الوطن

مراكز التكوين الخاصة تتجه نحو الإفلاس لهذا السبب !!

الإقبال عليها بات للحصول على "الديبلوم" فقط

تتجه العديد من مراكز التكوين الخاصة في تعليم الحرف اليدوية، منها الحلاقة، الطبخ والحلويات وحتى مدارس تعليم اللغات الأجنبية، نحو الإفلاس بسبب منافسة التكنولوجيا من قنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات تعليمية لنشاط هذه المراكز التي باتت تلقي إقبالا من طرف الباحثين عن الشهادات وفقط.

 

تعيش أغلب مدارس التكوين الخاصة بتعليم الحرف اليدوية، منها الخياطة والطبخ والحلويات وحتى الحلاقة ركودا كبيرا بسبب تراجع عدد الراغبين في تعلم هذه الحرف، بعدما وفرت التكنولوجيا لهؤلاء بديلا عن مراكز التكوين وبالمجان، حيث تعرف مواقع التواصل الاجتماعي انتشار مئات قنوات تعليم الطبخ والحلويات والخياطة وحتى الحلاقة ومختلف الحرف اليدوية، حيث تقدم هذه المواقع دروسا تطبيقية موثقة يمكن الرجوع إليها أكثر من مرة، وهو ما جعل أغلب الراغبين في تعلم حرفة جديدة يقبلون على هذه القنوات من أجل اكتساب المهارة والخبرة بدل التوجه لمراكز التكوين الخاصة التي باتت تقدم دورات قصيرة المدى لا تتعدى الثلاثة أيام بأسعار خيالية.

من جانب آخر، فإن نفس الوضع بات ينطبق على مراكز تعليم اللغات الأجنبية، حيث باتت التطبيقات الذكية على الهواتف والتي توفر برامج تعليمية مدروسة بالفيديو والصوت والصورة تزاحم هذه المراكز، حيث أصبح تعلم لغة أجنبية جديدة أسهل مما كان عليه سابقا، حيث يكفي تحميل تطبيق ذكي من متاجر التطبيقات المعروفة ومتابعة البرامج التي تعرضها هذه التطبيقات، حيث تقدم تعليما للغات بالمستويات بدءا من المستوى الأول الموجه للمبتدئين حتى المستوى الأخير الموجه للمتخصصين، وهو ما يوفر المال وحتى الوقت للراغبين في تعلم لغة جديدة.

وفي هذا الصدد، أكد عدد من مسيري مراكز التكوين الخاصة أن نشاطهم تراجع بشكل كبير في السنتين الأخيرتين، حيث أشارت السيدة مريم بن حميد، وهي صاحبة مدرسة لتعليم الحرف اليدوية من طبخ وحلاقة وحلويات ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، في تصريح لـ"الرائد"، أن عدد المقبلين على مركزها تراجع بأزيد من 70 بالمائة، مشيرة أنه في العادة مع اقتراب الدخول الاجتماعي تتضاعف طلبات الانخراط والالتحاق بالمركز، غير أن هذه السنة سجلت طلبات تعد على الأصابع وأغلبها لشباب وشابات يبحثون فقط عن الحصول على الديبلوم من أجل افتتاح مشاريع في المجال وليس التكوين.

واعتبرت بن حميد أن التطورات التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي وما باتت توفره من خصائص تعليمية عبر القنوات المتخصصة أثرت على مراكز التكوين التي تحولت إلى مراكز لمنح الشهادات وحسب، مشيرة أن الأمر لا يتعلق بمدارس تعليم الطبخ والحلويات وإنما يرتبط حتى بتكوينات كان في السابق من المستحيل أن يتعلمها الشخص بمفرده، على غرار مهن الصباغة وتركيب الخزف والبلاط، غير أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي غيرت الكثير من الأمور.

 

من نفس القسم الوطن