الوطن

تعليمة وزارية تتعلق بالتدريس عن بعد بالجامعات

في حالة تفشي كورونا بالجزائر

 

لجأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى اتخاذ إجراءات استباقية للحد من أي خطر قد يطرأ مستقبلا بسبب فيروس كورونا، إذ أبرقت بتعليمة تطالب فيها المصالح المعنية بضرورة اللجوء إلى غلق أبواب الجامعات في حال انتشار هذا الداء في الجزائر. ويدل الإجراء على وجود مخاوف من الدولة من تفشي الفيروس، خصوصا أن الجامعات تعتبر أرضية خصبة لانتقال الفيروس بالنظر لكونها تحتوي طلابا من جميع أنحاء الجزائر، وكذا غياب النظافة والرقابة الطبية في الإقامات والاحتكاك الكبير بين الطلبة. ودعت الوصاية لتكثيف التواصل مع الطلبة عبر منصات رقمية لمعرفة أي تطورات قد تطرأ في قادم الأيام، ودعت أيضا لضرورة اللجوء نحو التدريس عن بعد.

 

قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتخاذ إجراءات تحضيرية لغلق الجامعات عبر مختلف ولايات الوطن، في حالة تفشي وباء كورونا، عبر تجنيد مديري المؤسسات الجامعية والمعاهد ومختلف المدارس العليا، ومن خلال الأساتذة بوضع برامج ودروس وأعمال تطبيقية عبر النت، من أجل ضمان مواصلة السنة الجامعية في حالة اللجوء إلى قرار غلق الجامعات.

وأبرقت الوزارة عبر مسؤولها الأول تعليمات لرؤساء الندوات الجهوية للجامعات ومديري المؤسسات الجامعية للإسراع في اتخاذ إجراءات وقائية ضد الوباء العالمي "كورونا"، الذي تفشى بشكل رهيب في العالم، وهذا عبر تحسيس الطلبة والأساتذة بهذا الوباء الذي بات يحصد العشرات من الأشخاص.

وجاء في التعليمة التي وقعها، أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، تحت رقم 288 "أنه يمر العالم بوضعية استثنائية جراء التفشي المحتمل للوباء العالمي، ما يحتم علينا اتخاذ مبادرة بيداغوجية من خلال اللجوء إلى إجراءات وقائية لضمان استمرارية التعليم".

ولهذا الغرض، يضيف شيتور، فإن مديري المؤسسات الجامعية ورؤساء المجالس العلمية مدعوون لتحسيس الأساتذة للانخراط في هذه العملية البيداغوجية، كما أن على الطلبة أيضا التكيف مع هذا المسعى المتمثل في وضع على موقع المؤسسة أو على أي سند آخر يمكن تصفحه عن بعد، محتوى دروس يغطي شهرا من التعليم على الأقل، بالإضافة إلى محتوى يعادل شهرا واحدا من الأعمال الموجهة مرفوقة بتصحيحات وجيزة، إضافة إلى الأعمال التطبيقية التي تتماشى مع هذا النمط من التعليم، والأخذ بعين الاعتبار كل التدابير التقنية الضرورية بغية إبقاء الاتصال والعلاقة عن بعد بين الأساتذة والطلاب.

وقال الوزير في تعليمته "إن مبادرة أولية من هذا النوع يجب أن تكون بداية من تاريخ 15 مارس 2020"، مشددا أن تكون الدروس والوسائط البيداغوجية متاحة لكل الطلبة عبر الوطن، ما يمهد الطريق لإحداث اللجان البيداغوجية الوطنية، مشددا على "أهمية التطبيق الصارم لتعليمته".

وأثارت التعليمة بلبلة في قطاع التعليم العالي بعد ساعات قليلة من إصدارها، حيث عبر المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، الدكتور عبد الحفيظ، عن استغرابه من تعليمة الوزير خاصة "أن الجزائر تعد اليوم 00 حالة إصابة بكورونا بعد ترحيل الرعية الإيطالي المصاب، فلماذا هذا التهويل الذي من شأنه إدخال الرعب في الوسط الجامعي".

وقال الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، على صفحته على "الفايس بوك": "رغم أن دولا أخرى تعد مئات الحالات إلا أنها لم تتخذ أي إجراءات احترازية مشابهة، حيث أن دور المسؤول هو طمأنة الرأي العام وليس تخويفه وترهيبه"، متسائلا: "هل هذه التعليمة تعتبر تحضيرا لإجراءات لاحقة تشبه تلك التي تم اتخادها السنة الماضية بنفس التاريخ ؟!".

وتساءل أيضا "هل تشاورت الوزارة الوصية مع وزارة الصحة قبل اللجوء إلى هذا التدبير الاحترازي الخطير ؟! هل تعلم وزارتنا الوصية أنها بهذا الإجراء ستبث الرعب والخوف والهلع في الوسط الجامعي؟!".

من نفس القسم الوطن