دولي

تصاعد المقاومة في الضفة الغربية رفضا لصفقة القرن

حماس ترى أن الشعب أطلق مقاومة شاملة ردًّا على صفقة ترمب التصفوية

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس": إن الرد الشعبي على إعلان خطة التسوية الأمريكية المعروفة إعلاميًّا بـ"صفقة القرن" جاء قويًّا وحاسمًا، وأكدت الحركة على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن المقاومة الشاملة التي أطلقها الشعب الفلسطيني على امتداد مدن الضفة الغربية المحتلة، أثبتت أننا أمام ثورة مستمرة وليس حدثاً عابرًا، وأشار إلى أن "هذه الثورة بددت أوهام الاحتلال والإدارة الأمريكية بإمكانية تمرير صفقة "ترمب التصفوية".

 

حماس على لسان حازم قاسم شددت على أن "شباب الضفة الغربية لن يهدأ طالما ظل الاحتلال والاستيطان، وسيطبق هذا الشباب الثائر قراره بتحريرها".

بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسام بدران: إن ما يجرى في الضفة الغربية من تصاعد أعمال المقاومة هو تعبير عن رفض الشعب الفلسطيني لصفقة القرن، وأضاف يقول أن الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية هي المسار الصحيح للرد على صفقة القرن، مشددًا على أن تفعيل المقاومة والانتفاضة هو الرد الذي يمكن الاعتماد عليه لصد العدوان الصهيوني المستمر على شعبنا.

ووجه القيادي في حماس التحية لمحافظة جنين على ما قدمته من تصدٍّ بطولي أثناء اقتحام قوات الاحتلال للمدينة وهدم منزل الأسير أبو قنبع، كما طالب بدران السلطة الفلسطينية بترجمة مواقفها إلى خطوات عملية على أرض الواقع، مؤكدًا في الوقت نفسه أن حماس تسعى جاهدة لتوحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن.

وأكد أن إيجاد إستراتيجية فلسطينية موحدة هو ضرورة وطنية من أجل مواجهة صفقة القرن، لافتًا إلى أن حماس جاهزة لأي لقاء وطني لمواجهة صفقة القرن، ونبّه القيادي في حماس على أن أجندة اللقاء الوطني المتوقع في غزة يجب أن تتركز على صفقة القرن وسبل مواجهتها، كما أوضح أن زيارات هنية للدول تأتي في إطار تحشيد الجهود الرسمية والشعبية لنصرة القضية الفلسطينية ولمواجهة صفقة القرن.

واختتم بدران كلمته بتوجيه التحية إلى كل القائمين على فعاليات الفجر العظيم، وإلى كل المشاركين فيها؛ "حيث أثبتت هذه الفعاليات على عمق روح التحدي والإيمان لدى جماهير شعبنا"، حسب تعبيره.

ميدانيا استشهد الشاب بدر نضال أحمد نافلة (19 عاما)، من بلدة قفين، شمال طولكرم، شمالي الضفة الغربية، مساء الجمعة الماضية في حين تعرض عشرات الفلسطينيين لإصابات خلال مواجهات شهدتها، خلال ذات اليوم في أماكن متفرقة من الضفة الغربية، أعقبت مسيرات خرجت رفضا لإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطته لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

وقال رئيس بلدية قفين محمود عمار، لـ"العربي الجديد": "إن مواجهات اندلعت، بين الشبان وجيش الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي البلدة، والتي تتواصل منذ نحو أسبوع، لكن جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي والمطاطي، بشكل مباشر باتجاه الشبان، ما أدى لإصابة الشاب بدر برصاصة في الصدر وأخرى في الرقبة، واستشهد بعد وقت قصير خلال عملية نقله للمستشفى"، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب بدر نافلة متأثراً بجروح حرجة للغاية، نتيجة إصابته بالرصاص الحي في الشريان الرئيسي بالرقبة.

وأصيب الشاب نافلة خلال مواجهات قرب جدار الفصل العنصري في بلدة قفين، حسب ما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي أوضح أن الطواقم الطبية تحاول إنعاشه. من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول الشاب إلى مستشفى طولكرم الحكومي في وضع حرج للغاية، موضحة أنه أصيب برصاصة في الرقبة في مواجهات قفين، ما أدى إلى قطع الشريان الرئيسي. وأضافت أن الطواقم الطبية عملت على السيطرة على النزيف، لكن وضع المصاب كان حرجاً للغاية.

وتتواصل المواجهات لليوم الحادي عشر على التوالي رفضا لخطة الإملاءات الأميركية، بينما اندلعت مواجهات أخرى في بلدة عزون، شرقي قلقيلية شمالي الضفة، عقب تشييع جثمان الشهيد طارق بدوان، أحد عناصر الشرطة الفلسطينية، الذي قضى برصاص الاحتلال.

وقال الناشط حسن شبيطة من بلدة عزون، وهي مسقط رأس الشهيد بدوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مواجهات اندلعت على المدخل الشمالي لعزون، بعد تشييع جثمان الشهيد، ما أوقع عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع"، وقال شبيطة إن نحو 15 ألفا شاركوا بتشييع جثمان الشهيد، انطلاقا من مستشفى درويش نزال الحكومي في مدينة قلقيلية، بعد وصول جثمانه من مستشفى النجاح في مدينة نابلس، وصولا إلى عزون مسقط رأسه. كما أقيمت للشهيد جنازة عسكرية من قبل الشرطة الفلسطينية وأطلقت 21 طلقة بالهواء تحية لروحه.

وفي 28 يناير/ كانون الآخِر الماضي، أعلن ترمب خلال مؤتمر بواشنطن الخطوط العريضة للصفقة المزعومة (صفقة القرن)، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، في حين رفضتها السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة، وتتضمن الخطة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة "عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل".

من نفس القسم دولي