الوطن

آلاف الإصابات بالعدوى داخل المستشفيات والعيادات الخاصة!

بسبب تجاوزات تخص تعقيم الأدوات الطبية وإهمال معايير النظافة

تعرف العيادات الخاصة وعلى رأسها عيادات طب الأسنان وكذا بعض المستشفيات العمومية ومراكز الصحة الجوارية، تسجيل العديد من التجاوزات فيما يخص تعقيم الأدوات الطبية، وهو ما جعل هذه الأخيرة تتحول إلى بؤر لنقل عدوى الأمراض والفيروسات، حيث تحصى الجمعيات الطبية سنويا آلاف الإصابات بعدوى السيدا والتهاب السحايا والكبد الفيروسي، بسبب إهمال تطبيق أقصى معايير النظافة والوقاية والتعقيم.

 

تشير إحصائيات غير رسمية أن 10 بالمائة من المصابين بعدوى الأمراض الفيروسية، على غرار السيدا والتهاب الكبد الفيروسي وكذا التهاب السحايا، يجهل مصدرها.

وهنا تطرح أسئلة كثيرة، حيث لا يستبعد أن تكون هذه الإصابات ناتجة عن عدوى المستشفيات، مع العلم أن 2 بالمائة من الإصابات مؤكدة مصدرها أدوات طبية ملوّثة وغير معقمة.

وتؤكد هذه الجمعيات أن هناك تقصيرا واضحا فيما يخص السياسة الوقائية في المستشفيات وفي برتوكولات التعقيم المعتمدة في مصالح الجراحة وطب الأسنان ومخابر التحاليل الطبية. فالتعقيم ضد فيروس السيدا مثلا يعتمد على بروتوكول علمي وضعته المنظمة العالمية للصحة، تستخدم فيه مواد خاصة وأجهزة "أوتوكلاف"، وهو جهاز تعقيم يعمل بالضغط البخاري، غير أن الكثير من العيادات الخاصة في الجزائر لا تزال تعمل بأجهزة التعقيم الكهربائي القديم الذي لا يقضي تماما على الفيروس، ما يطرح مخاطر الإصابة بالمرض من المستشفيات، وعبر هذه العيادات.

من جانب آخر، تعتمد أغلب المؤسسات الاستشفائية بالجزائر على مادة "الجافيل" بدل ما يعرف بـ"السيليلوز" في التعقيم، رغم أن هذه المادة لا تقضي على كل أنواع البكتيريا والفيروسات الخطيرة، وقد يشكل استعمالها خطر انتقال عدوى حقيقية للمريض، خاصة ما تعلق بقسم جراحة الأسنان التي تعد من أكثر الأقسام حساسية.

وقد سبق لعمادة الأطباء الجزائريين أن طرحت إشكالية وسائل التعقيم في المستشفيات والعيادات الخاصة، حيث كشفت أن معظم أجهزة التعقيم المستعملة في الجزائر مقلدة أو صينية المنشأ وغير مطابقة للمعايير، مشيرة أن أغلب المستشفيات عموما لا توظف مختصين في التعقيم، بل تسند عملية تعقيم الأدوات إما إلى عمال محترفين أو شبه طبيين، وفي بعض الأحيان تقوم عاملات النظافة بتعقيم الوسائل وغرف الجراحة، فيما يتم نقل النفايات الطبية الخطيرة على متن سيارات الإسعاف في بعض المستشفيات والعيادات متعددة الاختصاصات، ما يجعل المستشفيات ووسائلها وحتى من سيارات الإسعاف مصدرا للعدوى لعشرات الفيروسات الخطيرة.

 

من نفس القسم الوطن