الوطن
ارتفاع عدد الإصابات بكورونا إلى 17 حالة
تسجيل 5 حالات إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة فقط
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 مارس 2020
سجلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مساء أمس الأربعاء خمس حالات جديدة مؤكدة لفيروس كورونا (كوفيد-19) من نفس العائلة ليصبح بذلك العدد الإجمالي للإصابة 17 حالة مؤكدة، حسب ما أفاد به بيان للوزارة، وأوضحت الوزارة أن "التحقيق الوبائي ما زال مستمرا لمعرفة وتحديد هوية كل الأشخاص الذين كانوا في اتصال مع الرعية الجزائري وابنته المقيمان بفرنسا".
وانتقلت العدوى الفيروسية لهؤلاء من رعية جزائري بالغ من العمر 83 سنة وابنته المقيمان بفرنسا واللذين أقاما في الجزائر من 14 إلى 21 فيفري الماضي مع أسرتهما في البليدة، والتي تأكدت اصابتهما بفيروس كورونا بعد عودتهما إلى فرنسا، وذكرت الوزارة أن نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته يبقى "ساري المفعول"، فيما تظل الفرق الطبية "مجندة في أقصى مستويات التأهب".
ويبدو أن فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي ظهر شهر جانفي المنصرم بالصين وانتشر بسرعة في أكثر من 60 دولة، قد اضحى يشغل بال عديد الجزائريين الذين لا يزالون يطرحون عدة تساؤلات حول المرض، في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات العمومية، التي توجد في حالة تأهب من خلال وضعها لإجراء خاص للتصدي له، على ضرورة تفادي جميع أشكال التهويل، ومن بين التساؤلات المطروحة لدى الجزائريين منذ ظهور هذا المرض، "يكفي ان يبقى هذا الفيروس بعيدا عنا" و "هذا ما كان ينقصنا لأننا منشغلون بشح الأمطار" و " ماذا لو أضيف هذا المرض الى كل المشاكل التي نعاني منها فهل ننجح في مواجهته؟".
ويفضل الكثيرون استباق الأمور بخصوص هذا الوباء من خلال الاهتمام بتدابير النظافة الواجب اتباعها. تلك هي حال مليكة، موظفة، التي أعربت عن ذهولها لغياب الوعي "الذي تلاحظه لدى الوسط الذي تعيش فيه"، وهذا بالرغم من كون "التهديد حقيقيا حتى وإن كان يبدوا بعيدا". في هذا الصدد، دعت مليكة الى "المزيد من التدابير المتعلقة بنظافة المحيط"، معتبرة أن ذلك يعد "أفضل طريقة للوقاية من هذه الأفة"، أما زميلها في العمل، أحمد ،فركز على "قواعد النظافة التي يجب أن تُحترم في كل وقت و أنه لا يجب انتظار ظهور مثل هذه الأحداث ليتحلى المرء بالنظافة".
و من جهته، أوضح رشيد، تاجر بالجزائر الوسطى، يقول "طالما أنه لم يتم تسجيل أية حالة اصابة في وسطي فاني لست قلقا و أكتفي بالقول أنه لحسن الحظ ان هذا الفيروس بعيد عنا"، وقد بدا هذا الهدوء لدى أشخاص آخرين يؤمنون بأن الأمر قضاء و قدر حيث أكد هؤلاء "اذا كان مكتوبا لنا أن نصاب بهذا الفيروس فلا يمكننا الهروب منه على أية حال" حسب قولهم، و عن سؤال حول نجاعة الحملات الاعلامية و التحسيسية التي تقوم بها السلطات العمومية حول فيروس كورونا، فقد اختلفت الآراء حيث أعترف البعض "جهلهم للأعراض" التي من شأنها أن تستوقفهم.
بينما فضل آخرون أخذ الموضوع بسخرية فقد عبر مستخدمو الانترنت عن أفكارهم الذكية والمضحكة حول هذا الفيروس على شبكة التواصل الاجتماعي لدرجة أن هذا الأخير أصبح "النجم الافتراضي" للوقت الراهن، فقد تركوا المجال لكل ما يجول في مخيلتهم لينسبوا كل الآفات الاجتماعية التي يواجهها الجزائريون إلى فيروس الكورونا.
فيما يرى البعض الآخر أنه لا ينبغي أن يفتح هذا الموضوع مجالا للسخرية والاستهزاء أو حتى الشتم، مشيرين إلى فيديوهين اثنين سجلا نسبة مشاهدة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي و كانا صادمين للعديد من مستخدمي الانترنت الذين نددوا "بانتهاك خطير لكرامة الانسان".
و يمكن قياس درجة تخوف بعض المواطنين عند التوجه إلى جناح الاستعجالات للمؤسسة الاستشفائية الهادي فليسي للقطار، على حد قول المراقب الطبي للمؤسسة، سليم زيان الذي أكد بأن "معظم الاستشارات الطبية لهذه الأيام الأخيرة و التي تتعلق بالانفلونزا الموسمية لا غير، هي في الواقع راجعة إلى شبح الإصابة بفيروس الكورونا".
في هذا الاطار، صرحت ربة بيت في الخمسين من عمرها و التي كانت تنتظر دورها ليتم فحصها من قبل أحد الأطباء المداومين، تقول "أعاني منذ يومين من حمى مع سيلان الأنف و آلام في العضلات. أعلم بأن الأمر يتعلق بانفلونزا بسيطة ولكنه لا بد من استشارة الطبيب خاصة لما يتم تداوله بخصوص هذا الفيروس الجديد".
وترى هذه الأخيرة وجميع المتوافدين على المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للقطار بأن هذه الأخيرة تعد المؤسسة الصحية المرجعية فيما يتعلق بالتكفل بالأمراض المعدية واكتسبت، منذ سنوات عدة، سمعة راسخة في هذا المجال.