دولي
"أونروا" قلقة من تصاعد العنف جرّاء "صفقة القرن": حق العودة مكفول بالقانون
تقدم خدمات لـ 5.6 ملايين لاجئ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 فيفري 2020
عبرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن قلقها من أن تؤدي خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن" إلى مزيد من العنف، وقالت إن لديها إجراءات طوارئ لتعزيز الحماية والمساعدة في الأراضي المحتلة.
قال رئيس الأونروا كريستيان سوندرز لدى سؤاله عن "صفقة القرن" التي لن تسمح بحق العودة، إن هذا الحق "مكفول بموجب القانون الدولي والعديد من قرارات الجمعية العامة".
وأضاف في إفادة صحافية في جنيف نقلتها عنه "رويترز": "لدينا بالقطع بواعث قلق كبيرة من أن تؤدي "صفقة القرن" إلى تصاعد الاشتباكات والعنف... يتطلع اللاجئون الفلسطينيون إلينا أيضا لطمأنتهم في أوقات كهذه عندما تتعرض حقوقهم وسلامتهم للخطر". وتقدم الأونروا خدمات حيوية إلى 5.6 ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة. وناشدت الوكالة الجهات المانحة اليوم الجمعة بتقديم 1.4 مليار دولار هذا العام، والتي تشمل المعونة الإنسانية المنقذة للحياة والمشروعات ذات الأولوية.
ويأتي عرض أولويات الوكالة لعام 2020 ومتطلباتها المالية في أعقاب تمديد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا لمهام ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية ولغاية يونيو/حزيران 2023.
وقال ساوندرز: "إن الدعم الهائل الذي حصلت عليه الأونروا من الجمعية العامة في ديسمبر/ كانون الأول من العام المنصرم كان بمثابة تأكيد ساحق للوكالة ولولايتنا"، مضيفا "نحن الآن بحاجة من مانحينا وشركائنا أن يعملوا على مواءمة هذا الدعم بالتمويل اللازم من أجل السماح لنا بتوفير لاجئي فلسطين بالحماية وبتلك الخدمات الحرجة التي تعد حقا أساسيا من حقوق الإنسان. وفي المقابل، فإننا نلتزم بالتمسك بالقيم والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وبضمان أن كل فلس نحصل عليه من الأموال العامة يتم استخدامه بحصافة وبشكل مناسب وفعال".
وفي عام 2020، سيظل لاجئو فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسورية، يواجهون مجموعة من تحديات هائلة على صعيد التنمية البشرية والحماية. ومن بين تلك التحديات، وجود الاحتلال بالضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وحصار غزة والنزاع المستمر في سورية والأزمة المستمرة في لبنان والاحتياجات المتزايدة في الأردن؛ وجميعها تحديات لا تزال تؤثر بشكل دراماتيكي على حياة لاجئي فلسطين.
وأوضح ساوندرز: "إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين، فإننا الوكالة الوحيدة القادرة على تقديم شكل الخدمات الضرورية التي يستحقها لاجئو فلسطين. وإنني أناشد مانحينا وشركاءنا بتواضع شديد أن يدعموا الوكالة بقوة هذا العام؛ إن استثماركم لهو في المكان الصحيح، وهو استثمار في شعب مأزوم يستحق دعمكم المستمر مثلما هو استثمار في استقرار المنطقة".
-
إصابات باعتداء الاحتلال على تظاهرات رافضة لـ"صفقة القرن" في الضفة
ميدانيا أصيب متظاهرون فلسطينيون، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات وتظاهرات سلمية انطلقت برغم الأجواء الماطرة والباردة في عدة محافظات من الضفة الغربية، رفضا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، فيما وصفها خطيب المسجد الأقصى بـ"الفاشلة والخاسرة".
وقمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية في قرية عاطوف في الأغوار الشمالية الفلسطينية، شرقي الضفة الغربية، خرجت ضد إعلان الاحتلال نيته ضم مناطق الأغوار، ما أوقع عدة إصابات بالاختناق الشديد والرضوض، وأفاد مسعفون لـ"العربي الجديد"، بأن الطواقم الطبية نقلت مصابا إلى مستشفى مدينة طوباس القريبة، شمال شرق الضفة، جراء الاختناق الشديد الذي أصيب به وفقدانه الوعي بعد إطلاق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المسيرة السلمية، مضيفين أن عددا كبيرا من المشاركين تعرضوا للاختناق أيضا، وتمت معالجتهم ميدانيا. إضافة إلى ذلك، أصيب متظاهرون برضوض جسدية بعد اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب المبرح.
وأعلنت لجان المقاومة الشعبية في الأغوار عن تنظيمها فعاليات يومية منددة ورافضة لـ"صفقة القرن"، وإعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها فرض سيطرتها الكاملة على الأغوار وضمها لدولة الاحتلال.
من جهة ثانية، احتجزت قوات الاحتلال على أحد الحواجز العسكرية الموصلة للأغوار، أربع حافلات تضم نحو 200 شاب من الملتقى الفلسطيني للاستكشاف والتصوير، كانوا في طريقهم لجولة سياحية في منطقة الساكوت بالأغوار، وقال مسؤول الملتقى رشيد لفداوي إن جنود الاحتلال أوقفوا الحافلات القادمة من نابلس ورام الله، ودققوا في هويات الركاب ليتم منعهم من مواصلة الطريق.
من جهته، أفاد الناشط في المقاومة الشعبية منذر عميرة لـ"العربي الجديد"، بأنه "حتى لو كانت صفقة القرن أمرا واقعا، فإن الشعب الفلسطيني رفع صوته عاليا ضد هذه الصفقة التي تحاول بشكل جدي مصادرة حق الشعب الفلسطيني، لكن حق شعبنا لن يأتي من خلال المجتمع الدولي ولا من خلال هذا القرار الظالم، بل حقه سيأتي من خلال تعزيز المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية التي يجب أن تتجسد بوحدة الدم الفلسطيني"، وأضاف عميرة: "سنستمر بنضالنا ومقاومتنا من أجل الحرية والتحرير، ويجب أن تكون التحركات بوحدة الشعب الفلسطيني وتطوير المقاومة الشعبية"، مشددا على أن كل جهد يبذل في تحركات الشعب الفلسطيني هو جزء من الرفض لهذه الصفقة المشؤومة.
-
إصابات في مسيرة جدار الفصل العنصري
من جانب آخر، أصيب العشرات من الفلسطينيين، بينهم خمسة بجروح بالرصاص المطاطي، والباقون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت من أمام مسجد قرية بدرس، غرب رام الله، باتجاه منطقة جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالقرية، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بهتافات رافضة للصفقة وداعية لإسقاطها الجمعة الماضية وأكد منسق هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية نعيم مرار، لـ"العربي الجديد"، أن "مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة ضد صفقة القرن، بمشاركة أهالي بدرس والقرى المجاورة، وتوجهت إلى منطقة الجدار، لكن قوات الاحتلال قمعت المشاركين فيها وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، ما أوقع 5 إصابات بجروح بالرصاص المطاطي، والعشرات بحالات اختناق"، موضحا أن جميع الإصابات عولجت ميدانيا، فيما لا تزال المواجهات مستمرة هناك.