الوطن

الجزائريون يتبعون أنماطا غذائية "قاتلة" ؟!

استهلاك الدهون المشبعة والمواد الضارة تضاعف مقابل تراجع استهلك المواد "البيو"

يتجه النمط الغذائي للجزائريين، في السنوات الأخيرة، من السيئ إلى الأسوأ، فزيادة على نقص الوعي بأهمية عادات الأكل الصحيحة، فإن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعديد من العائلات الجزائرية أثر بدوره على أنماط غذائهم التي لا تتماشى والمعايير العالمية، ما جعل الغذاء السبب الرئيسي في قائمة كبيرة من الأمراض تصيب الجزائريين.

 

وخلال السنوات الأخيرة، أصبح معظم الجزائريين يعتمدون على نمط غذائي غير متنوع وغير منسجم ولا يتماشى والمعايير العالمية التي حددتها منظمات الصحة والتغذية العالمية. والملاحظ أن أغلب الجزائريين يتميزون بعادات سيئة في الأكل، ما يؤثر سلبا على صحتهم على المديين القصير والبعيد، ويهددهم بعدة أمراض مزمنة، مثل السكري والضغط الدموي وأمراض القلب والسمنة. والأخطر أن سوء النمط الغذائي امتد حتى للأطفال، حيث بات هؤلاء يستهلكون أنواعا غير مفيدة لصحتهم ولنموهم، ما جعل معدلات السمنة والأمراض ترتفع عند شريحة الأطفال.

وبحسب المختصين، فإن سوء العادات الغذائية ونمط الأكل بالنسبة للجزائريين تأثر بعدة عوامل، منها تراجع القدرة الشرائية والوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى تغييرات المجتمع خلال العشر سنوات الأخيرة. فدخول المرأة لعالم الشغل جعلها غير قادرة على تحضير طعام صحي لعائلاتها كل يوم، وهو ما يدفع أفراد الأسرة في الكثير من المرات لتناول الطعام خارجا في محلات الأكل السريع.

 

  • حريز: أطنان من السكر والملح يستهلكها الجزائريون تدمر الصحة

وفي هذا الصدد، أكد رئيس فدرالية حماية المستهلك، زكي حريز، في تصريح لـ"الرائد"، أنه من بين أكثر العادات الغذائية سوءا التي انتشرت بين الجزائريين، هو الاستهلاك المفرط للملح والسكر، وهذا في المنتجات المصنعة أو حتى في الوجبات التي تحضر في البيت، مشيرا أن أغلب العائلات الجزائرية باتت تستهلك الملح بشكل مفرط، فيما تُظهر آخر الأرقام أن الفرد الجزائري يستهلك 42 كيلوغراما من السكر في السنة وأزيد من 150 لتر من المشروبات الغذائية المشبعة بالسكريات.

وقال حريز أن نسبة السكر في المشروبات تصل لـ 180 غرام في اللتر بينما تنصح المنظمة العالمية للصحة بألا يزيد معدل الاستهلاك اليومي للسكر عن 25 غ، ما يقارب 10 كلغ سنويا، مضيفا أن مساعي وزارة التجارة للتقليل من الأبيضين لم تحقق نتائج إيجابية لحد الآن بسبب عدم التزام المنتجين، مضيفا أن الملح والسكر يتسببان في أمراض مدمرة للجسم، وهو ما يستدعي استراتيجية وطنية لحث الجزائريين على التقليل منهما في الغذاء.

 

  • الجزائري يراعي "جيبه" في استهلاك الغذاء وليس صحته

من جهته، اعتبر أحد الخبراء الاقتصاديين أن تدهور القدرة الشرائية والظروف الاقتصادية والاجتماعية لشريحة كبيرة من الجزائريين أثرت بدورها على السلوك الاستهلاكي والنمط الغذائي، مضيفا أن أجرة الجزائري باتت لا تسمح له باستهلاك غذاء متوان من خضر وفواكه ولحوم وأسماك، حيث قال أن ارتفاع الأسعار الذي تعرفه الأسواق والذي امتد لأزيد من 6 أشهر ساهم في توجه الجزائريين نحو بدائل غذائية غير صحية وغير متوازنة. وأعطي المتحدث مثالا على ذلك الارتفاع القياسي في أسعار الأسماك والذي باتت الجزائر تسجله على مدار السنة، مشيرا أن أغلب العائلات الجزائرية باتت محرومة من الفوائد الغذائية للأسماك بسبب عدم قدرتها على اقتناء هذه المواد، وقس على ذلك باقي المواد منها اللحوم الحمراء وحاليا حتى اللحوم البيضاء وأنواع عديدة من الخضر وكذا أنواع مهمة من الفواكه تمثل قيمة غذائية مهمة للفرد.

 

  • خبيرة تغذية: 90 بالمائة من الجزائريين يتميزون بعادات أكل غير صحية

من جهتها، أكدت خبيرة التغذية نصرية مداني لـ"الرائد" أن الغذاء الصحي يجب أن يكون متنوعا من حيث الكمية وأيضا في طريقة تحضيره، باحتوائه على جميع العناصر الغذائية المهمة للجسم مثل الكربوهيدرات والفيتامينات والدهون والمعادن، معتبرة أن أكثر من 90 بالمائة من الجزائريين يتميزون بعادات أكل غير صحية وخاطئة، ويتناولون غذاء غير متوازن، ملحة على ضرورة إدخال العناصر الغذائية المفيدة الموجودة في الخصر والفواكه والمواد الطبيعية في الغذاء اليومي، كما دعت إلى العودة للعادات الغذائية التقليدية.

من جانب آخر، قالت الدكتورة مداني أنه حتى طريقة ووضعية الجسم أثناء الأكل والحالة المزاجية تلعب دورا في صحية الأكل، معتبرة أن الأكل المصاحب للتوتر والقلق يتحول إلى أكل غير صحي ويؤدي مع مرور الوقت إلى مشاكل صحية، مؤكدة أنّ هيئة الجلوس مهمة جدا أثناء الأكل، إذ توصي بضرورة مضغ الطعام جيدا مع البلع البطيء، وهذا كله يجب أن يكون في الحسبان لتفادي الإصابة بالأمراض.

 

من نفس القسم الوطن