الوطن
الإهمال يصل المساجد !!
تحولت مداخل بعضها إلى مكان لرمي القمامة فيما تشهد بيوت الوضوء حالة كارثية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 فيفري 2020
تعاني العديد من المساجد عبر الوطن من إهمال واضح، فزيادة على تلك التي لم يكتمل بناؤها رغم مرور أكثر من عشرين سنة على بدء المشروع، هناك مساجد أخرى تحولت واجهاتها ومداخلها إلى أماكن لرمي القمامة دون الحديث عن وضعية بيوت الوضوء والأماكن المخصصة لوضع الأحذية، في ظل تنصل وزارة الشؤون الدينية من المسؤولية وحديث قيمي المساجد عن غياب إمكانيات وظروف اجتماعية ومهنية أصبحت لا تساعدهم على القيام بمهمتهم في صيانة وتنظيف المساجد على أكمل وجه.
تعاني أغلب المساجد في العاصمة وباقي ولايات الوطن من عدم اكتمال بنائها ومن ظاهرة السرقة وانعدام النظافة، ووضعية كارثية، وهو ما بات يمس قدسية هذه الأماكن في ظل تنصل وزارة الشؤون الدينية من مسؤوليتها وتحجج الأئمة وقيمي المساجد بالأجور الزهيدة والأوضاع المهنية والاجتماعية للتقصير في مهمتهم.
-
مساجد تستقبل المصلين على الإسمنت
تعد المساجد في الجزائر من أطول مشاريع البناء استغراقا للوقت، لدرجة أن بعضها استغرق 20 سنة، بسبب اعتمادها الكلي على تبرعات المواطنين، حيث تكتفي الوزارة بتسهيل الإجراءات الإدارية وتعيين الإمام، وهذا ما جعل الكثير من بيوت الله تستقبل المصلين على الإسمنت دون نوافذ ولا تدفئة في عز الشتاء، ومنها التي تفتقر حتى للمراحيض وبيت الوضوء، فالمساجد هي المؤسسات الوحيدة التي زهدت فيها الدولة وتركت مسؤولية بنائها وتعميرها وحتى تسييرها للمحسنين، بداية من تأمين قطعة أرض إلى البحث عن إمام، وهذا ما جعل البعض يتهم وزارة الشؤون الدينية بالتسول من المواطنين لبناء المساجد التي تبقى من أكثر المؤسسات تأثيرا في المجتمع.
من جانب آخر، تعاني بعض الأحياء عدم وجود مساجد من أساسه، فالعديد من المواطنين المرحلين إلى أحياء سكنية جديدة في مختلف ولايات الوطن يعانون من افتقار أحيائهم إلى مساجد، ما يضطرهم إلى قطع مسافة طويلة للصلاة، ومنهم من أطلق مشاريع بناء مصليات ومساجد جديدة لكن مشكل غياب أراضي البناء وجفاف مصادر التمويل حال دون ذلك.
-
بيوت وضوء كارثية ودورات مياه "قذرة" داخل المساجد
من جانب آخر، فإنه حتى المساجد المكتملة البناء تعاني واقعا مرا بسبب إصرار القائمين عليها على الإهمال واللاّمبالاة. فوضعية بيوت الوضوء كارثية وكذلك الشأن بالنسبة للمراحيض ودروات المياه وحتى الزرابي.
أمّا الأماكن التي توضع فيها الأحذية فحدث ولا حرج، وكذلك الأمر بالنسبة لساحات المساجد التي تراكمت في الكثير منها الأوساخ والنفايات، حيث لا يجد بعض المصلين حرجا في رمي مخلفاتهم داخل ساحات المساجد.
ويحمل قيمو المساجد وضعية الكثير منها لتنصل وزارة الشؤون الدينية من المسؤولية، حيث يشير هؤلاء أنهم لا يملكون لا إمكانيات مادية من أجل تسيير أمثل للمساجد، ويتحدث هؤلاء عن ظروف مادية واجتماعية صعبة يعيشونها بأجور لا تتجاوز الـ 24 ألف دينار كحد أقصى، محملين المسؤولية لإدارات الشؤون الدينيّة.
-
الأوساخ والقاذورات تصل أبواب بيوت الله
هذا ويتحمل المواطنون جزءا من المسؤولية خاصة بالنظر للفضلات التي بات العديد منهم لا يرون حرجا في رميها على أبواب المساجد، فالعديد من المساجد في العاصمة تحولت واجهاتها إلى مكان لرمي القمامة، وهو ما جعل الجمعيات المختصة في حماية البيئة تتحرك وتندد بالوضع الكارثي، في حين تكلم الأئمة وقاموا بالعديد من الحملات التحسيسية لحث المواطنين على إبقاء بيوت الله نظيفة، غير أن ذلك لم يكن كافيا بدليل بقاء الوضعية كما هي على مستوى العديد من المساجد.