دولي
والد الشهيد طارق بدوان: قتل نجلي رسالة بأن السلطة الفلسطينية بدائرة الاستهداف
لا يعتبر أول ولا آخر شهيد في معركة التحرر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 فيفري 2020
بين جموع النسوة اللواتي تحلقن حولها، جلست رشا العمري، ابنة الـ22 ربيعاً، وهي تضم إلى صدرها طفليها، بعد أن فقدت زوجها الشهيد طارق بدوان، أحد عناصر جهاز الشرطة الفلسطينية الخاصة، خلال تأديته عمله في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الخميس الماضي وقالت العمري لـ"العربي الجديد" "ارتبط بطارق، وهو من مواليد عام 1995، قبل خمس سنوات، وأنجبت منه طفلاً وطفلة، واليوم أنا حامل بطفلي الثالث، الذي سيرى النور قريباً، لكن الفرحة به ستكون منقوصة لغياب والده"، ولا تملك العمري هوية فلسطينية، إذ تعيش في الأردن، وكان الشهيد يسافر إليها في فترات إجازته، وقد حضرت إلى بلدة عزون شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية مسقط رأس زوجها، لوداعه بعد تنسيق قامت به السلطة الفلسطينية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على أن تغادر بعد انتهاء العزاء.
لؤي بدوان، والد الشهيد طارق، الذي كان يعمل بدوره في جهاز الشرطة الفلسطينية الخاصة وانتقل مؤخراً إلى جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، بعد أن تمت إحالته إلى التقاعد القسري من قبل السلطة الفلسطينية قبل نحو عامين، أكد بحرقة لـ"العربي الجديد" أن "هذه الجريمة ليست غريبة على هذا الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف الكل الفلسطيني، فطارق ليس أول ولا آخر شهيد في معركة التحرر، وأنا أقدمه اليوم فداءً لفلسطين والقدس"، وعن حقيقة قتله وهو داخل المقر الأمني، أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت قتله من خلال قناص، خلال قيامها بهدم منزل الأسير أحمد قمبع في جنين شمال الضفة، وقال: "كان الأمر مقصوداً، فقد كان طارق يقف على بوابة المقر الخاص بالشرطة مع زملائه، والاحتلال قتله وكأنه يقول لهم يمنع عليكم الخروج، انشغلوا بطارق ولا تهتموا بما يجري في الخارج".
وبخصوص الرد الذي يتوقعه من السلطة الفلسطينية إثر قتل أحد عناصرها، قال بدوان: "ماذا يمكن أن تفعل السلطة؟ هذه أولى نتائج صفقة القرن، وهذه مقدمة للانفلات الإسرائيلي بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكأنهم يريدون أن يوصلوا للسلطة رسالة أنه لا توجد خطوط حمراء".
ومضى قائلاً: "التصدي لجرائم الاحتلال يحتاج إلى مواقف حاسمة ليس من السلطة الفلسطينية وحدها، بل من المجتمع الدولي، فإسرائيل ماضية في القضاء على كل ما هو فلسطيني دون رادع".
وتظهر نتائج التشريح لجثمان الشهيد بدوان، التي حصل عليها "العربي الجديد"، ولم تنشر بعد رسمياً، أن بدوان أصيب بذخيرة متفجرة، في الجزء العلوي من ظهره، وأدت إلى تهتك كامل أحشاء جسده الداخلية، بعد أن انتشرت الشظايا فيه، كما أنها أصابت العمود الفقري بأضرار بالغة، وخلال دقائق من إصابته، كان الشهيد بدوان قد فقد كميات كبيرة من دمه، وتم إعطاؤه 33 وحدة دم، لكنها لم تفلح في إنقاذ حياته، فيما يؤكد والد الشهيد بدوان قائلاً: "ننتظر مصادقة الجهات المختصة على تقرير التشريح، سنرفع قضية على الاحتلال، وسنوصلها إلى المحافل الدولية".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نقلت عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى قولها: "إنه على الرغم من جريمة قتل أحد عناصر الأمن الفلسطيني بدم بارد في جنين، على يد جيش الاحتلال، إلا أن التنسيق الأمني لم يتضرر".