، أن الوفد بحث مع الجانب المصري إمكانية إجراء لقاء لقادة الفصائل الفلسطينية المختلفة في القاهرة، بهدف توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الداخلية، ولفتت المصادر إلى أن المسؤولين المصريين استفسروا من وفد الحركة بشأن موعد عودة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى القطاع، وانتهاء جولته الخارجية، وطبيعة تحركاته خلال الفترة المقبلة، وما إذا كان ينوي الاستقرار في تركيا أو قطر. وأشارت إلى أن وفد الحركة أكد للجانب المصري عدم صحة المعلومات التي تُتداول إعلامياً بشأن عدم عودة هنية إلى غزة، مشيرة، في الوقت ذاته، إلى أن عودته إلى القطاع باتت قريبة.

يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، أن هنية سيزور جنوب أفريقيا الشهر المقبل، مؤكداً أن الجولة الخارجية لهنية لا تزال مستمرة، مضيفاً أن هنية لا يواجه أي فيتو على أي زيارة لأي دولة، وهناك سعي لانفتاح الحركة على دول أخرى. وكان هنية قد أكد، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو التي يزورها في الوقت الراهن على رأس وفد رفيع المستوى من الحركة، أن هناك أربعة خيارات من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، معتبراً أن أي واحد منها سيؤدي إلى مصالحة. وأوضح أن الأول هو الذهاب إلى انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية ولاحقاً مجلس وطني فلسطيني، والثاني عقد اجتماع وطني خارج رام الله ليتسنّى للفصائل المشاركة فيه. أما الثالث فهو عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة، والرابع يتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاتفاق مع كل الفصائل.

 

إصابات بمواجهات مع الاحتلال بالضفة... وقرار بدفن شهيدين بمقابر الأرقام

ميدانيا أصيب عدد من الفلسطينيين، في الساعات القليلة الماضية خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، فيما واصل أهالي بلدة بيتا، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، اعتصامهم وفعالياتهم الاحتجاجية على أراضي جبل العرمة المهدد بالاستيطان لليوم العاشر على التوالي، بينما قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دفن جثماني الشهيدين الفلسطينيين يوسف عنقاوي وأمير دراج في مقابر الأرقام الإسرائيلية، بعد نحو عام على احتجاز جثمانيهما عقب استشهادهما مباشرة.

وأصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة، المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 16 عاما، وفق ما أفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي في تصريحات صحافية.

وأشار شتيوي إلى أن قوات الاحتلال قمعت المسيرة باستخدام قنابل الغاز والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، ما أدى إلى إصابة شاب بعيار معدني في الوجه وآخر في اليد، وتم تقديم العلاج الميداني لهما من قبل طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني، فيما أصيب العشرات بالاختناق جراء سقوط قنابل الغاز في منازل المواطنين، مؤكدا اندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان وعشرات جنود الاحتلال بعد كشف كمين تم نصبه في منزل مهجور دون تسجيل أي اعتقالات.

وانطلقت المسيرة، بعد صلاة الجمعة الماضية، بمشاركة المئات من أبناء كفر قدوم الذين رددوا الشعارات الوطنية المطالبة بتصعيد المقاومة الشعبية في كل المواقع.

على صعيد آخر، واصل أهالي بلدة بيتا، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، اعتصامهم على أراضي جبل العرمة المهددة أراضيه بالاستيطان، وذلك لليوم العاشر على التوالي، حيث أكد رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي، لـ"العربي الجديد"، أن عشرات النشطاء يواصلون اعتصامهم ونصب خيامهم فوق أراضي جبل العرمة، حيث يؤمه عشرات النشطاء، منعا لأطماع الاحتلال بالاستيلاء عليه، وأوضح معالي أن المئات من المواطنين أدوا صلاة الجمعة الأخيرة على أراضي الجبل، ضمن الفعاليات المناهضة للاستيطان ولحماية الجبل من أطماع الاحتلال.

ومنذ عام 2016 حتى الآن، تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 58 شهيدا، أقدمهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور، منذ إبريل/نيسان 2016، كان من بينهم ستة شهداء أعلن الاحتلال دفنهم في مقابل الأرقام، وهم: عبد الحميد محمد أبو سرور، محمد ناصر طرايرة، محمد جبارة الفقيه، رامي محمد زعيم عورتاني، مصباح أبو صبيح، فادي قنبر، بينما قررت محكمة الاحتلال دفن جثماني الشهيدين دراج وعنقاوي في مقابر الأرقام، ويضاف هؤلاء الشهداء إلى 253 شهيدا أخفى الاحتلال جثامينهم في مقابر الأرقام منذ سنوات طويلة.

من نفس القسم دولي