الوطن
خيارات تبون صائبة وعلينا التوجه إلى حراك علمي وتكنولوجي
الدكتور في العلوم السياسية إدريس عطية لـ" الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2019
يرى الدكتور إدريس عطية الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن الحراك الشعبي تم اختطافه وأن كل الشرفاء خرجوا منه لأنه انحرف عن مساره، وقال لـ" الرائد"، إنه لابد من التوجه إلى "حراك علمي وتكنولوجي وثقافي ومجتمعي من اجل نهضة البلد وتطوير الأمة".
-
عرفت الجزائر تطورات كبيرة وفترة انتقالية مست جميع المجالات أهمها السياسي. ممكن كلمة حول الموضوع؟
الجزائر شهدت حراكا شعبيا كبيرا منذ 22 فبراير 2019، واستمر هذا الحراك لمدة عشرة أشهر ، شهدنا فيها توقيف العهدة الخامسة للرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، وتم من خلالها تحرير العدالة وتحرير الإعلام ، بحيث تم الزج بالعديد من الفاسدين في السجن ومحاسبة العديد من رموز نظام بوتفليقة، وقد كان للمؤسسة العسكرية دورا مهما في مرافقة الحراك السلمي من خلال تجسيدها للمقاربة الديمقراطية في إدارة الحشود من اجل تحقيق انتقال سياسي آمن ومحمود العواقب في كنف الدستور وما يقدمه من حلول، وبذلك تم إلغاء انتخابات أفريل 2019، وتم مرة ثانية إلغاء انتخابات جويلية من نفس السنة، وفي ظل تماسك كل الفاعلين وبمساعدة المؤسسة العسكرية تم بنجاح تنظيم الانتخابات الرئاسية في الثاني عشر من ديسمبر والتي أفرزت عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية بطريقة شرعية وفي كنف المشروعية الكاملة، ومع ذلك لا يزال بقايا من الحراك يتحركون ويتظاهرون، لكن في اعتقادي الحراك الحقيقي قد انتهى عندما أوقف العهدة الخامسة وحرر الجميع وكسر الطابوهات وجز بالعصابة في السجن.
-
كيف ترون مستقبل الحراك الشعبي؟
اليوم كل الشرفاء خرجوا من الحراك الذي تم اختطافه وانحرف به الخاطفون أعطيه لونا حزبيا ثم عرقيا وأخيرا كوميديا، من الحاجة بمكان اليوم تحويل هذا الحراك إلى حراك علمي وتكنولوجي وثقافي ومجتمعي من اجل نهضة البلد وتطوير الأمة.
-
هل ستتمكن حكومة جراد من كسب التأييد الشعبي؟
أعرف جيدا البروفيسور عبد العزيز جراد المفكر الذي كتب في علم الجيوبوليتكا، وبالتالي فالرجل على دراية واسعة بالمشاكل الوطنية والتحديات الجيواستراتيجية الإقليمية والدولية، ومع ذلك أنا متفائل للحكومة التي سيتم الاعلان عليها لأن المرحلة حاسمة والظروف مواتية لوضع تعديلات كبيرة واصلاحات هامة على كل مناحي الحياة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبذلك فحكومة الجراد هي امتحان حقيقي عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية ، وهي واجهته الحقيقية أمام الشارع الجزائري ، وذلك سيتوقف على شكل الحكومة وطبيعة الفريق الذي سيختاره.
-
تعيش الحدود على وقع الغليان في ظل تواصل الحراك الشعبي. في اعتقادكم هل ينجح تبون في مهمته الصعبة؟
تبون رجل فاعل وشخص تنفيذي يتميز بالحرية وقوة العمل، واختيار للمفكر عبد العزيز جراد كوزير أول، كل هذه مؤشرات هامة تدعم النجاح السياسي الداخلي والغالبية الاستراتيجية الإقليمية وتدعم قوة دبلوماسيتنا الدولية بأن ما يحدث على حدودنا في مالي والنيجر والحرب الإقليمية المرتقبة في ليبيا، وهذا ما يدفع الجزائر إلى تقوية جبهتها الداخلية ضد أي عدوان خارجي وضد كل التهديدات الأجنبية، خاصة الاهتمام بسلطنة المناطق الحدودية لأنهم هم الخط الدفاعي الأول للبلاد، وهذا ما يلزمنا التحرك الدولي الفاعل من اجل إيقاف الحرب المقبلة في ليبيا والعمل على كل المستويات الدبلوماسية والاستراتيجية لتقرير وجهات النظر بين الأشقاء المتصارعين في ليبيا، وكذلك نحو نحتاج إلى إعادة ترتيب الأوضاع في منطقة الساحل حيث التواجد الكثير العناصر الإرهابية والتوغل القوى للقوات العسكرية الأجنبية خاصة فرنسا، وبالتالي الجزائر ترفض تدعيم الفضاء المغاربي الساحلي وجعله حلبة تصارع بين القوى الدولية عن طريق الحروب بالوكالة حيث يتم نشر المرتزقة والوكلاء الأمنين.