دولي

كورونا يعدّل بوصلة الوساطة المصرية مع فصائل غزة

مخاوف كبيرة لدى الجانب المصري، من عودة الفلسطينيين الذين يسافرون إلى إيران عبرها

 

ذكرت مصادر مصرية خاصة أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة، استعجلوا قيادة حركة "حماس" لإرسال وفد إلى القاهرة، في أسرع وقت، مؤكدة في الوقت ذاته أن الأمر لن يقتصر على الجوانب السياسية فقط، وكشفت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن مصر بصدد الاتفاق على ترتيبات مع "حماس" بشأن التنسيق في استعدادات طبية لمواجهة فيروس كورونا، خشية انتقاله وانتشاره في قطاع غزة، في ظل تراجع الخدمات الطبية والصحية.

 

أوضحت المصادر أن تلك الخطوة تأتي بناء على مطلب من الجانب الإسرائيلي استناداً إلى الوساطة التي تقوم بها القاهرة مع الحركة، إضافة إلى اعتبار أن ذلك يُعد محل اهتمام مشترك نظراً لمجاورة القطاع لمصر عند الحدود الشرقية.

وأضافت المصادر أن القاهرة من المقرر أن تقدّم لأهالي القطاع كافة المساعدات اللازمة في هذا الصدد، مع السماح بإدخال شحنات كبيرة من المستلزمات الطبية والأدوية، ورفع كفاءة المنشآت الطبية في غزة، لافتة إلى أن الأمر بات يمثل هاجساً كبيراً لمصر، خصوصاً في ظل مخاوف من انتقال الفيروس من المواطنين القادمين من الخارج إلى القطاع.

وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف كبيرة لدى الجانب المصري، من عودة عدد من الفلسطينيين الذين يسافرون إلى إيران، ثم يعبرون من مصر إلى غزة. وأشارت إلى أن المسؤولين في جهاز المخابرات طالبوا المسؤولين في "حماس"، باعتبارهم مسؤولين عن إدارة القطاع، بضرورة التشديد على المواطنين بعدم السفر إلى إيران، في ظل تحوّلها إلى أكبر بؤرة لانتشار المرض في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن ذلك التوجيه يأتي في ظل العلاقات القوية بين الحركة وطهران.

وفي ما يتعلق بالمباحثات الخاصة بالتهدئة في قطاع غزة، أكدت المصادر "انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد"، مضيفة أن "الهاجس الطبي بشأن الأوضاع في القطاع في ظل تفشي كورونا وتحوّله لوباء، هو ما يشغل كلاً من مصر وإسرائيل حالياً".

يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الجمعة الماضية، أنها وضعت في الحجر الصحي الذي أقامته في معبر رفح البري، خمسة أشخاص احترازياً، نافية في الوقت ذاته أن تكون قد سُجلت أي حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد في القطاع.

وأكد مدير عام الطب الوقائي في الوزارة، مجدي ضهير، في تصريح له، عدم صحة الأنباء المتداولة حول تسجيل إصابات بفيروس كورونا في القطاع، مشدداً على أن غزة خالية من الفيروس. ولفت إلى أن هناك "حتى الآن خمس حالات في الحجر الصحي الذي أنشأته الوزارة في معبر رفح البري، وهم موجودون للتأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم بالفيروس". وأشار إلى أن إجراءات وزارة الصحة على معبر رفح البري ستشمل العائدين من: الصين واليابان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وإيران وسنغافورة وإيطاليا.

ومنذ أسبوع، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بدء العمل بنظام الحجر الصحي، داخل ميناء رفح البري لفحص العائدين من الصين، والتأكد من سلامتهم من مرض كورونا. ونفت وزارة الصحة بالقطاع ما أثارته وسائل إعلام أجنبية بشأن وجود 17 إصابة بالفيروس في القطاع.

 

تعليق النقاط الإشكالية بانتظار مفاوضات القاهرة

سياسيا"حرب لا يريدها الجميع لكنهم يحومون حولها"، بهذه العبارة استهل مصدر مصري مطلع على مسار مفاوضات الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي، في معرض رده حول المشهد في القطاع، ومفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن "إسرائيل كانت مستعدة لوقف إطلاق النار في اللحظة التي تبلغها فيها القاهرة بنجاح جهود الوساطة"، مضيفاً "حركة الجهاد الإسلامي كالعادة في بادئ الأمر أبدت موافقة على الهدنة ولكنها رفضت تحديد موعد محدد، وأكد مسؤولو الحركة في اتصالاتهم مع الجانب المصري، أنهم عندما سينتهون من ضرباتهم سيبلغون المسؤولين في مصر لإعلان سريان وقف إطلاق النار"، وأوضح المصدر أن "الجانب المصري كان متفهّماً لوجهة نظر قيادة حركة الجهاد والفصائل المسلحة في غزة، لكن الأمر أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، لذلك شهدت الساعات الأخيرة قبل سريان القرار تكثيف الضربات الجوية للطيران الإسرائيلي على أهداف تابعة للحركة، ضمن بنك الأهداف المتوفر لديها".

وأشار المصدر إلى أن "إسرائيل تحاول أخيراً انتهاج أسلوب التفريق، من خلال تحييد حركة حماس ومواقعها عن القصف، بشكل يبدو وكأنه متفق عليه، لإحداث الوقيعة بين حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما تداركته كتائب القسام التي نسّقت مع سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد، وأطلقت دفعات من الصواريخ رداً على القصف الإسرائيلي".

في غضون ذلك، كشف مصدر قيادي في حركة "حماس" أن وفداً من الحركة بصدد التوجّه إلى القاهرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى لعب قطر دوراً ليس بالقليل في مفاوضات التهدئة، موضحاً أن الحركة طالبت الجانب المصري ببنود واضحة تضمن عدم تكرار الخروقات الإسرائيلية، وكان المتحدث العسكري لـ"سرايا القدس" أبو حمزة، قد قال في وقت سابق للهدنة، "كنا قد أعلنا إنهاء ردنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خان يونس ودمشق ولكن العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا... لذلك نعلن أننا قمنا بالرد تأكيداً على معادلة القصف بالقصف، ونقول للعدو لا تختبرنا وسنرسخ معادلة الرد بالرد ولن تخيفنا تهديداتكم". وأوضح أبو حمزة أن "أي فعل مقاوم في أي وقت وأي مكان وتحت أي ظرف أو تعقيد سياسي هو فعل مشروع ويحظى بإسناد شعبي وإجماع مقاوم... ولنا الفخر أن نقدّم دماءنا ليعيش شعبنا وأمتنا بعزة وكرامة". وأكد أن "كل من يراهن على كسر المقاومة من قادة الكيان عبر العدوان والإرهاب سيخسر مستقبله السياسي، وتهديدات قادة الكيان لن تجلب الأمن للمستوطنين".

من نفس القسم دولي