الوطن
احتجاجات أساتذة الابتدائي مستمرة وتلويح بالتصعيد أكثر
حذروا من إهانتهم وطالبوا رئيس الجمهورية بجملة من الإجراءات لصالحهم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جانفي 2020
يستمر غضب أساتذة التعليم الابتدائي على خلفية تصريحات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وزحفوا أمس بقوة إلى العاصمة ونظموا اعتصاما حاشدا أمام مقر وزارة التربية الوطنية ملحقة رويسو، رغم الحصار الأمني المرفق للاحتجاج، حيث حذروا من أي إهانة للمعلم الجزائري، موجهين رسائل عدة إلى الرئيس تبون الذي تمت مطالبته بتطبيق وعوده التي أطلقها حول بناء جزائر جديدة، والتي لا تأتي الا من خلال المدرسة الابتدائية، ورفضوا أي شكل من أشكال التقزيم أو اتهامهم بأنهم ماديون.
وتزامن هذا الاحتجاج الوطني مع استمرار إضراب الثلاثة أيام الذي انطلق أول أمس الإثنين، بعد أن رفض الأساتذة العودة إلى مناصبهم، خاصة بعدما التمسوا التهميش والحڤرة بعد خطاب رئيس الجمهورية، وفق ما أدلى به الأساتذة خلال الاعتصام الذي عرف حضورا مكثفا للأساتذة من مختلف ولايات الوطن.
ورد المحتجون على تصريحات الرئيس مرة أخرى بالتأكيد على مواصلة الإضراب والاعتصام، مرددين شعارات "لا خضوع ولا رجوع"، "الأستاذ مخدوع"، "المدرسة الابتدائية أساس التنمية"، "الاستاذ راهو مغبون"، "لا نريد لا نريد برامج بن غبريت".
ورفع الأساتذة، في المقابل، لافتات مكتوب عليها "برنامج فاشل.. تلميذ متعب.. أستاذ مرهق"، "الأستاذ مرفوع قدرا أعربتموه مكسورا قهرا"، "تغيير البرامج والمناهج ضرورة"، "تطبيق المرسوم الرئاسي بأثر رجعي"، "الحق في حرية التعبير والتنظيم" مع ترديدهم شعار "صامدون صامدون".
وجاء في الخطابات العديدة التي صدرت عن ممثلي التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي، خلال الوقفة الاحتجاجية، "إن وقفة اليوم إجابة كافية ووافية ورسالة جد واضحة لمن أردوا إهانة الأستاذة وتطويق حرية التعبير وتقزيم الأستاذ".
كما أكدوا أيضا "أيها الرئيس قبل أن نكون أساتذة فنحن أولياء تلاميذ، فنحن نعلم جيدا مصلحة هؤلاء"، كما قالوا "أيها الرئيس نحن ننتظر منك الجواب، ماذا أنتم عازمون من أجل ضمان تمدرس التلاميذ وضمان تكافؤ الفرص؟"، مستفسرين وزارة التربية عن عدد الأساتذة الذين خرجوا إلى التقاعد النسبي ولم يتم تعويضهم، في ظل أنهم يعانون من حجم ساعي رهيب، بعد أن تم خصم مناصب عدة وتم إلزام الأساتذة بممارسة مهام 4 أساتذة في نفس الوقت، ولهذا طالبوا الرئيس بالتدخل لضمان مدارس الجودة بفتح مناصب كافية، ورفض تحميلهم مسؤولية ضعف المدرسة الجزائرية وعدم التكفل الجيد بالمتمدرسين، كما رفضوا أن تتم إهانتهم.
ودعوا بالمناسبة إلى الكشف عن الإجراءات التي تعتزم الحكومة القيام بها، وما هي السياسات التي تريد الدولة الجزائرية أن تقوم بها للحد من مشكل الاكتظاظ في المدارس، وشددوا على أهمية أن يطرح الموضوع مع أولياء التلاميذ.
كما دعوا السلطات العليا إلى الاهتمام بالمورد البشري لكل عمال القطاع دون استثناء بمن فيهم الأستاذ، كما طالبوا بالتغيير وبالبديل الذي يأتي من المعنيين من كل عمال القطاع، موجهين دعوة إلى أساتذة الثانوي والمتوسط والمقتصدين ومستشاري التربية والحراس إلى توحيد الجهود ومن أجل نزع المدرسة من أيدي الذين لهم سياسات تطعن في جودة التعليم.
ولكي يتم تحقيق الجودة وتحقيق الأهداف، طالبوا أيضا بتضامن وتكاثف عمال جميع القطاعات وحتى الأهالي، لأن القضية هي قضية مجتمع، حسب قولهم، مجددين رفضهم الانتظار، وأكدوا أنهم خرجوا للانتصار وليس للانتظار، ورفضوا أن يهان الأساتذة، مرددين شعارات "صامدون صامدون"، وطالبوا تبون بالجزائر الجديدة التي وعد بها والتي لا تكون إلا بالعودة إلى القاعدة، وهي المدرسة الابتدائية، لهذا أكدوا مواصلة الإضراب والاحتجاجات.
وجدد المضربون أهم انشغالاتهم المتمثلة أساسا في تغيير المناهج والبرامج، بما يحقق جودة التعليم ويخفف المحفظة عن التلميذ، وتوحيد معايير التصنيف، وذلك بتثمين الشهادات العلمية ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، وكذا رفع رواتب أساتذة المدرسة الابتدائية بـ30.000 دج لاستدراك القدرة الشرائية المتدهورة، وعدم إسناد أكثر من ثلاثة أفواج لأساتذة اللغة الفرنسية والحق في الترقية الآلية في الصنف إلى رتبة أستاذ رئيسي كل 5 سنوات ورتبة أستاذ مكون كل 10 سنوات، فضلا عن الحق في استرجاع التقاعد النسبي عبر إدراج مهنة التعليم ضمن قائمة المهن الشاقة.
وينتظر أن ينهي اليوم أساتذة الابتدائي إضراب الثلاثة أيام، على أن يتم تجديد شل المدارس بداية من يوم الإثنين القادم 03 فيفري إلى غاية يوم الأربعاء 05 فيفري، مع تنظيم احتجاجات ولائية خلال اليوم الأول من الإضراب أمام مديريات التربية، مرفوقا باعتصام وطني أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية في اليوم الثاني من الإضراب.