الوطن

احتجاجات عارمة ضد تنامي الاعتداءات على الأساتذة بالمدارس

تحذيرات من إهانة العاملين بالقطاع ودعوات لتحرك الأمن لحمايتهم

دقت الأمانة الوطنية للنقابة الوطنية لعمال التربية ناقوس الخطر بخصوص تنامي الاعتداءات ضد عمال التربية، آخرها "الاعتداء السافر على الأستاذة "ح. لامية"، أستاذة بمدرسة "بوجاهم أحسن" بحي رحابيب ولاية ڤالمة، صبيحة أول أمس 04 فيفري 2020، وطالبت بتدخل وزارة التربية لاعتماد بالصرامة والحزم في التعامل مع الاعتداءات المتكررة ضد نساء ورجال التعليم، مشددة أن عمال قطاع التربية خط أحمر. وتزامن هذا مع خروج، أمس، أساتذة التعليم الابتدائي في احتجاجات تنديدا بالاعتداء، مطالبين بتدخل الوزارة لحماية الأساتذة.

واستنكرت النقابة الوطنية لعمال التربية الاعتداء الجسدي والنفسي الذي طال الأستاذة "ح. لامية" من قبل أحد الأولياء وإدخالها المستشفى، واعتبرت "هذا الاعتداء هو اعتداء على كافة أساتذة وعمال قطاع التربية، وأن هذا الفعل المشين لا يندرج إلا في خانة الهبوط الحاد في أخلاق من اقترفه".

وأضافت النقابة، في بيان لها وقعه الأمين العام الوطني، عبد الكريم بوجناح، "إن الاعتداء على الأستاذة إهانة للمدرسة والعاملين تحت سقفها"، مسلطا الضوء على مقولة "قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا"، معتبرا أن الكثير من الناس بالأمس كانوا يرددون قولا وفعلا، وهذا البيت الشعري الذي كتب لتعظيم مكانة المعلم والمدرسة ومع مرور الوقت أسقط المجتمع هالة التقديس والاحترام عن المدرسة والفاعلين تحت سقفها، ولم يعد للأستاذ حق التبجيل والاحترام بل أصبح محلا للضرب والاعتداء.

واستنكر البيان ما لحق بالأساتذة، مؤكدا أنه لطالما حذرت النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" من مغبة دخول المدرسة الجزائرية في دوامة العنف الذي لا شك سيعيق مسيرتها العلمية والبيداغوجية ومساهمتها في بناء الوطن.

 

"الأسنتيو" تطالب برد الاعتبار لأساتذة وعمال القطاع

وطالبت نقابة "الأسنتيو" وزارة التربية الوطنية باتخاذ كافة التدابير القانونية الكفيلة لرد الاعتبار لأساتذة وعمال القطاع، وجبر كرامتهم ومنع تكرار مثل هذه الحوادث وتوفير الأمن داخل الحرم المدرسي.

وأهابت نقابة "الأسنتيو" بكافة الأساتذة التضامن مع زميلتهم بكل الطرق السلمية وانتظار ما ستقوم به إدارة مديرية التربية لڤالمة من إجراءات ردعية وتحديد الموقف المناسب، داعية إلى عقد جمعيات عامة للفروع النقابية على مستوى كل المؤسسات التربوية لولاية ڤالمة مؤازرة للأستاذة.

وخرج أمس أساتذة التعليم الابتدائي في احتجاجات بعدة ولايات، خاصة بالمدية وميلة، إضافة إلى ولاية ڤالمة، حيث نظم الأساتذة مسيرة في اتجاه مديرية التربية لاتخاذ موقف حيال الحادثة التي وصفت بالخطيرة.

وردد المحتجون شعارات منها "كرامة الأستاذ خط أحمر، صامدون صامدون، صامدون صامدون للتعسف واقفون للكرامة حافظون"، ونددوا بما حصل بإحدى ابتدائيات الولاية في ظل محاولة مسؤولي المدرسة التكتم على الحادثة وترويج إشاعات بأن الأستاذة سقطت لوحدها.

من جهتها، أصدرت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي بيانا اعتبرت فيه أن ظاهرة الاعتداء على الأستاذة دون وازغ من ضمير ودون احترام للمؤسسة وحرمتها، يتطلب جميعا أساتذة وأولياء ومسؤولين الوقوف سدا منيعا في وجه هذه الظاهرة على مجتمعنا ومؤسساتنا التربوية، وأضافت "إن الاعتداء الذي تم في إحدى ابتدائيات ولاية ڤالمة هو نفس الاعتداء الذي يحدث في كثير من مدارس الجزائر"، مستنكرة هذا الاعتداء الآثم على الأستاذة "حومة لامية" من طرف أحد الأولياء وإدخالها المستشفى. ودعت وزارة التربية والسلطات الأمنية لحماية الأساتذة في جميع المؤسسات التربوية من ظاهرة العنف والعمل على اقتلاعها بفرض عقوبات صارمة على كل من تسول له نفسه المس بأي أستاذ أو أستاذة في سلك التربية والتعليم، وأكدت من جهتها نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" على تضامنها مع الأساتذة وقررت تجنيد الأساتذة لاتخاذ موقف، ودعت وزارة التربية لقمع مثل هذه الاعتداءات.

من نفس القسم الوطن