دولي
حراك فلسطيني لمواجهة الإعلان الأميركي عن "صفقة القرن"
الموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي هو الرفض القاطع للصفقة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 جانفي 2020
في ظل ما يُتداوَل عن أن الإدارة الأميركية ستُعلن بنود ما تُسمى "صفقة القرن"، الأسبوع الجاري، فإنّ حراكاً فلسطينياً ميدانياً، سواء على الصعيد الشعبي أو الدبلوماسي والسياسي، يجري الإعداد له، للتصدّي للإعلان الأميركي بشأن الصفقة، وقال الناطق باسم حركة "فتح" حسين حمايل، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "تصلنا إشارات عن أن إعلان موعد صفقة القرن هو عبارة عن جسّ نبض، ولن يكون هناك إعلان لأي شيء حقيقي، وسواء أعلنوا أو لا، فإن الموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي هو الرفض القاطع".
تابع حمايل: "ميدانياً، خلال الأيام المقبلة ستكون هناك اجتماعات لقيادة حركة (فتح) واللجنة المركزية للحركة لتناقش هذه الأمور من أجل وضع البرنامج وتعميمه على الأقاليم والمواقع التنظيمية"، لافتاً إلى أن "كل الهيئات التنظيمية الفتحاوية في انعقاد تام في ظل هذه الظروف، على المستويات القيادية لحركة "فتح" والأطر التنظيمية الأخرى، وسيكون هناك برنامج كامل للعمل الميداني والدبلوماسي والسياسي"، وأوضح أنه "سيكون هناك اجتماعات على مستوى القيادة الميدانية للحركة، لأنه سيجري التصعيد في هذا الإطار عبر المقاومة الشعبية، ومن خلال كل المؤسسات التي تعمل على الأرض، وبذات الوقت الدبلوماسية الفلسطينية تعمل بأقصى طاقتها بالتزامن مع العمل الميداني، وكل ما يذكر عن صفقة القرن سيذهب أدراج الرياح".
وشدد المتحدث باسم الحركة على أن الإدارة الأميركية "تسعى إلى تمرير مؤامراتها على الشعب الفلسطيني من خلال الاحتلال الإسرائيلي، وهذه من أحلك المراحل التي تمرّ بها القضية الفلسطينية وأخطرها"، مؤكداً "أن ما يرد في الإعلام عن نية الاحتلال الإسرائيلي ضمّ الأغوار الفلسطينية عبارة عن إطلاق رصاصة الرحمة على كل الاتفاقيات الموقعة مع حكومة الاحتلال".
بدوره، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في تصريح أن "أية محاولة أو صفقة أو إملاء يتنكر لحقيقة أن إسرائيل قوة تحتل دولة فلسطين على حدود 1967 (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة)، سيدخل التاريخ على اعتباره احتيال القرن"، وشدد عريقات على أن "ما قامت به إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اليوم والشراكة الكاملة مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو سيدخل التاريخ على أنه احتيال القرن على القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة لعملية السلام".
من جانبه، اعتبر عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد في تصريح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول ضمّ الأغوار الفلسطينية والمستوطنات وفرض السيادة على القدس ومقدساتها ليست مجرد إعلانات، بل خطوات وإجراءات إسرائيلية فعلية على الأرض، وقال الأحمد: "إن كل هذه الإجراءات الصهيوأميركية تستوجب التحرك على الصعد كافة: محلياً وشعبياً وعربياً ودولياً"، مشيراً إلى أن "دعوة ترامب لطرفي الخلاف في إسرائيل، نتنياهو وزعيم تحالف كاحول لفان بني غانتس، إلى البيت الأبيض الثلاثاء القادم، لإطلاعهما على ما تُسمى صفقة القرن قبيل إعلانها، يريد توحيدهما في ظل الأزمة السياسية الداخلية الإسرائيلية، وقبل إعلان الصفقة ونشر تفاصيلها".
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، فقد شدّد في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، على أنّ القيادة الفلسطينية "ترفض بشكل قاطع صفقة القرن الأميركية، لأنها شطبت حق العودة، وشرعت الاستيطان، وتستهدف حق تقرير المصير"، معتبراً ذلك بأنه "إعلان حرب مفتوحة على الشعب الفلسطيني الذي لن يقبل بهذه المخططات التي تؤدي إلى إنهاء قضيته"، فيما أعلن تنظيم فعاليات جماهيرية شعبية ستبدأ في الـ26 من الشهر الجاري، ما يتطلب مشاركة فاعلة، وأكد أبو يوسف ضرورة إفشال المجتمع الدولي هذه المخططات على قاعدة القانون الدولي الذي ينص على إقامة دولة على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، بينما أكد أن الأراضي الفلسطينية المحتلة "تتعرّض لعدوان من الاحتلال في الأغوار والمناطق المصنفة "ج" لفرض وقائع على الأرض، ما يتطلب توحداً من الجميع، وتفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية للدفاع عن الأرض والتمسك بالثوابت الوطنية، بالرغم من كل التحديات".