الوطن

"الكناس" يدعو الجامعة إلى استرجاع مكانتهم وفرض أنفسهم في الإصلاحات

من خلال دعم مسار رئيس الجمهورية

أشاد المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي "الكناس" بنجاح الجامعة الجزائرية في استرجاع جزء هام من مكانتها من خلال الحراك الشعبي، قبل أن يدعوها لأن تستمر في المشاركة في بناء المجتمع عن طريق نخبها والدعم في ذات المسار الذي أعلنه رئيس الجمهورية مع التأكيد على الاستعداد لمرافقة هذا البرنامج الطموح لتطوير الجامعة الجزائرية وتحسين وضعية الأستاذ الجامعي.

ودعا المنسق الوطني لمجلس "الكناس"، ميلاط عبد الحفيظ ، عبر بيان نشره على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك"، أن تكون الجامعة الجزائرية منتجة للنخب الحقيقية لا مجرد موزعة للشهادات، كما أن الجامعة الجزائرية يجب أن تكون قاطرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية بما تحتويه من نخب في كل هذه المجالات، داعيا بالمناسبة الأستاذ الجامعي لأن يسترجع مكانته الاجتماعية، وذلك بتحسين وضعه الاجتماعي والمادي حتى يتفرغ لبناء الأفكار وبناء الجزائر الجديدة.

وشدد أن الجامعة الجزائرية يجب أن ترافق الإصلاحات التي تبناها رئيس الجمهورية وأن تكون في الصفوف الأولى لبناء الجزائر الجديدة التي نحلم بها جميعا، خاصة أن الأهمية الكبرى التي أولاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للجامعة الجزائرية في خطاب التنصيب لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة التحولات الكبرى التي عرفتها الجامعة الجزائرية في الأشهر الأخيرة، بعد أن تحولت إلى رقم هام في صناعة القرار أو على الأقل المشاركة في صناعته...

ويأتي هذا بعد أن اعتبر ميلاط أن الجامعة الجزائرية ولعقود طويلة ظلت بعيدة عن الفعل وعن التفاعل وظلت حبيسة التصورات المادية والاجتماعية، والأستاذ الجامعي استقال من المشاركة في بناء الفكر المنتج وتحول إلى مجرد معلم منتج للمادة البيداغوجية، يسعى لتحسين وضعه المادي والاجتماعي، وهو حق مشروع، لكن دون أن يشكل بديلا للمشاركة في صناعة الحل، وهو أولى بذلك من كل طبقات المجتمع باعتباره بشكل النخبة أولا ومنتج النخبة ثانيا.

وحسب ممثل "الكناس" "فإن التحول الكبير لمكانة الجامعة الجزائرية والأستاذ الجامعي بدأ مع بداية الحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة، هذا الحراك الذي دعمته الجامعة الجزائرية منذ بدايته، وكانت نقابة الكناس CNES أول تنظيم وطني (من نقابات وأحزاب وجمعيات) يساند الحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة في بيان رسمي صادر عن مكتبها الوطني بعد الأسبوع الأول مباشرة من بداية الحراك....".

 

  • ميلاط: أطراف حاولت جر الجامعة إلى مستنقع خطير لولا تدخلنا

وأوضح أنه "بعد سقوط العهدة الخامسة، حاولت بعض الأطراف جر الجامعة الجزائرية إلى مستنقع خطير جدا عن طريق الترويج للعصيان المدني داخل الجامعة الجزائرية، لكن نقابة الكناس وقفت بقوة ضد هذا التحول الخطير. وعن طريق فروعها المنتشرة في كل جامعات الوطن، قامت بحملة وطنية كبيرة استجابت لها الأسرة الجامعية بقوة حيث رفضت السير في هذا الطريق الخطير جدا على مستقبل الجامعة ومستقبل الوطن".

وأضاف ميلاط عبد الحفيظ "إن الجامعة الجزائرية عن طريق نقابة الكناس، كانت أول من ساند بقوة الذهاب إلى حوار وطني يفضي إلى انتخاب هيئة وطنية مستقلة للانتخابات، ولم تكتف نقابة الكناس بذلك بل كانت أول تنظيم وطني يطرح مبادرة فعلية للحل، في اللقاء الذي عقد بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 الذي أفضى إلى تصور دقيق لآليات عمل السلطة الوطنية للانتخابات ومسار الذهاب إلى انتخابات رئاسية حددنا لها تاريخ نوفمبر 2019".

وفي ذات السياق، عرج المتحدث إلى المرحلة الحاسمة بإنشاء السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، هذه السلطة التي كانت ممثلة في أكثر من نصفها من أساتذة جامعيين منتشرين بين فئة الأساتذة الجامعيين، 10 أساتذة، وأكثر من 10 أساتذة موزعين على فئات أخرى داخل السلطة... والأهم من كل ذلك أن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، الأستاذ شرفي محمد، هو دكتور جامعي، مضيفا "إن الأستاذ الجامعي شكل أكثر من 90٪ من امتدادات السلطة على المستوى الولائي والبلدي، وشكل رقما كبيرا جدا في تأطير العملية الانتخابية التي كان العنصر الأكثر تمثيلا فيها. وبفضل هذا الانتشار الكبير داخل هياكل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، كان للأستاذ الجامعي دور كبير في تأطير ونزاهة العملية الانتخابية".

وختم ميلاط قائلا "إن الأستاذ الجامعي كان له دور كبير في الدفاع عن وحدة الوطن ضد التدخل الأجنبي، وشارك بقوة بل أطر المسيرة الوطنية ضد التدخل السافر للبرلمان الأوروبي تلبية لنداء نقابته الكبرى"، معتبرا أن هذا الدور الكبير والفعال الذي لعبته الجامعة الجزائرية، أعادها إلى الصورة وأعاد لها قيمتها التي فقدتها منذ عقود، وجعل رئيس الجمهورية يفرد لها حيزا هاما في خطاب التنصيب ويشيد بدورها ويؤكد على دعمه لها.

 

من نفس القسم الوطن