الوطن

نواب بالبرلمان يصطفون مع الأساتذة على حساب الحكومة!!

بشعار أن المربي لا يملك صبر أيوب

تأسف نائب بالمجلس الشعبي الوطني محسوب على كتلة المعارضة من تصريحات رئيس الجمهورية وردة فعله تجاه إضراب أساتذة التعليم الابتدائي، واعتبار أن السلطة مستمرة على خطى النظام السابق بدليل استمرارها في اعتبار الأستاذ رقما يفرغ خزينة الدول، في ظل تقارير مغلوطة حول أسباب اللجوء إلى ممارسته حقه الدستوري في الإضراب.

وجاء هذا في رد للنائب من الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء على تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي قال فيها إن "الحكومة لا تملك خاتم سليمان ولا عصا موسى" لتلبية مطالب الأساتذة المضربين، حيث تم إعلام الرئيس "بأن المربي الجزائري صبر كثيرا وكثيرا، ولكن لا يملك أيضا صبر أيوب !؟".

وأضاف النائب، في نص رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية، أنه "كان الأمل يراود الجميع في توديع السنوات العجاف على المربي، لأن العصابة أتت على الأخضر واليابس، ولكن وبكل صراحة من خلال ندوتكم مع الأسرة الإعلامية اتضح أن نظرتكم للمربي مازالت على حالها، ولم نلمس فيها تغييرا عن سابقيكم، وأتمنى أن أكون مخطئا في قراءتي لإجاباتكم وردودكم، فالمربي يتوق لجزائر جديدة حقيقة لا شعار تلوكه الألسن، بعيدا عن الأساليب والممارسات السابقة، يتوق لعصر وعهد جديدين تثمن فيها جهوده، وتوليه المكانة اللائقة به نفسيا وماديا، لأن الكلام المعسول وحده لا يجدي نفعا، ورغم هذا وذاك يبقى الأمل قائما في عهد جديد وإشراقة جديدة".

وتزامن هذا، وفق ذات الرسالة، في وقت "إن المربي في الجزائر يعيش على أحلام معالجة اختلالات القوانين الأساسية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، فبعد إلغاء قانون 49/90 جاء القانون 315/08 واعتقد المربي أنه سيكون الخلاص لكل مآسيه، ولكن لم ير سوى تحسن طفيف، فعلق آماله مرة أخرى على تعديله، فعدل بالقانون 240/12 وكانت الصدمة بتصنيف من قضوا حياتهم في القطاع في ذيل التصنيف وسميت رتبتهم بالآيلة للزوال، أحيلوا على التقاعد وفي حلقهم ألف غصة وغصة حتى بلغت القلوب الحناجر، كما تضررت أسلاك عدة، ومازال الأمل قائما في معالجة اختلالاته".

وأضاف "إن عقدة معالجة الاختلالات ستبقى تلاحقه على غرار عقدة أوديب، إلى أن يوسّد التراب ما لم تكن هناك إرادة سياسية، فلترفع هذه السلطة التحدي لتدخل التاريخ من بابه الواسع، فالفرصة سانحة لا ينبغي تضييعها".

 

  • تحذيرات من تقارير مغلوطة حول رغبة الأساتذة فقط في الإضرابات

وسلطت الرسالة، في المقابل، الضوء على التقارير المرفوعة إلى ذوي القرار عن حالة المربي، وأكدت أنها "ليست صحيحة وتحمل في طياتها أن رغبته فقط هي الإضرابات، وهذا لا أساس له من الصحة، لأنه يلجأ للإضراب وهو كاره له، ولا تسأل عن حالته النفسية وهو يمارس حقه الدستوري"؟.

واعتبر ذات المصدر "أن الأستاذ يمارس حقه الدستوري لأنه الوسيلة الوحيدة التي يسمع بها صوته ليعبر عن معاناته التي لا يعلمها إلا هو، أو من مارس مهنة التعليم، شخصيا أعرف أستاذا أحيل على التقاعد لم يكفه المعاش فانخرط في عمل لدى الخواص يشتغل مساعدا لبناء بعد طول عمر أنهكته السنون وقلة الجهد، لأن راتبه لا يكفي لإعالة أسرته، وهذه عينة من العينات التي تجسّد المأساة الحقيقية التي يعيشها المربي".

وختمت الرسالة بالتأكيد "إن الدول التي تقدمت كانت نظرتها للمربي بأنه العنصر المنتج الحقيقي بل والأكثر إنتاجا في المجتمع، خلافا لنظرة دولتنا للمربي التي تراه رقما يفرغ خزينة الدولة". وأضافت على لسان ذات النائب "ومنذ أن امتهنا التعليم ونحن نسمع نفس الأسطوانة تتردد، مفادها أن الحكومة لا تملك خاتم سليمان ولا عصا موسى!؟". ونحن نقول: "إن المربي الجزائري صبر كثيرا وكثيرا، ولكن لا يملك أيضا صبر أيوب!؟".

 

من نفس القسم الوطن