الوطن

تجاهل واجعوط أساتذة الابتدائي يعفن الوضع وتهديد بإضراب مفتوح

رفضوا حلولا مع النقابات من دون إشراكهم وناشدوا الرئيس التدخل عاجلا

تميز، أمس، إضراب أساتذة الابتدائي في أسبوعه الثاني من الفصل الثاني، بتصاعد نسبة الاستجابة عبر مختلف المدارس الابتدائية، مقارنة بما عرفه الأسبوع الماضي، قبل أن يزحف عدد هائل من المضربين إلى العاصمة للمشاركة في احتجاج أمام مقر وزارة التربية الوطنية ملحقة الرويسو، وعبر المحتجون عن غضبهم تجاه الوزير الجديد الذي لم يسارع إلى استدعائهم فور تنصيبه على رأس القطاع ولجوئه إلى استدعاء نقابات غير تمثيلية، ما تسبب في نكستهم.

وبناء على التنسيقة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي، فإن نسبة الإضراب الوطني في ارتفاع مستمر، بدليل وقفة وزارة التربية التي عرفت التحاق أساتذة مضربين ومنسقين قدموا من مختلف ولايات الوطن، على غرار تيارت، الشلف، تيبازة، خنشلة، سطيف، تيزي وزو، البليدة، بومرداس، عين الدفلى، بجاية وتڤرت، وهذا للتعبير عن سخطهم تجاه غلق أبواب الحوار وتجاهل الوزارة المطالب المرفوعة.

وحسب ما صرحت به التنسيقية على لسان ممثليها ومنسقيها من مختلف ولايات الوطن، فإن الأساتذة عازمون على التصعيد والحضور القوي للاعتصام أمام الوزارة الأسبوع المقبل، وسيكونون بالآلاف رغم التعزيزات الأمنية ورغم العراقيل ورغم المضايقات، لأن الأساتذة واعون، على غرار الفئات الاجتماعية التي تناضل بحقوقها.

ولإيصال صوتهم إلى مسؤولي الوزارة، صعد الأساتذة من شعاراتهم حيث رددوا عدة شعارات جديدة منها "لا خضوع لا رجوع مطالبنا حق مشروع، ادي شهريتي اعطيتي كرامتي، يا للعار يا للعار وزارة بلا قرار، اسمع اسمع يا وزير ثلاث ملايين واش تدير، يا للعار يا للعار وزارة تخشى الحوار، وحدة وحدة نضالية في القضايا المصيرية، برامج تخريبية، برامج صهيونية، عرض وطول كرامتي على طول، يا وزارة عيب اعليك الأستاذ يحاور فيك".

كما تجددت شعارات قديمة منها "صامدون صامدون"، قبل أن يدعو ممثلو التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي من جديد رئيس الجمهورية للتدخل من أجل إيجاد حل نهائي لقضيتهم، والتدخل للنظر في مطالبهم بعد فشل وزارة التربية في عهد الوزير الجديد حتى في فتح حوار للنظر في مطالبهم.

ورفض ممثلو التنسيقية التهميش الصادر من وزارة التربية، وشددوا أن العملاق النائم قد استفاق ولن تذل الوزارة مستقبلا أساتذة الابتدائي، وأكدوا أنهم خرجوا لإسماع صوتهم وهم مستعدون للذهاب بعيد في إضراباتهم واحتجاجاتهم.

ووجه الأساتذة رسالة إلى رئيس الجمهورية، جاء فيها "سيدي الرئيس قلتها وكررتها وفرضتها أن المدرسة الجزائرية مهمشة وأن المناهج لا تحتوي ما ينفع الجزائر، نريد تطبيقا، نريد فعلا ولا نريد كلاما، سيدي الرئيس الأستاذ قد قال كلمته والأستاذ قد مل، لذا يستدعي التدخل العاجل".

وقال الأساتذة أيضا "أستاذ مدرستك التي تعد لك الرجال مهمشة بسياسة فرضت عليه، ندعوك سيدي للنظر لهذا الأستاذ المهمش"، وأكدوا أن "هناك تغليطا بأن المدرسة بخير، من قبل أشباه بعض المسؤولين، مشددين على أهمية تحرك الرئيس ومن خلال الوزير محمد واجعوط للنظر في مطالبهم".

كما قالوا "كنا قد انتظرنا أن تكون أول خرجة لوزير التربية الجديد إلى المدرسة الابتدائية للقاء الأساتذة، لكنه للأسف ذهب لعقد لقاء مع من استثمروا في تهميشنا ومن استثمر في مشاكلنا ومن غيب القاعدة والأستاذ، في إشارة إلى النقابات التي تم انتقادها بشدة باعتبارها فشلت في الدفاع عن المشاكل الحقيقة، حسب ذات الأساتذة الذين أضافوا "لا حلول مع النقابات من دون أساتذة الابتدائي".

ودعا الأساتذة في الأخير وزير التربية للاهتمام بأساتذة الابتدائي، ورفضوا استدعاء النقابات وتجاهلهم، خاصة أن رئيس الجمهورية قد قام باستقبال عدة شخصيات وطنية في حين يتجاهل الوزير واجعوط الأستاذ، مهددين بذلك بإضرابات مفتوحة لإرغامه على فتح أبواب الحوار.

وقال ممثلو التنسيقية الوطنية لأساتذة الابتدائي للجزائر وسط إن وزير التربية على الأقل يطلب حوارا لإيجاد حلول لمعضلة المدرسة الابتدائية، خاصة أنه قبل الانتخابات تمت مطالبتنا بتهدئة الأوضاع عملا بمصلحة الجزائر، وهو ما تم فعله وتم وقف الإضراب طيلة مدة الانتخابات، وتمت الامتحانات التي تم تأجليها وتم انتظار تنصيب الوزير الجديدة، لكن للأسف صمت هذا الأخير سيجعلهم مجبرين على التصعيد، رغم أنه في إطار منح مهلة للوزير من خلال الاكتفاء فقط بإضراب ليوم واحد، على غررا ما سيكون الأسبوع القادم، أي يوم الإثنين.

 

من نفس القسم الوطن