دولي
التصعيد في غزة.. عدو مرتبك ومقاومة صلبة!
الانفجار قد يقع في أي لحظة باستهداف من أي طرفٍ كان يقع فيه قتلى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 فيفري 2020
من جديد، قصفٌ إسرائيلي على قطاع غزة، وردود من المقاومة على جرائم الاحتلال عبر قصف المستوطنات الإسرائيلية.. هكذا باتت غزة ليلتها الماضية، وهكذا تعيش نهارها، وسط ترقب شديد من المواطنين.
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أكّد أنّ 34 غارة عدوانية جوية شنتها طائرات الاحتلال الحربية على مواقع مختلفة في قطاع غزة تركزت في رفح وخانيونس وبيت لاهيا، الليلة الماضية، قبل أن تتجدد الغارات في وقت نشر هذا التقرير، وأوضح أنّ عدوان الليلة الماضية أدى لوقوع أربع إصابات بين المواطنين فضلا عن أضرار في المنازل القريبة من أماكن القصف.
المحلل السياسي والمختص بالشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، قال في تصريحات صحفية إنّه ورغم التهديدات التي صدرت عن السياسيين الصهاينة، إلا أن الوضع ليس ذاهباً إلى حرب. هؤلاء يهددون لأن هناك انتخابات، والسياسي لا يستطيع إلا أن يهدد في إطار حالة التصعيد.
ويشير إلى أنّ التهديدات في إطار الحملات الانتخابية تشتد مع التصعيد بين وقتٍ وآخر، ويضيف: "السياسي الصهيوني ليس لديه جواب على أسئلة الإسرائيليين الكثيرة"، وحول آراء الخبراء والمحللين الصهاينة؛ يشير المحلل العواودة إلى أنّ الكثير من المحللين الصهاينة تحدثوا عن خطورة الوضع مع غزة، لكنهم قالوا: بيننا وبين الحرب مسافة طويلة، وذلك لأسباب عدة أهمها الانتخابات، وأنّه لا يوجد هدف يمكن تحقيقه من الحرب، ولا يوجد حكومة قادرة على اتخاذ قرار الحرب أو التهدئة طويلة الأمد، وذلك حتى يحين موعد الانتخابات وتشكيل حكومة قادرة على ذلك.
ويحذر المختص في الشأن الصهيوني أنّه لا يعني عدم وجود حرب أو تهدئة، أنّ الانفجار قد لا يكون، مبيناً أنّ الانفجار قد يقع في أي لحظة؛ إما عمداً أو خطأً، باستهداف من أي طرفٍ كان يقع فيه قتلى، ويستدرك العواودة: "لسنا أمام حرب ولسنا أمام تهدئة طويلة راسخة تحقق ظروفًا جيدة لقطاع غزة، على الأقل إلى أن تنتهي الأزمة السياسية الإسرائيلية، ولكن هذا لا يعني أن يكون هناك حرب؛ بل جولات تصعيد متفرقة ومتقطعة".
هذا وقصفت طائرات حربية إسرائيلية، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء مواقع عسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، بعد أقل من ساعة على إعلان "سرايا القدس"، الذراع العسكرية للحركة، أنها أنهت ردها العسكري على جريمتي الاغتيال شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة والعاصمة السورية دمشق.
وقال شهود عيان ونشطاء إنّ الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف موقع "براق" التابع للسرايا في المحافظة الوسطى بعدد من الصواريخ، وقبل ذلك استهدف دراجة نارية يقودها فلسطيني، ما أدى إلى إصابته بجراح متوسطة، ويعني إعلان "سرايا القدس" وقفاً أحادي الجانب لإطلاق الصواريخ المحلية المستمر على المستوطنات المحيطة بالقطاع ومدينة عسقلان، وقالت السرايا، في بلاغ عسكري مقتضب: "نعد شعبنا وأمتنا بأن نستمر في جهادها ونرد على أي تماد من قبل الاحتلال على أبناء شعبنا وأرضنا".
وخلال الساعات الأخيرة، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية والمروحية مواقع تدريب لحركة "الجهاد" في مناطق مختلفة من القطاع، في موجة قصف أعلن الاحتلال أنها تستهدف المقدرات العسكرية والبنية تحت الأرضية للحركة، وفي الساعات الأخيرة، أعلن الفلسطينيون عن تدخل مصري وأممي لوقف التصعيد وعودة الهدوء إلى قطاع غزة، لكن لم يعلن رسميا نتائج هذه الاتصالات.
حماس: توسيع الاحتلال لعدوانه سيواجه بمقاومة لم يعهدها من قبل
إلى ذلك أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن ما قامت به المقاومة الباسلة من رد على جرائم الاحتلال الصهيوني جاء في إطار إستراتيجية الفهم الموحد لدى فصائلها جميعا أن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحفي: إن الـعـدو الصهيوني يجب أن يدفع ثمن جرائمه وانتهاكاته، وإن مـقـاومـتـنا مشروعة ما استمر الاحتلال والعدوان، وشدد برهوم على أن تهديدات الـعـدو بتوسيع عدوانه، في حال أقدم عليها، ستواجه بمقاومة لم يعهدها من قبل، وعليه أن يتحمل الثمن والنتائج، وأشار إلى أننا "لسنا هواة حروب، ولكننا نقاوم ونكافح دفاعا عن شعبنا ومن أجل حريته وصون كرامته إنهاء الاحتلال".
السرايا: ردنا على القصف الإسرائيلي لتأكيد معادلة القصف بالقصف
في حين أعلن المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، أن السريا ردت على الغارات "الإسرائيلية" التي استهدفت مقاتليها ومواقعها، بعد أن أعلنت عن انتهاء ردها على جريمتي خانيونس ودمشق، وقال أبو حمزة، في تغريدات له على "تويتر": "كنا قد أعلنا إنهاء ردنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خانيونس ودمشق، ولكن العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا، لذلك قمنا بالرد عليه تأكيداً على معادلة القصف بالقصف، ونقول للعدو لا تختبرنا، وسنرسخ معادلة الرد بالرد، ولن تخيفنا تهديداتكم"، وأضاف "أي فعل مقاوم في أي وقت وأي مكان وتحت أي ظرف أو تعقيد سياسي هو فعل مشروع ويحظى بإسناد شعبي وإجماع مقاوم، ولنا الفخر أن نقدم دمائنا ليعيش شعبنا وأمتنا بعزة وكرامة".