الوطن

وزير التربية الجديد أوجاوت يصنع الجدل قبل توليه المنصب

استياء وانتقادات وتساؤلات حول مدى قدرته على تفكيك ألغام القطاع

استياء كبير خلفه قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتعيين محمد أوجاوت، الذي كان يشغل منصب أستاذ جامعي في الرياضيات، كوزير جديد لوزارة التربية الوطنية خلفا لعبد الحكيم بلعابد، بعد أن كانت كل التوقعات تصب في استقدام رجل من داخل القطاع قبل أن يتفاجأوا بشخص لا "يعرفه" جل القطاع، بما في ذلك النقابات والمهتمون بالشأن التربوي، وغابت المعلومات حوله حتى في الرابط "ڤوڤل" حسب جموع المنتقدين لهذا الرجل، الذي دعت بعض الأطراف لمنحه الفرصة لإثبات كفاءته.

 

أجمع غالبية أساتذة قطاع التربية في القطاع عبر تدخلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن قطاع التربية في غرفة الإنعاش يعاني من عدة أمراض، فهو يحتاج لبروفيسور جراح له الخبرة والكفاءة يؤهلانه لإنقاذه من الموت، مثيرين استفهامات حول مدى كفاءته لوضع حد لمشاكل القطاع الشائكة وأهم نقاط الظل التي تشكل رهانات كبيرة وجب التعامل معها بالجدية اللازمة للنهوض بالقطاع.

وما يثير المخاوف والتساؤلات، حسب الأساتذة، هو مدى قدرة الوافد الجديد على وضع حد لمشاكل القطاع، حيث أكد نقابيون من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أنهم غير مقتنعين بهذا التنصيب الجديد، على اعتبار أنه من الضروري إسناد الوزارة لكفاءة من قطاع التربية.

 

  • تأكيد على أنه ليس رجل المرحلة

واستفهم ياسين بونونة، عن هيئة التدريس بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، على أي أساس تم اختيار وزير التربية الحالي؟ قائلا حسب المعلومات إنه أستاذ الجبر بمعهد تابع لوزارة التعليم العالي، وهل له بحوث ودراسات في مجال التربية والتعليم ؟ مشاكل القطاع لا تحصى ولا تعد، هل يملك الكفاءة الكافية لمواجهتها وفك هذه الألغام التي طال أمدها ودفع أبناؤنا ثمنها الغالي؟ و هل يملك تصورا أو برنامجا للنهوض بقطاع استراتيجي هام بحجم قطاع التربية .

وقال بن نونة على صفحته على "الفايس بوك": "رأيي الشخصي أنه ليس بوزير المرحلة لعدة اعتبارات، بغض النظر عن الشهادة العلمية المتحصل عليها"، مشددا أن قطاع التربية بحاجة إلى مختص في التربية والتعليم ومواصفات معينة لكثرة مشاكل القطاع وتراكمها، وكذلك استراتيجية القطاع باعتباره مستقبل البلاد، وهذا قبل أن يثير مخاوفه من أنه يبقى هذا القطاع حقل تجارب وللغرباء ..؟

ونشر نقابيون عن "السنابست" أن قطاع التربية في الجزائر لا ينجح بوزير تربية يملك شهادة عليا في أرقى الجامعات فقط، بل برجل يحمل مشروع مدرسة متكاملا يسند إلى مجلس متكون من خبراء يكونون بمثابة مستشاري الوزير، بالإضافة إلى جهاز تنفيذي في الوزارة يشمل كفاءات بعيدا عن الولاءات المبنية على المصالح الشخصية الضيقة، فمشاكل التعليم تفاقمت بشكل يصعب على من هو بعيد عن القطاع إيجاد مخارج له في المدى القريب.

هذا فيما يرى البعض أنه لا يمكن لشخص واحد أن يغير والحل في تفعيل المجلس الأعلى للتربية وفتح نقاش عام حول قطاع التربية والخروج برؤية واحدة ونتفق عليها للخروج من أزمة قطاع التربية، على اعتبار أنه حتى ولو جاء شخص من قطاع التربية أمام هذه التجاذبات الأيديولوجية والنقابية فلن يغير شيئا لأن الكارثة أكبر.

 

  • بعض التفاؤل بعد فشل وزراء برواتب خبراء وباحثين في تطوير القطاع

وتم طرح عدة استفهامات حول من هدم القطاع منذ تسعينات القرن الماضي، حيث تم اتهام كل من البروفسور أحمد جبار عالم ومختص في تاريخ الرياضيات، والبروفسور أبو بكر بن بوزيد باحث في الروبوتيك والذكاء الصناعي وعميد جامعة، البروفسور بابا أحمد باحث في الكمياء العضوية عميد جامعة، إضافة إلى البروفسور بن غبريت باحثة في الأنثروبولوجيا ومديرة معهد. وتم التأكيد أن التربية نجحت في الفترات التي تولى وزارتها البروفسور محمد خروبي، والأستاذ صخري.

وأمام هذا، دعا الناشط التربوي كمال نواري لمنح فرصة للوزير الجديد لإثبات قدرته قائلا "إنه متفائل بتعيين الأستاذ الجامعي أجاوت محمد"، وقال "يجب مساعدته وتقديم يد العون له لخدمة المدرسة الجزائرية التي تضررت كثيرا وتنتظره ملفات ثقيلة"، و"إنني متأكد من حلها لكن الأمر يتطلب وقتا لذلك".

تجدر الإشارة أن الناشط التربوي من الأسماء المتداولة من قبل الأسرة التربوية لتولي منصب هام في وزارة التربية على اعتبار أنه ذات خبرة وله معلومات كافة عن خبايا القطاع بيداغوجيا وإداريا.

 

  • 5 ملفات تنتظر الوافد الجديد

من جهته، يرى العابد عقباوي، المهتم بالقطاع، أن خمسة ملفات عاجلة تنتظر وزير التربية الجديد الأستاذ محمد أجاوت بداية بتطهير الوزارة من بقايا بن غبريت وإجراء حركة واسعة وشاملة وجذرية في مدراء التربية، إضافة الى الفصل في ملف الخدمات الاجتماعية مع فتح حوار جدي مع ممثلي الحركات الاحتجاجية لعمال القطاع وكذا النقابات، مع إعادة النظر كليا في إصلاحات بن غبريت.

ومن أبرز النقاط التي تحتاج حلولا مستعجلة وبعضها تحتاج وقتا، هو اختلالات القانون الأساسي لمستخدمي قطاع التربية الوطنية، ما نتج عنه الكثير من الاضطرابات، إضافة إلى وضعية التعليم الابتدائي سواء ما تعلق بالأساتذة والتلاميذ ووضعيات المدارس الابتدائية، المناهج الدراسية وإصلاحاتها التي لم ترق إلى المستوى الذي يخرج القطاع من وضعيته الكارثية بشهادة جميع منتسبي القطاع، إضافة إلى ملفات التقاعد وطب العمل والخدمات الاجتماعات والنقابات.

تجدر الإشارة أن أحمد أجاوت هو رئيس قسم وأستاذ الرياضيات التحليلية بالمدرسة المتعددة التقنيات بالحراش، ورئيس قسم يشهد له بعض طلبته السابقين بالصرامة في العمل والتشديد في التنقيط، وهو من شمال ولاية سطيف (من إحدى قُرى بني ورثيلان ببلدية حمّام ڤرڤور) مهندس دولة، ماجيستر، أستاذ مقياس الجبر - مادة الرياضيات - بالمدرسة الوطنية المُتعدّدة التقنيات بالحراش - الجزائر العاصمة، ورئيس قسم العلوم الأساسية بالمدرسة، أكمل دراسته في جامعة أوروبية.

واستقال منذ أيّام من منصبه الإداري بالمدرسة، معرُوفٌ عليه أنه أستاذٌ صارمٌ جدّاً، مُتديِّنٌ جدّاً ومنظّم في وقته وحياته، كفاءة في مجاله، لا يُحبُّ الفوضى في العمل، لا يُصاحِبُ أبداً طلبته، ومن شدّة صرامته وحِرصه وصُعُوبة امتحاناته، يشتكِي كثيراً منه الطلبة ولا يحضُرون له غالباً دُروسه، وفِي مِقياسِه يدخُل جُلُّ الطلبة للامتحان الاستدراكي.

 

من نفس القسم الوطن