الوطن

برامج الحكومة على المحك

بسبب انهيار أسعار النفط إلى ما دون السعر المرجعي في قانون المالية 2020

 

تهاوت أسعار النفط في تعاملات يوم أمس الجمعة إلى ما دون 50 دولارا للبرميل، وهو السعر المرجعي في إعداد وضبط قانون المالية 2020 ما سيضع برامج الحكومة الحالية على المحك، خاصة وأن استمرار الخسائر في أسعار النفط والإنتاج الذي توصلت إليه دول أوبك أمس سيضاعف من خسائر الخزينة.

 

أظهرت أرقام وتقارير استمرار تراجع أسعار النفط، مدفوعة بأزمة فيروس كورونا الجديد، حيث سجلت تراجعا بأكثر من 5 في المئة، ويأتي هذا التراجع الكبير في أسعار النفط وسط تقارير تشير إلى أن روسيا تريد إرجاء خفض إضافي للإنتاج يقترحه حلفاؤها في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".

ففي التعاملات الصباحية النهار الجمعة في لندن انخفض سعر خام برنت بحر الشمال إلى 47.02 دولارا للبرميل "وهو النفط المرجعي للخام الجزائري صحاري"، وهو أدنى مستوى له منذ جويلية عام 2017، في حين تراجع سعر نفط "وست تكساس" إلى 43.28 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ العام 2018، ويعبر هذا التراجع في أسعار النفط عن القلق الذي تشهد الأسواق من الآثار المترتبة على انتشار فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد العالمي، والطلب على الخام فيما تشهد الأسواق حالة من الإغراق لهذه المادة الحيوية.

وتزامنت هذه المعطيات مع المشاورات التي جرت بفيينا أمس حول إنتاج النفط ودراسة اقتراحات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيب) لاسيما من أجل خفض إضافي للإنتاج وهو القرار الذي اعترضت عليه روسيا إذ قالت على لسان وزيرها للطاقة ألكسندر نوفاك عقب الاجتماع وفق رويترز: "إنه لم يعد هناك اتفاق لإنتاج النفط بين روسيا وحلفائها وأعضاء منظمة أوبك، مضيفا أن دول مجموعة أوبك+ ستواصل مراقبة الوضع في السوق"، وأضاف: "بالنظر إلى القرار المُتخذ ، اعتبارا من أول أفريل لم يعد مطلوب منا أو من أي من دول أوبك أو الدول غير الأعضاء في المنظمة القيام بتخفيضات إنتاج (نفط)".

قالت مصادر خاصة لقناة "العربية" إن اجتماع أوبك+ انتهى دون التوصل لاتفاق مع مساعي أوبك لإقناع روسيا بتخفيضات إضافية لمواجهة المعروض النفطي في الأسواق، وضعف الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا.

وعقب الانتهاء من الاجتماع انخفضت أسعار النفط بنحو 8 بالمائة مساء أمس، واجتمع الدول غير الأعضاء على نحو منفصل في مقر أوبك، مع تأخر اجتماع أوبك+ الرسمي، لأكثر من 3 ساعات، وتباينت تصريحات المشاركين فيه بين مؤيد لما نوقش فيه وبين متحفظ، حيث قال في هذا الصدد وزير الطاقة السعودي ردا على سؤال ما إذا كانت المملكة سترفع إنتاج النفط بعد انهيار اتفاق لأوبك+ بشأن قيود على الإنتاج: "سأترككم تتساءلون"، وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان للصحفيين "سأترككم تتساءلون" لدى وصوله إلى فندقه بعد أن غادر اجتماع في مقر أوبك في فيينا.

من نفس القسم الوطن