الوطن

فلاحون يتكبدون خسائر في المردودية تفوق الـ 40 بالمائة لهذا السبب؟!

دعوا وزارة الفلاحة ومصالح الجمارك والمخابر للتدخل

يشتكي أغلب الفلاحين وأصحاب المستثمرات الفلاحية الكبرى من تسويق مواد فلاحية وأسمدة وأدوية متعلقة بعلاج الأوبئة التي تصيب المحاصيل مغشوشة وفاقدة للفعالية، وهو ما يكبدهم خسائر في المردودية تصل في بعض الأحان لأكثر من 40 بالمائة من المحصول النهائي.

عبر أغلب الولايات الفلاحية يطرح الفلاحون وأصحاب المستثمرات الكبرى مشكل غياب الرقابة فيما يسوق من أسمدة فلاحية وأدوية مخصصة لعلاج الأوبئة والحشرات التي تصيب مختلف أنواع المحاصيل الفلاحية، حيث يتم تسويق منتجات مغشوشة ومنتهية الصلاحية وفاقدة للفعالية، وهو ما يجعل الفلاحين يتكبدون خسائر كبيرة نتيجة استعمالهم لهذه الأدوية التي لا تصلح.

وحسب ما يؤكده الفلاحون، فإن المستوردين المتحكمين في بيع أدوية الصحة النباتية يجلبون إلى السوق الجزائرية أي شيء من دول إيطاليا، إسبانيا، أستراليا، النمسا، ألمانيا، فرنسا وباقي الدول المصدرة، ويدخلون سلعا مغشوشة فاقدة للفعالية ومنتهية الصلاحية، يعاد فقط طبع تاريخ صلاحية جديد على الغلاف الخارجي، ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في المردود تصل إلى خسارة 40 إلى 50 بالمائة، وهو ما يعادل الملايير.

فعلى سبيل المثال فقد واجه الفلاحون في الموسم الماضي وباء "الميديوم" الذي عصف بأشجار العنب، ولجأ أغلب أصحاب المستثمرات لعلاج هذا الوباء بالأدوية المتوفرة، ولم تعط أية نتيجة رغم أنه مدون على الغلاف أن تلك الأدوية تحقق نتائج جيدة خلال 4 إلى 10 أيام، والمعروف أن "الميديوم" إذا لم يعالج خلال فترة وجيزة سيؤدي إلى تلف كافة المحصول، إلا أن تلك الأدوية لم تقدم أية نتيجة، وهو ما انعكس على مردود العنب الذي تراجع بشكل كبير خلال الموسم الماضي.

ويؤكد الفلاحون أن افتقاد الرقابة وغياب مخابر لإقامة التحاليل على مستوى الموانئ، سمح للمستوردين بإدخال منتجات مغشوشة باتت تكلف الفلاح خسائر كبيرة.

من جانب آخر، يطرح الفلاحون مشكلا آخر يتعلق بهذه المواد وهو غلاء أسعار هذه الأدوية والمنتجات، حيث شهدت هذه الأخيرة خلال السنتين الأخيرتين ارتفاعا جنونيا بحجة ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية مقارنة مع قيمة الدينار الجزائري، كما يتحجج العديد من موزعي وتجار المواد الفلاحية باقتناء مواد أحسن نوعية وأكثر تأثيرا على النبات بفعل تحسين تركيبتها الكيميائية، فيما يتحجج آخرون بكون السبب يرجع على وجه الخصوص إلى تكاليف النقل التي تضاعفت في الكثير من الحالات.

 

من نفس القسم الوطن