الثقافي

الفنان نصار.. في عقده الرابع سالت ريشته حبًّا ونصرة لفلسطين!

في تجربة خاصة حول فيها الصورة الصحفية إلى لوحات فنية عن معاناة الفلسطيني من الاحتلال والحصار

عجيبٌ هو الفنان التشكيلي خالد نصّار فقد تفجّرت موهبته الكامنة عندما اقترب من عقده الرابع فسالت ريشته غزيرة مجسّدة قضايا فلسطين والإنسان العربي، ويرى الفنان نصّار أن كل إنسان يحمل نوعاً من المواهب لكنها بحاجة لاستفزاز، فإما تبقى كامنة أو يجري تنميتها وتنطلق إلى فضاء الفن.

تنقل بين المدرسة الواقعية والتعبيرية والتجريدية حتى وصل لمدرسته الخاصّة التي ترجم فيها رؤيته وإحساسه للقضايا والأشياء من حوله، كانت موهبة الفنان نصّار بحاجة لإزالة الستار فقط، وقد بدأ بعدها رسم الأشياء والأشخاص من حوله، ثم أمسك بالألوان ومنح لوحاته الحيوية بشكل نسبي.

ويضيف في حديث صحفي لصحافة الفلسطينية: "قديماً كان لدي موهبة رسم لم أنمها، ولكنني مررت بظروف اجتماعية شكلت لحظات فارقة في قصتي مع الفن، بدأت بعدها أرسم بكامل مشاعري، والحقيقة أن الرسم أخرجني من ظروفي الصعبة".

لم تكن طريقة سهلةً، فقدّم في بدايته أداءً متواضعاً في إحدى المؤسسات الفنيّة وعندما رأى فارق الأداء كبير بينه وبين فنانين آخرين، أضحى أكثر إصراراً على التقدّم بموهبته، ويتابع: "حضرت دورة فنية، وبدأت ليل نهار أرسم، وفي نهاية الدورة كنت أهم في مشروع تخرجي الفني، بعد ذلك رسمت لوزارة الشئون الاجتماعية عدة لوحات بعد أن أصبح لي مصدر دخل محدود ساندني وأسرتي في الحياة".

دخل نصّار إلى عالم الفن من خلال لوحات وخبرات تناقلها مع عدة فنانين عزز منها ملازمته الدائمة كموظف في الدائرة الإعلامية لوزارة الشئون الاجتماعية، فدرس معها دبلوم إعلامي ونال دورات فنية كثيرة، ويتابع: "بدأت أعيد صياغة الأشياء من حولي طوال 4 سنوات، ولما بدأت ثورات الربيع العربي عام 2010م تأثرت بمشاهد الجمهور، وأمسكت القلم وكتبت الشعر، لكن صديقا لي دعاني لترجمة الشعر إلى لوحات، وكنت لا زلت أحد رواد المدرسة الواقعية".

بدأ عام 2011م الرسم انطلاقاً من حالته الشعورية مركزاً على الألوان، وكان في كل مرة يكتشف ويطور العمل الفني، ما أثار إعجاب كل من رأى لوحاته، ويتابع: "رسمت حالتي كإنسان فلسطيني مستخدماً الألوان، ثم استخدمت الرموز في لوحات المدرسة التجريدية بشكل فطري، فتناولت الحياة اليومية والاجتماعية في لوحات الهجرة والرحى ولوحة صرخة التي جسدت امرأة خارجة من بين الأنقاض".

انتقل الفنان نصار بعد شهرة لوحاته إلى عالم الفن من خلال مواقع التواصل الاجتماعية، ولبى دعوات لمعارض فنية داخل وخارج فلسطين، حتى أضحى معروفاً للجماهير، وتعرّف على أدباء وفنانين، ويتابع: "هذا المزيج من المعارف منحني ثقة، وتأكدت أن رسالتي وصلت، فالفنان هو لوحة تشكيلية متحركة، وفي سفري رأيت تجارب وأناس كثيرين، وعندما عدت من عدة رحلات بدأت أرتب أولوياتي الفنية".

سأل نصار نفسه "ماذا أريد من الشهرة؟" وفكّر في مواصلة رسالته الوطنية، فأنشأ تجمعاً للفنانين على موقع (فيسبوك) باسم (فنانون بلا حدود) انضم له قرابة 23 ألف مشترك وفنان من كل العالم، هدفهم كسر حصار غزة، ويضيف: "عجزت كثيراً عن السفر لكنني أسست لاحقاً الواحة الدولية للفنون والآداب، وأصبحت رئيس فرع الفنون التشكيلية في العراق وأنا في فلسطين، وواصلت استشاراتي الفنية ودراسة مدارس الفن".

وطرق باباً جديداً في سنواته الأخيرة من خلال أسلوب جديد يجمع بين الخامات والمكونات من حوله في لوحات مدرسة تجريبية، ولكن بابتكارات يعزوها له كفنان.

عجز عن المشاركة في معرض فني في أوكرانيا عام 2014م، فسافرت لوحاته إلى هناك، ولكنها بقيت عالقة في المطار، وعندما أقيم المعرض بدا مكانها خاليًا، وكتبوا تحت موقعها عن مصيرها ما أثار اهتمام الصحافة، ويقول: "وصلت أكاديمية فنية في أوكرانيا للوحات ودرستها، وبعد 6 أشهر منحوني دكتوراه فخرية ووساما يقدم لكبار الشخصيات، وكنت قد قدمت لوحات عن سوريا وفلسطين بخصوص مشاكل الهجرة واللجوء ولوحة سفينة في بحر من الدماء".

كما رسم الفنان نصار عدداً من اللوحات في تجربة خاصة حول فيها الصورة الصحفية إلى لوحات فنية عبّر فيها عن معاناة الفلسطيني اليومية من الاحتلال والحصار.

من نفس القسم الثقافي