الوطن

واجعوط يقرر امتصاص غضب "الأساتذة" بلقاءات ثنائية مع النقابات

استدعاها للحوار بداية من الأسبوع القادم

 

كشفت جهات مسؤولة عن استدعاء وزارة التربية الوطنية نقابات التربية المعتمدة للقاءات ثنائية مع المسؤول الأول لقطاع التربية الوطنية، بداية من الأسبوع القادم، وهذا في محاولة لتدارك التأخر الفادح في فتح الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، ما أجج الوضع أكثر في القطاع، في ظل الصمت الممنهج تجاه إضراب أساتذة الابتدائي، وما قابلته احتجاجاتهم، أول أمس، من قمع وإهانة، ما أدى بنقابات عدة لإصدار بيانات تنديد وتهديد بالانضمام إلى إضراباتهم.

وجراء ما يعرفه قطاع التربية من غليان شديد أججه مخطط الحكومة الذي تجاهل ملفات الأسرة التربوية بجميع أسلاكها، بالإضافة إلى تماطل وزارة التربية الوطنية في إطلاق حوار جاد للشروع في تجسيد الالتزام الذي قطعه رئيس الجمهورية للنهوض بالمدرسة الجزائرية والرفع من مكانة المربي، بغية تحقيق التحول إلى مجتمع المعرفة الذي تتطلبه الجزائر الجديدة، عمد أخيرا وزير القطاع إلى برمجة اللقاءات الثانية التي كان قد وعد بها منذ أزيد من شهر، في محاولة لامتصاص الغضب العمالي والنقابي، مع عزم اتحاد "الأنباف" على الدخول في يوم احتجاجي يوم 26 فيفري، إضافة إلى تحرك العمال المهنيين ومساعدي ومشرفي التربية في احتجاجات وإضرابات خلال بداية الأسبوع القادم واستمرار إضراب الابتدائيات.

وبناء على رزنامة وزارة التربية، فإنه ينتظر أن يلتقي الوزير واجعوط، بتاريخ 24 فيفري الجاري، اتحاد عمال التربية "الأنباف"، على أن يلتقي النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين "الستاف" بتاريخ 27 فيفري الجاري بداية من التاسعة صباحا، ولقاء ثان في الظهيرة مع النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" على الساعة 14 زوالا، على أن تتم برمجة لقاءات أخرى على غرار لقاء مع نقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا" بتاريخ 2 مارس القادم والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي بتاريخ 3 مارس.

 

"الأنباف": الوزير ليس لديه نية لتلبية مطالبنا ومتمسكون باحتجاجاتنا

صرح رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف"، الصادق دزيري، أن وزارة التربية الوطنية وجهت لهم دعوة لحضور لقاء ثنائي مشترك، بتاريخ 24 فيفري الجاري، قائلا "إن اللقاء لا علاقة له بالإشعار الذي تقدمت به النقابة بخصوص اليوم الاحتجاجي المبرمج بتاريخ 26 فيفري.

وأكد زيري أنه أكيد سيتم طرح الاحتجاج على الوزير، رغم أن غالبية المطالب المرفوعة تتعداه، وأنه ينتظر من الاجتماع الكثير لإنهاء إشكالية المطالب العالقة عبر إيصالها من قبل المسؤول الأول للقطاع ونقل صوتهم للسلطات العليا للبلاد لإنقاذ قطاع التربية مما يعانيه.

وتمسك رئيس اتحاد "الأنباف" بقرار اليوم الاحتجاجي تنديدا بالصمت المنتهج تجاه ما يحصل بقطاع التربية، في ظل تصعيد الاحتجاجات والإضرابات، على غرار إضراب أساتذة التعليم الابتدائي الذي تمارس ضده الوصاية "الصمت". واعتبر دزيري أن هذا الصمت لن يفيد في شيء ومن شأنه تعفين الوضع.

وقرر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" الدخول في سلسلة من الاحتجاجات تدشن بالتوقف عن العمل، مع تنظيم تجمع أمام وزارة التربية الوطنية بالجزائر العاصمة، يكون متبوعا بمسيرة وطنية، وذلك يوم الأربعاء 26 فيفري 2020، على أن يتم التصعيد في حال عدم الاستجابة.

ويحمل ممثل "الأنباف" الحكومة مسؤولية ما آلت إليه أوضاع القطاع، وحذرها من الاستمرار في ممارسة سياسة الأذن الصماء تجاه مطالب الأسرة التربوية التي طال أمدها، داعيا لإصلاح المنظومة التربوية بإشراك أهل القطاع وخبرائه، خاصة في المرحلة الابتدائية، وذلك بإعادة النظر في الهيكلة والتأطير والمناهج والبرامج وإعادة النظر في رواتب ومنح الأساتذة وكل مستخدمي التربية بما يحفظ لهم القدرة الشرائية ويجسد مفهوم استراتيجية القطاع.

ودعا دزيري إلى استرجاع الحق في التقاعد النسبي ودون شرط السن للأساتذة وكل مستخدمي قطاع التربية، نظرا لمشقة المهام الموكلة، والاستجابة استعجالا لـمطالب أساتذة التعليم الابتدائي المشروعة وإنصاف كل الأسلاك المتضررة من اختلالات القانون الخاص الحالي (النظار، مستشارو التربية، موظفي المصالح الاقتصادية، موظفو التوجيه والإرشاد المدرسي، مساعدو ومشرفو التربية، موظفو المخابر، موظفو التغذية المدرسية)، مع إيجاد حل لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين باعتبارهم أسلاك دعم للمدرسة، وتفعيل ملف طب العمل ومراجعة القوانين الخاصة بالحماية الاجتماعية للمربي بما يحفظ له التكفل والرعاية الصحية مع توفير المناصب المكيفة.

كما يطالب بتمكين المربي من حصص سكنية خاصة على غرار القضاة والحرس البلدي، باعتبار السكن وسيلة عمل ضرورية، والعمل على تحيين منح المناطق ومنحة الأوراس باعتماد الأجر الرئيسي الجديد، وكذا مراجعة تاريخ الخروج والدخول الخاص بالعطلة الصيفية في الجنوب نظرا لخصوصيته المناخية.

من نفس القسم الوطن