الوطن

بنايات أنجزت منذ أقل من 30 سنة مهددة بالانهيار بسبب الإهمال وسوء الصيانة

بوداود يدعو إلى وضع دفاتر صحية وفرض مراقبة دورية للعمارات السكنية

تعرف أغلب الأحياء السكنية بالعاصمة والمدن الكبرى تدهورا كبيرا بسبب سوء تسيير للأجزاء المشتركة، حيث باتت العديد من العمارات مهددة بالانهيار جراء التصدعات التي أصابتها، في حين أن أكبر مشكل يواجه السكان في أغلب الأحياء هو المياه الراكدة في أقبية العمارات والتي باتت تتسبب في هشاشة أسس هذه البناءات التي قد تنهار على ساكنيها.

 

دعا رئيس مجمع خبراء البناء والمهندسين الجزائريين، عبد الحميد بوداود، في تصريح لـ"الرائد"، إلى ضرورة وضع دفتر صحي لكل بناية سواء كانت حديثة النشأة أو قديمة كتلك الموروثة عن الفترة الاستعمارية عن طريق مراقبتها ومعاينتها بشكل دوري كل 3 أو 5 سنوات، قصد الوقوف على مشاكل تصدعاتها أو انهيار أجزائها، معتبرا في الوقت ذاته أن المياه الراكدة بالأقبية أكبر عدو يهدد العمارات، خاصة في حالة امتصاص المياه دون معرفة أصلها الحقيقي لمعالجته.

وبالنسبة لتسيير الأجزاء المشتركة، ومسؤولية الملاك في عملية ترميمها، أوضح بوداود أنه لا توجد قوانين ولا أطر تنظيمية مفعلة، تقنن كيفية تسيير هذه المساحات المشتركة سواء الداخلية أو الخارجية منها، بعد أن قامت الدولة ببيع والتنازل عن كل أملاكها، دون أن تحدد كيفية تنظيم العملية، وهو ما خلق إشكالية تسيير، غير أن ذلك لا يعد عذرا، فعلى السلطات، يضيف ذات المتحدث، إيلاء أهمية لها تجنبا لانهيارها، وهي التي يمكن أن تستغل لفترة طويلة في حالة وضعها في إطار صحي لرعايتها عن طريق إعداد دفتر صحي لكل بناية يمكن مراقبتها بشكل دوري.

واعتبر المتحدث أن المياه الراكدة التي تبقى لفترة طويلة بالأقبية العدو الأكبر لها، خاصة وأن الجهات المعنية التي تتلقى شكوى من طرف السكان، تقوم بامتصاص تلك المياه دون أن تبحث عن مصدر تسربها أو الخلل، ليعود المشكل إلى الواجهة من جديد، وهو ما يؤثر سلبا على البنايات وكيفية استغلالها الذي يتطلب دقة وعناية في التشخيص قبل إطلاق صفقات التهيئة.

وقال بوداود أن هذا الوضع بات يؤثر على المدة العمرية لكل بناية، حيث هناك عمارات يعود إنشاؤها لسنوات التسعينات غير أن سوء تسيير الأجزاء المشتركة وغياب أي عمليات صيانة يجعلها عمارات مهددة بالانهيار، مضيفا أن الصيانة والتهيئة لوحدها كفيلة بتمديد حياة العمارة، حيث يمكن أن تستغل لأكثر من 4 قرون، شأن القصور والمباني المتواجدة بأوروبا التي لا تزال شامخة ومستغلة إلى يومنا رغم قدمها.

 

من نفس القسم الوطن