الوطن

توقعات بارتفاع في إنتاج الزيتون وأزمة يد عاملة حادة عبر الولايات المنتجة

مساحات واسعة من الإنتاج تبقى غير مستغلة

من المتوقع أن يشهد الإنتاج الوطني من الزيتون وزيت الزيتون، هذا الموسم، ارتفاعا معتبرا بسبب توفر المناخ المناسب، في الأشهر الأخيرة، لزيادة الإنتاج رغم الحرائق التي سجلت والتي قد تؤثر على المحصول في عدد من المناطق، غير أن الإشكالية الحقيقية التي تطرح حاليا ونحن في موسم جني الزيتون، هو أزمة اليد العاملة التي تتجدد بالعديد من المناطق المعروفة بإنتاج هذه المادة، خاصة في المناطق الجبلية، وهو ما يجعل مساحات واسعة من الإنتاج تبقى غير مستغلة.

 

موازاة مع وجود توقعات بارتفاع حجم إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، يطرح العديد من الفلاحين وعائلات مستغلة لأشجار الزيتون في عدد من الولايات المعروفة بإنتاج هذه المادة، على غرار منطقة القبائل وجيجل وسطيف وعدد من المناطق، أزمة اليد العاملة التي تتجدد كل موسم، ما دفع عائلات بأكملها كبارا وصغارا ورجالا ونساء في هذه المناطق إلى المشاركة في عملية الجني لإنقاذ محصول الزيتون من الضياع، في حين يضطر فلاحون إلى استئجار عمال لجني الزيتون مقابل استفادتهم من نصف المحصول، بينما هناك من أصحاب الأراضي من لا يجدون حتى عمالا لاستئجارهم، وهذا ما يجعل نسبة عالية من محصول الزيتون غير مستغلة وعرضة للضياع، وهو ما يجعل أسعار زيت الزيتون ترتفع كل موسم رغم المحصول الوفير، حيث ارتفعت هذه الأخيرة خلال الثلاث سنوات الماضية بحدود الـ300 بالمائة في عز الموسم، وهو ما يرجعه الفلاحون لأزمة اليد العاملة في الحقول وحتى في المعاصر التي تنتج هذه الزيوت.

للإشارة، فإن شعبة الزيتون تعد حاليا فرعا من الفروع الاستراتيجية التي من شأنها ضمان الأمن الغذائي، لذلك فقد دعا فلاحون وأخصائيون زراعيون وكذا خبراء اقتصاد، في الكثير من المناسبات، إلى اعتماد رؤية في إطار برنامج تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي، ووضع آليات دعم جديدة أخرى ترتكز على الحصول على التجهيزات الخاصة بجني المحاصيل، وتحديث إمكانيات التخزين الفردي والجماعي، والاستفادة من سلسلة التكييف لمجموع المستثمرات، وخلق مستثمرات أخرى جديدة ذات مساحات مختلفة، تكون حسب الظروف المناخية والفلاحية، بالإضافة إلى توفير إمكانية إنجاز مشاريع ذات مبادرة محلية وجماعية بمختلف ولايات الوطن، بشكل يعزز الإنتاج أكثر ويسمح بتوجيه جزء منه للتصدير.

كما يطالب الفلاحون بتدعيم إمكانيات إنتاج البذور وأشجار زيت الزيتون واعتماد التقييس في هذا المجال، وإدماج المزارع النموذجية والشركات ذات المسؤولية المحدودة ضمن الإجراء الخاص بالدعم التقني، والرفع من إنتاج الأشجار وتدعيم الإمكانيات البشرية والدعم التقني ووضع برنامج خاص بالفرع، من خلال الاستغلال المرجعي على مستوى الولايات المنتجة، ووضع لجان مختصة لتذوق زيت الزيتون، ووضع شبكة للتأطير والتكوين على المستوى المحلي، ووضع برنامج خاص لإنتاج أشجار زيت الزيتون، الهدف منه الرفع من المردودية.

 

من نفس القسم الوطن