دولي
غانتس: نتنياهو لن يتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة
هيمنت العنصرية والتمييز وعدم الاعتراف بشرعية النواب العرب على المعارك الانتخابية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 مارس 2020
أعرب رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس عن قناعته بعدم تمكن بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة بعد الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أنه سيواصل قيادة الحزب حتى إذا كانت هناك جولة رابعة من الانتخابات، وأضاف في حديث أدلى به للإذاعة العبرية العامة، أن حزبه "لن يتعاون مع القائمة العربية المشتركة في أي ائتلاف حكومي إلا أنه سيتعامل مع المجتمع العربي المدني".
وفيما يخص الهجمات الشخصية التي يتعرض لها من نتنياهو وحزب الليكود قال غانتس، إن نتنياهو نفسه مدد سنة أخرى فترة توليه منصب رئيس هيئة أركان الجيش الدفاع بينما كان بمقدور نتنياهو إنهاء توليه المنصب.
بدوره، قال رئيس تحالف حزب "العمل غيشر ميرتس" عمير بيرتس، إنه يتعين على "أزرق أبيض" النظر بجدية في إمكانية تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من قبل حزبي إسرائيل بيتنا والقائمة المشتركة، ونبه إلى أن وجود تعهد من جانب جميع الأحزاب بتفادي جولة رابعة من الانتخابات وعليه يجب بذل كل جهد مستطاع من أجل تشكيل حكومة أقلية، وفق تعبيره.
وجاء عقد هذه الانتخابات بعد أن فشل زعيما أكبر كُتلتين برلمانيتين في الكنيست، بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، اللذان يقفان على رأس الفريقين السياسيين الأكبر من تشكيل حكومة، بما في ذلك حكومة وحدة وطنية.
وبدأ الشلل السياسي في "إسرائيل" ، منذ أن انسحب حزب "يسرائيل بيتنا" من حكومة نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2018 الماضي، بسبب "تنامي الخطاب الديني اليهودي في "إسرائيل"، وضعف" إسرائيل" أمام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة"، على حد قول زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان، وبعد ذلك بخمسة أشهر، حل الكنيست نفسه وتوجه لانتخابات في إبريل/ نيسان 2019، وفاز بأكبر عدد من المقاعد حزب نتنياهو "الليكود"، ولكنه فشل بتشكيل الحكومة.
وبدلا من إعادة كتاب التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي، دفع نتنياهو نحو حل الكنيست المُنتخبة حديثا، والدعوة إلى انتخابات ثانية في سبتمبر/ أيلول 2019، ولكن تلك الانتخابات لم تُسفر عن فائز قادر على تشكيل الحكومة المنشودة، وتبادلت الأحزاب الإسرائيلية الاتهامات وتحميل المسؤولية، عن الوضع الراهن.
وتمهد الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، عملياً بقطع "الخيط" الرفيع الذي يربط بين أطراف معسكر اليمين، تحت قيادة نتنياهو، الذي أجاد، مثله مثل مناحيم بيغن في انتخابات عام 1981، توظيف تصريح معادٍ لليهود الشرقيين أطلقه الفنان الإسرائيلي، دودو طوباز، عندما وصف أنصار "الليكود" من أبناء الشرقيين بأنهم "تشاحتشاحيم" وهو تعبير يمكن أن يقابله بالعربية التعبير المصري "جرابيع"، لكنها في الوقت ذاته ترفع إلى السطح حجم الهوة الهائلة في نظرة اليهود الإشكناز، حتى بعد سبعين عاماً على قيام دولة الاحتلال، والاستعلاء تجاه اليهود الشرقيين، لا سيما إذا أخذنا بالحسبان أن أحد عوامل انهيار حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية، بدأ عملياً منذ 2006 عندما تفوّق الشرقي المغربي الأصول عمير بيرتس على شمعون بيرس، وانهيار الحزب إلى 14 مقعداً. وكان الانهيار الأخير الأكبر في انتخابات إبريل/نيسان الماضية، بعد أن تغلب أفي غباي، الشرقي أيضاً، على يتسحاق هرتسوغ، الذي كان قد تمكّن بقيادة مشتركة مع تسيبي ليفني من أن يعيد حزب العمل إلى المرتبة الثانية من حيث حجم الحزب بحصوله في انتخابات 2015 على 24 مقعداً. وتحوّل اليسار الإسرائيلي غربي الأصول، من دعم الحزب الذي أسس دولة الاحتلال، إلى التحالف الجديد الذي شكّله الجنرال غانتس بشراكة مع اثنين من رؤساء أركان الجيش السابقين، موشيه يعالون وغابي إشكنازي، بما مثّل لليهود من أنصار اليسار الإسرائيلي التقليدي العمالي، عودة إلى أيام العمل تحت قيادة إسحاق رابين ورموز حزب العمل الغربيين أمثال شمعون بيرس وموشيه ديان وغيرهما.