دولي

تواصل "الفجر العظيم" في مساجد فلسطين.. والاحتلال يعتدي على المصلين

للشهر الثاني على التوالي

 

للشهر الثاني على التوالي، يشارك آلاف الفلسطينيين في أداء صلاة الفجر الجمعة الماضية في المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي ومعظم المساجد في فلسطين المحتلة، ضمن حملة "الفجر العظيم"، دعماً للأقصى والمقدسات المهددة بالاستيطان والتهويد.

وأدّى نحو ثلاثين ألف مصل صلاة الفجر في مسجد النصر في البلدة القديمة في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين كان عدد مماثل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وعشرات المساجد في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بمدنها وقراها ومخيماتها، وسط أجواء إيمانية ودعوية، تزينت بالمواعظ والابتهالات والذكر، والدروس الدينية.

وفور انتهاء الصلاة وخروج المصلين من معظم المساجد بالضفة، علت الهتافات لفلسطين والأقصى، وردد المصلون التكبير والتهليل والابتهالات الدينية، وككل جمعة، نشط أهل الخير في مختلف المدن والمناطق في توزيع الحلويات والمشروبات الساخنة على المصلين، في أجواء الشتاء الباردة، فيما جاب المتطوعون بسياراتهم أحياء بعض المدن لنقل المصلين إلى المساجد.

وجرى في نابلس بث مباشر عبر شاشات ضخمة للدرس الذي ألقاه الداعية الإسلامي الشهير محمد راتب النابلسي من أحد مساجد العاصمة الأردنية عمّان، حيث بدأ كلامه بتوجيه التحية لفلسطين وشعبها، قائلا: "إن تلك الأرض كانت وستبقى أرض البطولات والتضحيات والانتصارات"، وخصّ بالذكر مسجد النصر ومساجد مدينة نابلس، "بأهلها الكرماء والتي أعتز بها"، كما قال، "فبينها وبين دمشق وعمان نسب كبير.. كيف لا، وهذه أرض الشام المباركة حول المسجد الأقصى التي بارك الله بها وخصها بأهل الرباط والخير".

وأكد النابلسي أن "صلاة الفجر بهذه الأعداد الكبيرة وسام شرف ودليل على الأصالة والهمة العالية التي يتميز بها الحاضرون".

وقال الفلسطيني أحمد عواد لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الآلاف التي وحدتها عباداتها ومساجدها، تركت الفراش وخرجت من بيوتها تلبيةً لنداء الله عز وجل تجدد العهد مع الله سبحانه ولتحصل على الأجر والثواب الكبير، وأيضاً لتكسب رضاه سبحانه في رمزية تضامنها مع المرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك"، وتابع: "التميز المذهل في ساحات مسجد النصر وامتداداته في نابلس، كان مع العلامة النابلسي، الذي حيا الشعب الفلسطيني على أرض الرباط، ما كان له أثر كبير في نفوس المصلين".

أما نزيه ناصر، من بلدة جبع، جنوب جنين، شمال الضفة، فأكد أن مسجد بلدتهم الكبير غصّ بالمصلين في أول جمعة تنظم فيها حملة "الفجر العظيم"، ما يدلل على مدى الإيمان الكامن في نفوس الناس، واستعدادهم لتلبية كل دعوة مخلصة لله، وكذلك حبا في القدس والمقدسات، وتابع: "سيأتي اليوم الذي تخرج هذه الألوف زحفا نحو الأقصى للدفاع عنه، والصلاة فيه بعد تحريره، وما ذلك على الله بعزيز".

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان لـ"العربي الجديد"، إن "صلوات الفجر العظيم في الأقصى والإبراهيمي ومساجد فلسطين تشحذ الهمم وتعيد للمساجد دورها"، وتابع: "بدأ الشباب بمرابطي الأقصى وحماة الإبراهيمي، واليوم الكل ترنو أعينهم لهم بكل تقدير وفخر ومحاكاة"، مشيرا إلى أن مشاركة الداعية النابلسي بالفجر العظيم بنابلس إبداع في تحشيد طاقات الأمة للقدس وفلسطين"، وتابع بقوله: "الأقصى ومساجد فلسطين تتوق لكل من يمهر القدس وفلسطين بالدم وسنوات عمره، لذا أؤكد أن صلوات الفجر العظيم فرحة للمؤمنين وغصة للمحتلين".

أما في المسجد الإبراهيمي في الخليل، فقد تحدى المصلون إجراءات ومضايقات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمثلت في إجبارهم على المرور من البوابات الحديدية والتفتيش والتدقيق في هوياتهم، ليصلوا بالآلاف إلى المسجد، الذي امتلأ عن آخره، كما غصت المناطق المحيطة به بالمصلين، الذين افترشوا الأرض وأقاموا الصلاة وسط التكبير والتهليل.

وأكد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة لـ"العربي الجديد"، أن الناس مصرون على التمسك بالحق الفلسطيني وتحدي عنجهية الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، خاصة وهم يشاهدون ما يجري على الأرض من محاولات حثيثة لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المقدسات والمواقع الدينية، وشدد أبو سنينة على أن أهل الخليل يرسلون التحية لكل مساجد فلسطين التي تضامنت معهم، وساندتهم، "وهي رسالة أن الشعب الفلسطيني يد واحدة في حماية أقصاه ومسجده الإبراهيمي وكل مقدساته".

من نفس القسم دولي